عاد الهداف الكولومبي، راداميل فالكاو، إلى إسبانيا، بانضمامه إلى فريق رايو فاليكانو.

وبتسجيله 55 هدفا في 73 مباراة، أي بنسبة 0.76 هدف في كل مباراة، يكون صاحب أحسن معدل أهداف حققه أي لاعب في الدوي الإسباني، هذا القرن باستناء "العملاقين الاثنين".

فقد حقق كريستيانو رونالدو معدل 1.07، أما معدل ليونيل ميسي فهو 0.91 في تاريخ الدوري الإسباني.

وسجل فالكاو أغلب أهدافه هذه خلال موسمين رائعين قضاهما في أتليتيكو مدريد، بين 2011 و2013، عندها فرض النجم الكولومبي نفسه واحدا من عظماء كرة القدم في العالم.

وعلى الرغم من أن الإصابات عطلت مشواره لاحقا مع فرق موناكو ومانشستر يونايتد وتشيلسي، فإن فالكاو أخذ يستعيد لياقته وفعاليته في الفترة الأخيرة. فقد لعب موسمين ناجحين مع غالاتا سراي، سجل خلالهما 20 هدفا في 43 مباراة.

وبعد عقد من الزمن هاهو فالكاو يعود إلى المدينة التي جعلت منه نجما عالميا. وعلى الرغم من أنه في سن 35 عاما لا يملك تلك القوة الخارقة، التي كانت يتمتع بها في أوج عطائه، فإن الأيام أثبتت أنه يقدم خدمة كبيرة لفريقه الجديد على أرض الميدان وخارجه.

وكانت فرحة مشجعي فريق رايو فاليكانو عارمة عندما وقع لهم فالكاو في اللحظات الأخيرة قبل غلق فترة الانتقالات، فهم ليسوا متعودين على استقبال لاعبين بهذه المهارات العالمية. ولم يعرفوا في صفوفهم لاعبا بمستوى فالكاو إلا المكسيكي هوغو سانتشيز في التسعينات.

وكان فالكاو على عادته وفي مستوى التوقعات في أول ظهور له مع فريقه الجديد، إذ سجل أول أهدافه بعد 10 دقائق فقط من دخوله بديلا، ليضمن الفوز بثلاثة أهداف مقابل صفر أمام فريق الجيران خيتافي.

وأتبع هدفه الأول بهدف آخر في الوقت بدل الضائع، منح به الفوز لفريقه، خارج ميدانه، أمام أتليتكو بيلباو بهدفين مقابل هدف واحد. ووقع هدفه الثالث في أول مباراة يلعبها أساسيا، وفاز بها فريقه أمام قادش بثلاثة أهدف مقابل هدف واحد.

ويضع هذا الأداء المتميز فالكاو على قائمة أبرز الهدافين في الدوري الإسباني مرة أخرى، كما أنه يجعل فريق رايو فاليكانو ضمن مفاجأت هذا الموسم، بعدما ضمن الصعود في المباريات الفاصلة في يوينو حزيران الماضي.

ويحتل رايو فاليكانو المركز السابع في الدوري متقدما في الترتيب على برشلونة، قبل مواجهة الأربعاء بينهما، وهذا بفضل فوزه بجميع المباريات التي لعبها على أرضه.

وإضافة إلى تأثير فالكاو فإن الفريق أخذ يكتسب الإعجاب بفضل طريقة لعبه الهجومية التي يتبناها المدرب أندوني أيارولا. وقد جعله هذا الأسلوب واحدا من أهم المواهب الشابة في مجال التدريب، بعد مشوار طويل كلاعب في فريق أتليتيك.

وتوسعت دائرة جمهور رايو فاليكانو لبصبح الفريق المفضل الثاني لأكثر المشجعين في إسبانيا.

ويقع الفريق في شوارع فاليكاس وهي من أفقر ضواحي العاصمة مدريد. ويتميز رايو فاليكانو بالحفاظ على طابعه التقليدي الشعبي، ويرفض أسلوب الفخامة والعصرية، كما هو حال ريال مدريد، الذي يوجد مقره في الأحياء الراقية شمالي المدينة.

ونشر روبي دان كتابا عن رايو فاليكانو بعنوان "أبطال الطبقة العاملة" يشرح فيه هوية الفريق. وقال لبي بي سي إن "رايو فاليكانو فريق الطبقة العاملة حتى النخاع". وهو آخر فريق شعبي بما تحمله الكلمة من معنى. فهناك أصالة في أي شيء يتعلق بالفريق من العاملين إلى المشجعين إلى الباعة داخل الملعب.

وينبع جزء كبير من "الشعور بالأصالة" من تأثير أمريكا اللاتينية فقد عاش في مدريد أكثر من 400 ألف شخص من أمريكا اللاتينية، من بينهم 60 ألفا من كولومبيا. وأغلبهم استقروا في المساكن المتواضعة في أحياء مثل فاليكاس.

وهذا يفسر لماذا قدوم فالكاو إلى الفريق ليس حدثا عاديا.

محمد صلاح يقود ليفربول للفوز على أتلتيكو مدريد ورياض محرز يسجل هدفين لمانشستر سيتيLink

ليفربول يخسر أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروباLink

فقد حل ببابهم فجأة بطل قومي. وهو بالنسبة للمشجعين أكبر من النجاح على أرض الميدان. فالقضية تتعلق بالفخر والهوية أيضا. والدليل على مكانة فالكاو عند المشجعين أن الفريق باع جميع القمصان للمعجبين بعد انضمام النجم الكولومبي فلم يبق منها واحد الأسبوع الماضي.

ويرى دان أن رايو فاليكانو هو أقرب ما يمكن أن تجده إلى الشغف الخالص بكرة القدم الأمريكية اللاتينية، التي تعلي من شأن اللعب الاستعراضي والمهارات الفنية المبدعة.، مضيفا أن هذا يفسر لماذا يعتبر فالكاو اللاعب المناسب للفريق.

ولكن الأمور في رايو فاليكانو ليست كلها سمن على عسل بين الإدارة والمشجعين. فقد أثار رئيس النادي راؤول مارتن بريسا استياء جماهيره التي ترى أنه خلال 11 عاما من الإدارة تجاهل تطوير منشآت الملعب.

ويضيف دان أن رئيس النادي دعا الموسم الماضي سياسيين من اليمين لحضور إحدى المباريات معه، وهو ما اعتبره المشجعون "إساءة" لهم و"للمنطقة التي تعد معقلا للطبقات العاملة".

ويضفي غضب المشجعين في رايو فاليكانو من رئيس ناديهم بسبب مواقفه من قضايا غير قابلة للنقاش عندهم نوعا من الغموض على الفريق. ويزيد قدوم فالكاو من الفضول لمتابعة مشواره هذا الموسم.