برشلونة: يعود السائق الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو إلى مهد فوزه الـ32 الأخير في بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة كاتالونيا مستضيفة المرحلة السابعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، آملاً في دفعة من الحظ لتحقيق انتصار ثالث وثلاثين طال انتظاره.

وبعد 10 أعوام من فوزه بلقب سباق بلاده مع فيراري عام 2013، استعاد ابن الـ41 عاماً شبابه مع بداية الموسم بفضل فريقه أستون مارتن الذي وضع بين يديه سيارة تنافسية سمحت له بالصعود 5 مرات إلى منصة التتويج في الجوائز الكبرى الست الأولى.

توّج ألونسو بريقه هذا العام باحتلاله للمركز الثاني خلف سيارة ريد بول بقيادة الفائز ومتصدر الترتيب الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في العامين الماضيين، في شوارع الإمارة موناكو الأسبوع الماضي.

وبفضل هذا الانجاز، دوّن بطل العالم مرتين 2005 و2006 مع رينو اسمه كثاني أكبر سائق يصعد إلى منصة تتويج موناكو منذ أكثر من 50 عاماً، وتحديداً منذ الأسترالي جاك برابهام الذي حلّ ثانياً عام 1970 في الإمارة عندما كان في سن الـ44 عاماً.

كما دفعت هذه النتيجة عشاق الفئة الأولى إلى المراهنة على قدرة ألونسو على رفع كأس المركز الأول على أرضه وأمام جماهيره حيث من المتوقع أن تتوافد الأحد بأعداد كبيرة تقارب الـ100 ألفاً.

لم تشذ كلمات ألونسو، صاحب الشعبية الجارفة لدى الجماهير، عن التوقعات، كما لم يفعل شيئاً للتقليل من آماله سوى ربطها ببعض الواقعية.

قال الإسباني بعد سباق موناكو حيث شاهد محاولته لإنهاء هيمنة ريد بول الفائز بالسباقات الستة الاولى هذا العام، تفشل بسبب خطأ استراتيجي من فريقه "أعتقد أن سباق برشلونة سيكون احتفالاً".

وتابع "نحن بحاجة إلى الحفاظ على أقدامنا على الأرض، لذلك لا أريد خلق الكثير من التوقعات والضغط الإضافي على الفريق" مشيراً إلى ان "خلال بعض عُطَل نهاية الأسبوع في العام سنتراجع في الترتيب وعلينا قبول ذلك، في حين سنكافح في سباقات أخرى للصعود إلى منصة التتويج".

وأكد أنه غير راض عن المركز الثاني وهو أفضل مركز له هذا الموسم.

وأردف قائلا "هي عتبة أعلى من منصات التتويج الأخرى، لكننا ما زلنا نهدف إلى التطور ويمكن أن يحدث ذلك إذا كان لدينا بعض الحظ أو في حال انسحب ماكس وآخرون".

كارثة موناكو

ويدرك ألونسو جيداً، رغم ذلك، انه يمكن ألا ينهي سباق بلاده كأسرع الاسبان أو من أصول اسبانية، حيث يقف سائقا فيراري الاسباني كارلوس ساينس جونيور وريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس حجر عثرة في طريقه.

وفي وقت ما زال مواطنه ساينس يبحث عن انتصاره الأول في كاتالونيا رغم أنه عاد بخيبة أمل من الإمارة موناكو باحتلاله للمركز الثامن لصالح "الحصان الجامح"، أقرّ بيريس أن عطلة نهاية الاسبوع الماضي كانت كارثية بالنسبة له على الصعيد الشخصي.

تعرض المكسيكي لحادث خلال التجارب وانطلق من المراكز الأخيرة، وعاد وأنهي السباق في المركز الـ 16 ما جعله يتأخر بفارق 39 نقطة عن زميله المتصدر فيرستابن (144 مقابل 105)، كما قلّص ألونسو الثالث الفارق إلى 12 نقطة فقط.

وبدوره، سيستعيد فيرستابن ذكريات الماضي الجميل في إسبانيا حيث حقق باكورة انتصاراته في الفئة الاولى عام 2016، غير أن بيريس يدرك أن عليه استعادة ثقته بنفسه وسرعته التي سمحت له بالفوز بسباقين هذا العام (السعودية وأذربيجان) مقابل 4 انتصارات لزميله في البحرين وأستراليا وميامي وموناكو.

قال بيريس "موناكو كانت كارثة بالنسبة لي".

وأضاف "كل ما كان يمكن أن يحدث بشكل خاطئ قد حدث بشكل خاطئ، لذا فإن نهاية هذا الأسبوع تدور حول البدء من جديد والتأكد من أننا نعود إلى المعايير العالية التي وضعناها طوال الموسم".

وتأمل فرق أستون مارتن وفيراري ومرسيدس أن تقارع فيرستابن الذي حقق فوزه الـ39 مع ريد بول في شوارع الإمارة، متجاوزاً انتصارات الالماني سيباستيان فيتل، بطل العالم 4 مرات، مع الحظيرة النمسوية (38) والذي اعتزل العام الماضي وفي رصيده الاجمالي 53 فوزاً.

وسيكون الهولندي ابن الـ25 عاماً السائق الذي يجب التغلب عليه على مسارات تقدم سرعة أكبر للسائقين مقارنة مع العام الماضي بعدما تم ادخال تعديلات جذرية على الجزء الأخير من الحلبة ليصبح مستقيماً.