الدوحة : كان الجميع ينتظر أن يكون لوكا مودريتش النجم المطلق للمنتخب الكرواتي في مونديال قطر مع التشكيك بقدرته على حمل وصيف 2018 على كتفيه بسبب تقدمه في العمر، فجاءت المساندة من حارس المرمى المغمور الى حد كبير دومينيك ليفاكوفيتش الذي خطف الأضواء من الجميع.

بعد مشوار "هادئ" الى حد كبير في دور المجموعات حيث تأهل رجال المدرب زلاتكو داليتش في المركز الثاني ضمن منافسات المجموعة السادسة خلف المغرب بتعادلين وانتصار، جاء دور ليفاكوفيتش ليفرض نفسه بطلاً في الدور ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح.

صد ابن الـ27 عاماً ثلاث ركلات ترجيحية للمنتخب الآسيوي الذي سطر إنجازين في دور المجموعات بفوزه على البطلين السابقين المنتخبين الألماني والإسباني بنتيجة واحدة 2 1، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

وقعت كرواتيا "الهَرِمة" بلاعبيها المتقدمين بالعمر على البرازيل في ربع النهائي، فرأى كثر أنها مباراة في متناول نيمار ورفاقه.

لكن لاعبي داليتش عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ونجحوا في جر "سيليساو" الى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للعب دور البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو.

هذه الركلة الترجيحية الضائعة تركت أثرها الكبير على لاعبي المدرب تيتي، موازاة مع نجاح الكروات في تنفيذ ركلاتهم الترجيحية الأربع الأولى، فوصل قلب دفاع باريس سان جرمان ماركينيوس وهو تحت ضغط كبير إدراكاً منه بأن عليه التسجيل وإلا سينتهي الحلم بلقب أول منذ 2002 وسادس في تاريخ العملاق الأميركي الجنوبي.

لكن الرهبة التي خلفّها ليفاكوفيتش بدت جلية تماماً على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر، مطلقاً فرحة كرواتية مجنونة، فيما غرق زملاؤه والجماهير البرازيلي بالدموع، إدراكاً منهم بأن عليهم الانتظار أربعة أعوام أخرى لاختبار حظهم مجدداً.

"نشأنا كمقاتلين"

واستحق ليفاكوفيتش تماماً جائزة أفضل لاعب في مباراة الجمعة، ولدى سؤاله عن القوة الذهنية لفريقه الذي خرج منتصراً عبر الركلات الترجيحية للمباراة الثانية توالياً، قائلاً "أولاً، نحن فريق يتمتع بالخبرة ونشأنا كمقاتلين. لا نبخل بأي جهد. نحن نقدم أفضل ما لدينا وهذه هي الوصفة من أجل النجاح".

وتابع "أشكر المشجعين الكروات الحاضرين هذه الليلة. لقد ساندونا طيلة المباراة".

وتابع "الآن، سنتعامل مع كل مباراة على حدة، وسنرى الى أين سيوصلنا ذلك".

ويأمل خليفة دانيال سوباشيتش أن ينجح أقله في قيادة بلاده لتكرار انجاز روسيا 2018 حين بلغت النهائي للمرة الأولى في تاريخها، لكن مع الأمل أن تتمكن هذه المرة من رفع الكأس الغالية ومنح مودريتش أفضل هدية وداعية.

أمسية تاريخية كانت للكروات وحارسهم الأمين ليفاكوفيتش الذي بات بصده أربع ركلات ترجيحية ثالث حارس فقط يحقق هذا الانجاز في نسخة واحدة بعد الأرجنتيني سيرخيو غويكوتشيا عام 1990 والكرواتي الآخر سوباشيتش عام 2018.

فمن هو ليفاكوفيتش؟

شق طريقه عبر الفرق العمرية لنادي أن كاي زغرب وصنع اسماً لنفسه خلال أربعة أعوام أمضاها مع الفريق الأول، ما جعل العملاق المحلي دينامو زغرب يتعاقد معه عام 2015.

عاد الى فريقه السابق على سبيل الإعارة قبل أن يعود في 2016 ليستلم مهام الحارس الأول في الفريق.