أبيدجان: استهلت مصر حملتها نحو لقب ثامن بتعادل مخيب وصادم أمام موزامبيق المجتهدة 2 2 الأحد في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم.

ولم تكن حال غانا، الفائزة باللقب أربع مرات، أفضل من مصر على الإطلاق إذ منيت في المجموعة ذاتها بهزيمة صادمة أمام الرأس الأخضر 1 2 بعد تلقيها هدفاً في الوقت بدل الضائع.

كما أن نيجيريا، الفائزة باللقب ثلاث مرات، تعثرت بدورها وسقطت في فخ التعادل 1 1 أمام غينيا الاستوائية، المشاركة للمرة الرابعة في "العرس الإفريقي"، لحساب المجموعة الأولى.

وعلى ملعب فيليكس أوفويت بوانيي في أبيدجان، وبضربة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع أنقذ محمد صلاح "الفراعنة" من خسارة صادمة وغير متوقعة.

وقلب المنتخب الملقب "أفاعي المامبا" تأخره بهدف مبكر في الشوط الأول لتفوق بهدفين في غضون ثلاث دقائق في مطلع الشوط الثاني، قبل أنّ يعادل صلاح في اللحظات الأخيرة.

وبغية تحقيق فوز كبير، دخلت مصر اللقاء بتشكيل هجومي بوضع الجناح أحمد سيد "زيزو" في خط الوسط خلف ثلاثي المقدمة القائد محمد صلاح هداف ليفربول الإنكليزي ومحمود حسن "تريزيغيه" جناح طرابزون سبور التركي ومصطفى محمد مهاجم نانت الفرنسي.

وبدأت مصر اللقاء بقوة فسجلت سريعا عبر مصطفى محمد الذي تابع عرضية أرسلها ظهير بيراميدز محمد حمدي واخطأها صلاح ليسدّدها بقوة في الزاوية الأرضية اليسرى للحارس إرنان سيلواني (2).

لكنّ الحرارة ونسبة الرطوبة المرتفعة في أبيدجان أثرت على لاعبي مصر الذين فقدوا حيويتهم حتى قبل انتهاء الشوط الأول.

وقال مصطفى محمد بعد المباراة "عانينا من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية وهو ما ساهم في تراجع تركيز اللاعبين، خاصة في الشوط الثاني".

وخلال ثلاث دقائق فقط، سجلت موزامبيق هدفين وسط ذهول لاعبي مصر.

فبعد عرضية من الرواق الأيمن، سجل لاعب ناسيونال البرتغالي ويتنس كويمبو برأسية قوية وسط حراسة الدفاع المصري (55). وهو الهدف الأول لموزامبيق في مرمى مصر بعد خمسة لقاءات.

وبعد بينية في قلب الدفاع المصري، انفرد البديل كليسيو باوكي وسدد بقوة على يسار الشناوي (58).

وألقى المدرب البرتغالي لمصر روي فيتوريا في المؤتمر الصحافي باللوم على "فقدان التركيز".

وقال "لابد أنّ نكون في قمة تركيزنا. فقدنا التركيز لدقائق قليلة فاستقبلنا هدفين".

المنقذ صلاح

وكانت مصر على بعد دقائق من خسارة مفاجئة أمام موزامبيق التي كادت تحقق فوزها الأول في النهائيات (3 تعادلات في 13 مباراة).

لكنّ صلاح، الذي لم يظهر كثيرا خلال اللقاء، جنّب بلاده الخسارة في اللحظات الأخيرة (90+7). وأضاع صلاح بغرابة كرة من داخل منطقة الجزاء في الشوط الثاني.

وبعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد (في أيه آر)، منح الحكم ركلة جزاء لمصر بعد عرقلة مصطفى محمد في لعبة مشتركة داخل منطقة الجزاء.

وانبرى صلاح لركلة الجزاء مسددا بقوة على يمين الحارس سيلواني ارتطمت بالقائم الأيمن ودخلت الشباك.

ونال لاعبو موزامبيق احترام وتصفيق الجمهور المحلّي الذي هتف باسم بلادهم طويلا قبل نهاية المباراة بدقائق وبعدها.

وقال المدرب المحلي لموزامبيق شيكينيو كوندي "نحن حزينون لهذه النتيجة اعتقد كنا نستحق الفوز وليس التعادل"، وتابع بكثير من التفاؤل "يمكن ان نثق في كل شيء في هذه البطولة".

الرأس الأخضر تُسقِط غانا

وفي المجموعة ذاتها، حقّقت الرأس الأخضر فوزا مستحقا ومفاجئاً على غانا 2 1.

سجل جاميرو مونتيرو (17) وغاري رودريغيش (90+1) للرأس الأخضر وألكسندر دجيكو لغانا (56)، في مباراة شهدت ندية كبيرة بين الفريقين منذ الدقيقة الأولى رغم الفارق الفني والتاريخي الشاسع بينهما.

وتخوض الرأس الأخضر البطولة للمرة الرابعة بعد (2013 2015 2021)، فيما فازت غانا بالبطولة أربع مرات اخرها في 1982.

وتقدمت الرأس الأخضر مبكرا عبر مونتيرو الذي تابع تسديدة قوية من جوفاني كابرال (16).

ومن ركنية، تعادلت غانا عبر رأسية مدافع فنربهتشه التركي ألكسندر دجيكو (56).

ومع أولى دقائق الوقت المحتسب بدل الضائع البالغ 10 دقائق، تمكن البديل رودريغيش من متابعة عرضية فشل الحارس ريتشارد اوفوري في الامساك بها (90+2).

واعتبر المدرب الايرلندي كريس هيوتون الهزيمة "محبطة للغاية".

وقال في المؤتمر الصحافي "أعرف واللاعبون يعرفون كيف يرى الجمهور هذه المباراة والبطولة والتوقعات".

وتابع "ليس لدينا خيار سوى الحصول على نتيجة جيدة أمام مصر" الخميس المقبل.

وطاف لاعبو الرأس الأخضر للاحتفال مع جماهيريهم التي احتفلت طويلا بهدف الفوز القاتل.

وشهدت المباراة مشاركة المهاجم وقائد "النجوم السوداء" أندريه أيو الذي بات ثالث لاعب يشارك في ثماني نسخ من البطولة، متساوياً مع الكاميروني ريغوبير سونغ والمصري أحمد حسن.

وبذلك الفوز، يتصدر منتخب الرأس الأخضر، الملقب "القروش الزرقاء"، المجموعة برصيد ثلاث نقاط وبفارق نقطتين أمام مصر وموزامبيق اللتين تعادلتا الأحد 2 2.

وفي الجولة الثانية، تلعب مصر مع غانا في 18 كانون الثاني/يناير الجاري، وموزمبيق مع الرأس الأخضر في 19 منه.

تعثر نيجيريا

ودشنت نيجيريا حملتها بتعادل مخيب مع غينيا الاستوائية 1 1 على ملعب الحسن كواتارا في أبيدجان، وذلك في المجموعة الأولى التي افتتحتها المضيفة بفوز على غينيا بيساو بهدفين السبت.

سجل إيبان سالفادور لغينيا الاستوائية (36) وعادل أفضل لاعب في إفريقيا 2023 فيكتور أوسيمهن لنيجيريا (38).

وبدا واضحاً بأن نيجيريا تفتقد إلى البدائل الهجومية، علماً بأنها عانت من سلسلة موجعة من الإصابات شملت فيكتور بونيفايس وصادق عمر وويلفريد نديدي الذين غابوا عن تشكيلة النهائيات.

وأهدر أوسيمهن بغرابة فرصة ذهبية وهو منفرد بالحارس حيث سدد الكرة بعيداً عن القائم الأيمن (76).