الدوحة: بعدما كانت عقب أخيل قبل انطلاق المونديال، تواجه دفاعات إنكلترا وفرنسا تهديداً أكبر من المعتاد خلال المواجهة المنتظرة بينهما السبت في الدور ربع النهائي لمونديال قطر لكرة القدم، في ظل سرعة كيليان مبابي عند "الديوك" مقابل خطورة جناحي "الأسود الثلاثة".

وصل وصيف بطل أوروبا المنتخب الانكليزي ونظيره بطل العالم الفرنسي إلى قطر، بسجل مشابه مع مباراتين فقط من دون اهتزاز شباكهما من أصل ثماني في عام 2022.

دفع هذا الواقع مدرب فرنسا ديدييه ديشان للتخلي عن الدفاع الخماسي مع ثلاثة مدافعين محوريين ولاعبين على الرواقين، بانياً قراره على قاعدة أن فريقه "في حالة صعبة" و"غالباً ما يكون غير متوازن".

احبط غياب بريسنل كيمبيمبي ولوكا هرنانديز، وهما لاعبان أساسيان في الدفاع، خطة ديشان للعودة إلى الدفاع الرباعي الذي قاده للتكريس العالمي في مونديال روسيا 2018، لكن لاعب الوسط الدولي السابق لم يغيّر خططه، فلم يكن النجاح على قدر التوقعات. في الدوحة، تلقت شباك الـ"بلوز" هدفاً في كل مباراة.

على "الديوك" أن تخشى مخالب "الأسود الثلاثة" اذ سجلت انكلترا 12 هدفاً في 4 مباريات، بقيادة هداف المونديال الماضي هاري كاين ولاعبين "ينطلقون بسرعة كبيرة في الجانبين، مثل فيل فودن وماركوس راشفورد" حسب ما قال مساعد المدرب الفرنسي غي ستيفان.

صراع مبابي ووكر

"يتعين علينا اقفال الرواقين، ولكن بالنسبة لهم أيضاً" قال أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي أوليفييه جيرو (ثلاثة أهداف في قطر)، قلب الهجوم الذي يتحرك بدعم من عثمان ديمبيليه (تمريرتان حاسمتان) على اليمين وكيليان مبابي (خمسة أهداف وتمريرتان حاسمتان) على اليسار.

وقبل مواجهة فرنسا، لم تهدر انكلترا سوى القليل من الفرص الصريحة للتسجيل ولم تهتز شباكها سوى مرتين، في الفوز الساحق على إيران 6-2، بعدما كانت تقدمت برباعية نظيفة.

فقلب دفاع "الأسود الثلاثة" المؤلف من الثنائي جون ستونز-هاري ماغواير هو حائط أمان بالرغم من الشكوك التي تحيط به، فيما يعكس الحارس جوردان بيكفورد صورة أكثر صلابة مما كان يقدمه بين الخشبات الثلاث لفريقه إيفرتون.

ومع ذلك، فإن مستوى الخصوم (الولايات المتحدة وويلز والسنغال)، يمكن أن يفسّر إلى حد ما عدم اهتزاز الشباك الانكليزية في ثلاث مباريات توالياً. لكن هذه المرة، يتعين على رجال المدرب غاريث ساوثغيت التعامل مع خطورة وسرعة مبابي، فيما ينتظر الجميع بفارغ الصبر الردّ على هذا التهديد.

تملك انكلترا في صفوفها مدافعاً قادراً على مقارعة مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي من ناحية السرعة، بشخص كايل ووكر الذي سبق له أن قيّده بعدما تواجه مانشستر سيتي الانكليزي الذي يرتدي قميصه المدافع ونادي العاصمة باريس في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

حذّر ووكر الأربعاء من خطورة مبابي، قائلاً "يجب أن أراقبه كما في جميع المباريات، واحترمه كما يستحق ولكن من دون الكثير من الاحترام (...) المباراة ليست إنكلترا ضد مبابي، إنها إنكلترا ضد فرنسا".

خيار تكتيكي

بمواجهة "الديوك"، من الممكن أيضاً أن ينحاز ساوثغيت إلى إغراء إعادة تموضع ووكر لتلافي مواجهة ثنائية بين مبابي وجون ستونز. فالأخير، عادة ما يلعب في المحور الايمن، لكن من الممكن أن ينزلق إلى وسط خط دفاعي بثلاثة مدافعين مركزيين.

يُعتمد هذا الخيار غالباً أمام منتخبات من العيار الثقيل، كما لاحظ ستيفان، لكن هذه الخطة لم تنل الرضى وانهالت الانتقادات على ساوثغيت عندما طبقها في الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح (3-2 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1) في نهائي أمم أوروبا 2021.

دفن مدرب إنكلترا هذا الخيار التكتيكي منذ بداية مونديال قطر، ليدخل السرور إلى قلوب الجماهير. ولكن يسمح هذا الخيار باضافة كيران تريبييه أو حتى بوكايو ساكا كقوة ضاربة على الجهة اليمنى للحدّ من خطورة مبابي، أفضل هداف في كأس العالم (5 أهداف) والذي هز الشباك في جميع المباريات التي خاضها أساسياً.

ومع ذلك، يمكن للآلة الانكليزية أن تواجه إخفاقات في هذه الحالة. قبل كل شيء، يجب على ساوثغيت التضحية بأحد لاعبي خط الوسط والاختيار بين ديكلان رايس وجود بيلينغهام وجوردان هندرسون (على الأرجح الأخير)، بينما كان هذا الثلاثي ممتازاً حتى الآن وأحد عناصر صلابة الدفاع.

تدرك انكلترا جيداً أنه إلى جانب "خطر" مبابي، ستواجه تشكيلة تضم في صفوفها أيضاً أنطوان غريزمان وجيرو وديمبيليه "السهم" الذي يتعين على لوك شو وخاصة ماغواير إيقافه.

أقرّ ووكر قائلاً "نحن لا نفكر فقط في مبابي. هو سلاح في ترسانتهم الجيدة جداً، لكنهم يملكون كوكبة من اللاعبين الجيدين الذين لا يمكننا التقليل من شأنهم، فازوا بألقاب كبرى وبكأس العالم".

في غضون ذلك، ما زال جيرار سولير ينتظر خليفته. فمهاجم سوشو وبوردو وتولوز السابق من بين أندية أخرى، هو اللاعب الفرنسي الوحيد الذي سجل هدفاً ضد الإنكليز في كأس العالم عام 1982.. كان ذلك خلال الهزيمة 1-3!