الرياض : يعيش سالم الدوسري، لاعب خط وسط المنتخب السعودي ونادي الهلال، فترة تألق كبيرة وسط إجماعٍ من عشاق كرة القدم في بلاده على أنه النجم الأبرز راهنًا، بعد مساهمته في قيادة "الصقور الخضر" الى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.

تُعدّ الفترة القصيرة التي قضاها الدوسري في فياريال الإسباني معارًا من الهلال لمدة ستة أشهر خلال موسم 2018، حيث احتك مع لاعبين على مستوى محترف في إسبانيا، مهمة في التطور الذي حققه في السنوات الاخيرة، حيث أثقل موهبته بالانضباط والاحترافية وهو ما انعكس على أدائه بشكل لافت في كأس العالم 2018.

ومثّل اللاعب البالغ 30 عامًا الذي اشتهر باحتفاليته وكأنه يقوم بخلط الطعام، المنتخب السعودي الأول في 59 مباراة (15 هدفًا) آخرها أمام الصين (1 1) الخميس، بعد ساعات من ضمان تأهل "الصقور الخضر" إلى كأس العالم اثر خسارة أستراليا أمام اليابان.

وشهد عام 2011 البصمة الأولى للاعب الوسط الهجومي في سجلات الكرة السعودية، عندما هزّ شباك غواتيمالا في كأس العالم للشباب، فيما كان استدعاؤه للمنتخب الأول للمرة الأولى من قبل المدرب الهولندي فرانك ريكارد لتصفيات كأس العالم 2014.

سجّل هدفًا وقدم مباراة رائعة في أول ظهور له ضد أستراليا، بينما وضع بصمته أيضًا في شباك مصر في كأس العالم 2018 في روسيا عندما أحرز هدف فوز في الثواني الأخيرة، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات، علمًا أن السعودية خرجت برفقة "الفراعنة" من الدور الأول.

ولم يأبَ اللاعب المكنى بالـ"تورنايدو" (الإعصار) إلا أن يترك بصمته في دورة الألعاب الأولمبية الصيف الفائت في طوكيو، عندما أحرز هدف التعادل امام ساحل العاج ليصبح رابع لاعب يسجل للأخضر في تاريخ الأولمبياد.

أما مع ناديه، فكان أيضًا حاضرًا في المواعيد الكبرى، وساهم في قيادة الهلال الى لقبين في دوري أبطال آسيا عامي 2019 و2021، علمًا أنه سجل في النهائي الاول ضد أوراوا ريد دايموندز الياباني. كما سجل في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2019 ضد فلامنغو البرازيلي (خسر الهلال 3 1).

وبدأ الدوسري مسيرته الكروية في الفئات العمرية مع فريق الهلال وسجل كلاعب هاو في 12 كانون الثاني/يناير 2011، فيما كان ظهوره الأول بقميص الفريق الأول في موسم 2012 في ديربي العاصمة الرياض أمام النصر عندما نجح في تسجيل هدف في المباراة.

"ناضج كرويًا"

أشاد محمد الخراشي، المدرب السابق الذي قاد المنتخب الى التعادل 2 2 ضد جنوب إفريقيا في المباراة الاخيرة من دور المجوعات في كأس العالم 1998 في فرنسا بعد إقالة البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا لخسارته أول مباراتين، بمهارات الدوسري والمستوى الذي يقدمه مع ناديه والمنتخب حاليًا.

قال في حديث لوكالة فرانس برس "أصبح ناضجًا كرويًا، كما أنه لاعب مرجع في المنتخب والهلال حتى بوجود المحترفين الأجانب. مستواه تطور ودائما ما يظهر بشكل يرضي الجماهير السعودية".

أما طلال المشعل، لاعب المنتخب وأندية الاهلي والاتحاد والنصر السابق، فاعتبر "أن نجومية سالم الدوسري جاءت على مرحلتين. المرحلة الأولى كانت قبل احترافه في فياريال الإسباني، حيث كان يلعب بشكل فردي ولم ينضج كرويًا، فيما كانت المرحلة الثانية بعد احترافه في فياريال، فأصبح منضبطًا تكتيكيًا ويوظف أداءه بشكل جماعي، سواء مع الهلال أو المنتخب السعودي، وأصبح لاعباً يرجح كفة فريقه في المباريات الهامة".