بوغوتا: في أميركا الجنوبية، حيث يتجاوز حب كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية، الطبقات الاجتماعية، فإن رؤية نجوم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي يلعبون أمر بعيد المنال بالنسبة للغالبية العظمى من المشجعين. الجلوس في المدرجات هو امتياز مخصص للأغنياء.
يتزايد الغضب في أميركا الجنوبية واقتصاداتها غير المستقرة بسبب التضخم المتسارع الذي أدى، إلى جانب الحماسة التي تفرضها كرة القدم، إلى ارتفاع أسعار تذاكر التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
في كولومبيا، حيث يبلغ الحد الأدنى للأجور 255 يورو، يبلغ متوسط سعر التذكرة 95 يورو. أكد بابلو غونساليس، المكلف بالصيانة في إحدى جامعات بارانكيا (شمال) حيث يخوض "الكافتيروس" مبارياته البيتية، أنه من المستحيل أن يتواجد في الملعب لدعم منتخب بلاده ضد الأوروغواي الخميس المقبل ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال، بسبب نقص الأموال.
ويشكو المشجع البالغ من العمر 49 عاماً قائلاً: "هناك أشخاص يتمتعون بقدرة شرائية عالية جداً هنا، لكن الأمر مستحيل بالنسبة لي".
مشاهدة الـ"ألبيسيليستي" الذي منح الأرجنتين الكثير من الفخر بفوزه بلقب مونديال قطر 2022، تثير الشغف أكثر من الإحباط في بلد يعاني من تضخم سنوي يبلغ 120% ومعدل فقر يزيد عن 40% من السكان.
يبلغ متوسط تذكرة مباراة الارجنتين وضيفتها الباراغواي يوم الجمعة 110 يورو، بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور 350 يورو. يمكن أن يصل الاشتراك لمدة 3 سنوات مع امتيازات مختلفة إلى 13 ألف يورو.
وأكد مدرب أبطال العالم ليونيل سكالوني، دون أن يدين سياسة التسعير بشكل مباشر، في أيلول/سبتمبر الماضي أنه أنفق آلاف البيسو الأرجنتيني لتقديم التذاكر للمقربين منه.
قال في مؤتمر صحافي: "يكلفني ذلك الكثير مثل أي شخص آخر. لكنني لست من يحدد أسعار التذاكر. لو كان الأمر بيدي، لذهب الناس مجانًا، لكن ماذا يمكنني أن أفعل".
تشكو المشجعة الأرجنتينية كانديلا طومسون من أن الأسعار تجعل شيئاً شعبياً مثل كرة القدم "حصرياً".
"الحاجة إلى ملعب ممتلئ بالمشجعين"
في البرازيل، حيث يتزايد عدم الاهتمام بـ"السيليساو"، تختلف الأسعار تبعاً لمستوى المعيشة في المدينة المضيفة.
يعترف القائد أرتورو فيدال الذي يحظى بشعبية كبيرة في تشيلي بسبب أصوله المتواضعة، بأن "التذاكر باهظة الثمن".
قال قبل استضافة كولومبيا في أيلول/سبتمبر الماضي: "لقد طلبنا بالفعل من رئيس (الاتحاد بابلو ميلاد) بخفض أسعارها قليلاً لأننا بحاجة إلى ملعب ممتلئ بالمشجعين".
وبحسب الصحافة التشيلية، استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد لملء كل المقاعد في مونومونتال في سانتياغو.
في الأوروغواي، أقرّ الاتحاد المحلي للعبة بخطئه بسبب الغياب الملفت للجماهير بملعب "سنتيناريو" في مونتيفيديو خلال الظهور الرسمي الأول لمدربه الأرجنتيني مارسيلو بيلسا في أيلول/سبتمبر الماضي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الأوروغوياني.
التعليقات