نيويورك : فرضت اليافعتان البريطانية إيما رادوكانو (18 عاما) والكندية ليلى فرنانديس (19 عاما)، المغمورتان قبل بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، رابع البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، نهائياً تاريخياً السبت في نيويورك، فأضافتا نسمة هواء عليلة إلى منافسات السيدات.

وأصبحت رادوكانو (مصنفة 150 عالمياً) أول متأهلة من التصفيات تبلغ نهائي بطولة كبرى وأصغر متأهلة إلى النهائي في 17 عاماً منذ الروسية ماريا شارابوفا (17 عاماً في ويمبلدون)، بعد اقصائها اليونانية ماريا ساكاري المصنفة 17 بنتيجة 6 1 و6 4.

قالت رادوكانو "أنا في النهائي ولا أصدّق ذلك".

أما فرنانديس، المصنفة 73 عالمياً، فقد أقصت المصنفة ثانية البيلاروسية أرينا سابالينكا 7 6 (7 3) و4 6 و6 4، محققة ثالث فوز على مصنفة بين الخمس الأوليات في العالم، وهو انجاز حققته للمرة الأخيرة الأميركية سيرينا وليامس في ويمبلدون 2012.

قالت فرنانديس "يمكنني القول الآن اني قمت بعمل جيد في مشوار تحقيق أحلامي".

وكانت فرنانديس قد تغلّبت على حاملة اللقب اليابانية ناومي أوساكا المصنفة ثالثة في دور الـ32 والأوكرانية إيلينا سفيتولينا المصنفة خامسة في ربع النهائي، كما أقصت الألمانية المميزة أنجليك كيربر من ثمن النهائي.

وتلتقي اللاعبتان السبت على ملعب أرثر آش للتنافس على أول لقب كبير في مسيرتهما اليافعة.

ووالد فرنانديس هو لاعب كرة قدم إكوادوري سابق ووالدتها كندية من جذور فيليبينية، فيما وُلدت رادوكانو في كندا لوالد روماني ووالدة صينية.

تحدّثت رادوكانو التي نشأت وتعيش في لندن عن جذورها "غرست والدتي الصينية منذ صغري روح العمل والانضباط في نفسي"، متحدثة عن اعجابها بقتالية اللاعبة الصينية السابقة نا لي.

من جهتها، قالت فرنانديس التي يدرّبها والدها وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة قبل سنوات مع عائلتها من أجل مستقبل أفضل "لا أعرف كيف قمت بذلك! يعود الفضل إلى جمهور نيويورك. لقد ساعدني اليوم. تحقق هذا الأمر بعد سنوات وسنوات من العمل، دموع، دماء وتضحيات".

وليامس هينغيس

وسيكون النهائي الأول في بطولة كبرى بين مراهقتين، منذ فوز سيرينا وليامس في فلاشينغ ميدوز 1999 عندما كانت بعمر السابعة عشرة على السويسرية مارتينا هينغيس (18 عاماً آنذاك). كما هو ثامن نهائي بن مراهقتين في عصر البطولات المفتوحة بين المحترفات والهواة بدءاً من العام 1968.

وفي انتظار تحقيق مسير مظفرة على غرار النجمتين الأميركية والسويسرية، تتركز الأنظار على مواجهتهما السبت.

وإذا كانت رادوكانو تبدو واثقة وحققت نتائج ساحقة فارضة إيقاعها، إلا أن فرنانديس أظهرت قدرة كبيرة على المقاومة في مواقف صعبة أمام نجمات كبيرات.

وبحال فوزها دون خسارة أي مجموعة، ستصبح البريطانية أو لاعبة تحقق هذا الانجاز في نيويورك منذ سيرينا في 2014.

وفي مواجهتها مع ساكاري التي كانت تخوض ثاني نصف نهائي في بطولة كبرى، حسمت رادوكانو المجموعة الأولى سريعاً.

وكانت الثانية أكثر تنافسية، لكن ضربات ساكاري القوية وجدت جداراً أمامها، ما أجبرها على ارتكاب العديد من الاخطاء المباشرة (33 مقابل 17).

قالت رادوكانو التي أصبحت ثاني سيدة مصنفة خارج أوّل مئة عالميا تبلغ نهائي فلاشينغ ميدوز، بعد عودة البلجيكية كيم كليسترز عن اعتزالها وفوزها عام 2009 "هل هناك أية توقعات؟ أنا متأهلة من التصفيات، لذا لا توجد علي أية ضغوط على الورق".

وبحال تتويجها في النهائي، ستصبح رادوكانو أول بريطانية تحرز لقب بطولة كبرى منذ فيرجينيا وايد في ويمبلدون عام 1977 وأوّل بريطانية متوجة في فلاشينغ ميدوز منذ وايد نفسها في 1968.

وكانت وايد واللاعب البريطاني السابق تيم هنمان بين الحضور. قالت رادوكانو "تيم يشكل الهاماً كبيراً. لقد ساعدني وطلب مني عدم حرق المراحل".

صمود ليلى

قبل تأهل رادوكانو، كانت فرنانديس التي لم تتجاوز عتبة الدور الثالث في ست مشاركات ضمن البطولات الكبرى تضيف سابالينكا إلى لائحة ضحاياها بعد أوساكا وسفيتولينا.

وفيما كانت مرشحة لبلوغ النهائي، سقطت سابالينكا في الشوط الفاصل "تاي بريك" من المجموعة الأولى، لارتكابها خمسة أخطاء مباشرة متتالية، بينها كرة ساحقة في متناولها وخطأ مزدوج على ارسالها.

ولعب منسّق الموسيقى في الملعب أغنية "ليلى" لإريك كلابتون، ما أثار حماسة الجماهير ودعمهم لفرنانديس.

لم تتأثر البيلاروسية بذلك، فعادلت من خلال لعبها الشرس وكراتها الأمامية القوية.

لكن فرنانديس التي بلغت التاسعة عشرة الإثنين وقلبت تأخرها بمجموعة في المباريات الثلاث الأخيرة، بدت أكثر صلابة مستفيدة من الاخطاء المباشرة (52) والمزدوجة (8) على الارسال لخصمتها.