ـ وحيد حامد قال إن أي فيلم عن حسن البنا سيكون فاشلاً لأنه من دون إمرأة أو بوسة
ـ صابرين لا تحتاج لـ quot;الباروكةquot; في quot;شيخ العرب همامquot; لأن الحجاب ليس فرضًا
ـ لا أعلم هل كتب المسلسل تحت إشراف الحكومة أم لا، لكنه لا يتماشى مع ما عايشته
ـ المجتمع الذكوري يمنع إمامة المرأة للرجال على الرغم من أنه مبدأ إسلامي
ـ الإخوان ليس البديل الأمثل للنظام القائم والبرادعي الأفضل
ـ القرآن معجزة الإسلام والفقهاء المخرفون ينسبون للرسول 3 آلاف معجزة
القاهرة: وصف جمال البنا شقيق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان مسلسل quot;الجماعةquot; بأنه محاولة لتشوية صورة الإخوان، وقال المفكر الإسلامي الكبير إن وحيد حامد مؤلف العمل قال خلال لقاء تلفزيوني جمعهما منذ نحو عامين، إن أي عمل فني عن حسن البنا سيكون فاشلاً، لأنه سيكون من دون إمرأة، ولن quot;يتضمن بوسةquot;، وتسأل: لست أدري ما الذي جعله يغير رأيه؟!
وأعلن البنا في حوار مع quot;إيلافquot; رفضه التضامن مع إبن شقيقه سيف الإسلام في الدعوى القضائية التي أقامها ضد وحيد حامد ومنتج المسلسل، رغم اعتراضه على المسلسل، مبررًا موقفه بأن مبادئه تمنعه من رفع قضايا أو المطالبة بمصادرة رأي أو فكر الأخر، مهما اختلف معه. وأبدي اعتراضه علي الهجوم الذي تعرضت له الفنانة صابرين بسبب ارتداء quot;باروكةquot; بديلة للحجاب في مسلسل quot;شيخ العرب همامquot;، وقال إنها ليست في حاجة إلى quot;الباروكةquot;، لأن الحجاب ليس فريضة. وأكد المفكر الاسلامي أن إمامة المرأة للرجال في الصلاة بأميركا، أنقذت الإسلام من تهمة إمتهان المرأة، مشيرًا إلى أنها جائزة إذا كان الرجل جاهلاً.
ـ بما أنك شقيق الإمام حسن البنا، هل تتابع مسلسل laquo;الجماعةraquo; الذي يروي سيرته و يعرض حاليًا؟
لم أتابع المسلسل لأن ظروف عملي لا تسمح، لدرجة أني لا أتابع البرنامج الخاص quot;دين ودنياquot; الذي تذيعه محطة quot;دريمquot;، ولكني على كل حال تابعت quot;الجماعةquot; بعض المرات ، ومثلي لا يكون من الضروري أن تفرد الثوب له حتى يمكن الحكم عليه ، يكفي أن تفرد له نصف متر ليحكم عليه ، ومن الحلقات التي تابعتها، أعتقد أن المسلسل محاولة للإساءة إلى الإخوان المسلمين، وأن المؤلف يقيم من حبة حقيقية قبة حافلة بمضامين بعيدة كل البعد عن الإخوان المسلمين، وأقول هذا الكلام بحكم خبرتي ولمسي العملي ومعايشتي للإخوان المسلمين وعلى الرغم من أنني ناقد للجماعة، ولدي تحفظات كثيرة عليها، ولم أكن عضوًا نظاميًا فيها، ولكن تربطني بهم وشائج متعددة، وما جاء في المسلسل لا يتماشى مع ما عايشته وعلمته عن حسن البنا، و بهذه المناسبة أذكر أنه منذ سنتين أو ثلاث أعلن الأستاذ محمد الباز ـ صحافي مصري ـ أنه سيقدم فيلمًا عن حسن البنا وعارضت ذلك وقتها، وجمعنا لقاء تليفزيوني بالأستاذ وحيد حامد والأستاذ سيف الإسلام وأنا، في هذا اللقاء أكد الأستاذ وحيد حامد أنه لن يقدم فيلماً عن حسن البنا، وقال إن أي فيلم سيكون فاشلاً فلا توجد به امرأة ولا quot;بوسةquot;، ولا أعلم ما الذي جعله يغير رأيه.
ـ نجل الإمام سيف الإسلام حسن البنا اتهم المسلسل بتشويه صورة والده؟ ولماذا لم تتضامن معه في الدعوى القضائية التي أقامها ضد منتج العمل وكاتبه؟
الأستاذ سيف الإسلام رجل قانون، وهو نجل الإمام الشهيد، ومن حقه أن يرفع قضية، ولكن ليس من مبادئي في مجال الفكر رفع قضايا أو المطالبة بمصادرة أي رأي، لأني أؤمن بحرية الفكر، وأن مجابهة الفكر المختلف يكون بالرد عليه بالحجة والبرهان.
ـ هل تتفق مع من يقولون إن وحيد حامد كاتب معاد للإسلام خصوصًا بعد عرض المسلسل؟
ليس شرطًا أن يكون الأستاذ وحيد حامد معاديًا للإسلام، يكفي أنه كاتب يساري، لكي يقف موقفًا يتفق مع فكره، وليس فكر الإسلام.
ـ هل تعتقد أن المسلسل كتب تحت إشراف الحكومة لتشويه صورة الجماعة قبيل انتخابات مجلس الشعب؟
لا أعلم شيئًا عما إذا كان المسلسل كتب تحت إشراف الحكومة، أم لا. هذا ما لا يمكن أن أتحدث عنه لأني لست من العالمين ببواطن الأمور، ولا أريد أن أكونه.
ـ هل حدث اتصال بينك وبين وحيد حامد حول المسلسل؟
لم يحدث اتصال ولم أره إلا مرة واحدة في اللقاء التليفزيوني الذي أشرت إليه، ولم يكن من خطة الأستاذ وحيد إشراك أخوة الإمام معه في كتابة المسلسل، فيما أظن.
ـ اتهم وحيد حامد نجل البنا سيف الإسلام بأنه وصفه بالكافر والخارج عن الإسلام، في اعتقادك لماذا وصل الخلاف الفكري بين الطرفين إلى هذه الدرجة العنيفة؟
لا أعتقد أن الأستاذ سيف قد وصف الأستاذ وحيد بما ذكرته بعض الصحف، وهذه الصحف تتقول عني ما لم أقله لها. وأعتقد أن الخلاف بينهما لم يتعد أكثر من الخلاف الفكري.
ـ ما رأيك في ظاهرة الفنانات المعتزلات اللاتي تمارسن الدعوة؟ وهل ارتداء الفنانة صابرين الباروكة بدلاً من الحجاب في مسلسل quot;شيخ العرب همامquot;؟ جائز أم للحجاب شروط محددة؟
الفنانات لهن الحرية في اتخاذ قرار يتعلق بهن، وأنا وإن كنت أرى في النقاب وصمة عار، فإني لا استبيح لنفسي أن أقول لمنقبة quot;إخلعي نقابكquot;، فهذا من حقها، وليس من حقي، وقد كتبنا ألف مرة أن الحجاب ليس فريضة، وأنه كان موجودًا قبل الإسلام بألفي عام، وأن القرآن لم يشر إليه إلا بالنسبة إلى زوجات الرسول ــ وليس كزي ــ ولكن كساتر يستر غرفات الرسول التي كانت بالمسجد وليس لها أبواب، ولذلك جاءت الآية quot;وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍquot;.
قلت ذلك ألف مرة، ولا سميع، ولا فهيم، فهم يقولون quot;الحجاب فريضة مثل الصلاة والصيامquot;. ولكن كما يقول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حيـــاة لمن تنادي. وبناء على ما سبق فإن الفنانة صابرين ليست بحاجة إلى الباروكة، لأن ستر الرأس مما لم يرد في القرآن، والمكان الوحيد الذي يجب حجبه بحكم القرآن هو quot;فتحة الصدرquot;.
ـ ما رأيك في تكفير جبهة علماء الأزهر لبعض المفكرين والكتاب أخيرًا مثل مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر، والمخرج السوري يوسف رزق الله؟
تكفير جبهة علماء الأزهر أمر مألوف منها، ومعهود وطال الكثيرين من الكتاب والمفكرين، ولكن هناك حديث طويل عن حقيقة وجودها، لا يتسع المجال الآن لسرده.
ـ التدخين في نهار رمضان لا يفطر، القبلات بين الشباب والفتيات ليست حرام، القبلات والأحضان في الأفلام مباحة، إمامة المرأة في الصلاة مباحة، فتاوى لك مثيرة للجدل، لماذا الإصرار عليها على الرغم من إجماع علماء الأزهر أنها ليست دقيقة؟
نحن بالمناسبة لا نصدر فتاوى، ولكننا نتوصل إلى اجتهادات، والكثير من هذه الاجتهادات نشر كمقال في جريدة المصري اليوم وكلها ــ بلا استثناء ــ تعتمد على أساس من القرآن والعقل ، أما الخلاف فهو مع الفقهاء الذين كانوا يصدرون الأحكام بوحي عصرهم وظروفهم، وهي عناصر ذاتية اجتهادية، وضرورة الالتزام بها يكون نوعًا من الشرك بالله، لأن الله تعالى وحده هو الذي يحلل ويحرم، وهناك تشويه متعمد لهذه الاجتهادات. وقلنا في إمامة المرأة للرجال إن الرسول جعل العلم بالقرآن هو مبرر الإمامة، وأنه جعل صبيًا يؤم قومه لأنه كان أعلمهم بالقرآن، وجعل سالم مولى أبي حذيفة (وهو مولى) يؤم مشايخ الصحابة لأنه كان أعلمهم بالقرآن، فإذا وجدت امرأة عالمة بالقرآن ورجل جاهل فإن المرأة أحق بالإمامة. أما لماذا لم تؤم عائشة الرجال، فهذا يعود إلى أن الفهم الذكوري المسيطر على المجتمع العربي كان يحول دون ذلك، وهذا الفهم الذكوري العقيم هو المسيطر على المجتمع الإسلامي في العالم بأسره حتى الآن، والإسلام يضع الأحكام، أما تطبيقها فهذا أمر آخر، وقد وضع حكم إمامة المرأة العالمة، ولم يمكن تطبيقه في العالم الإسلامي المتخلف، ولكنه طبق في أمريكا، وأنقذ ذلك الإسلام من دعوى امتهانه للمرأة. ونحن لا نهتم بآراء الأزهر أو العلماء. و من يريد أن يتحقق من اجتهاداتنا فليقرأ كتبنا، لأننا لا نصدر أحكامًا لجهلة وإنما لأناس يعلمون.
ـ نسبت إحدى الصحف إليك القول بأن معجزات الرسول خرافات، كيف ذلك؟ وما هي أسانيدك؟
معجزة الإسلام هي القرآن، وقد أوضح القرآن ذلك لما طلب المشركون من الرسول أن يكون له جنة أو أن يرقى في السماء، حيث ورد في سورة الإسراء quot;سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاًquot;، واستبعد القرآن المعجزات بنص صريح في سورة العنكبوت الآيتين 50 و 51 quot;وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَquot;، ولا نعرف أحدًا آمن لمعجزة من الرسول صلي الله عليه وسلم، كما كان الحال مع موسى وعيسى، وإنما الناس يؤمنون لسماعهم القرآن، أما بعض الفقهاء المخرفين فيحسبون للرسول ثلاثة آلاف معجزة.
ـ ما ردك على الشيخ خالد الجندي الذي وصف أحاديثك وأفكارك المجددة بأنها كلام مراحيض؟
هذا quot;الجنديquot; لا يرد عليه، ولا هو يستحق الذكر، وقد قال من قبل quot;لو كان جمال البنا أزهريًا لذبحته .. وأنا عندي إذن من الفيفاquot;، فهذا الذي يخلط الجد بالهزل وينزل إلى مستوى الذباحين لا يمكن أن يكون من الدعاة، وهو يحاول إثارتي لكي أرد عليه، ولكنه لا يستحق الرد.
ـ نصر حامد أبو زيد، وسيد القمني، وسيادتك. الكثيرون يضعونكم في سلة واحدة، ترى ما العامل المشترك بينكم؟ وهل تتوقع أن يأتي اليوم الذي يكفرك فيه أحد مشايخ الفضائيات؟
مع احترامي للإخوة نصر حامد أبو زيد وغيره من المفكرين، فإني شخص آخر بالمرة، لأني إسلامي، بينما قد يكون الآخرون من نقدة الإسلام، ولأني لدي مشروع متكامل لإعادة كتابة منظومة المعرفة الإسلامية، وقد أمضيت أكثر من خمسين عامًا متفرغاً وأصدر كتاب quot;ديمقراطية جديدةquot; سنة 1946، وفيه فصلاً بعنوان quot;فهم جديد للدينquot; يتضمن معظم ما نطالب به الآن. فلا تقارنني بأحد من الآخرين. أما التكفير، فما أكثر ما كفروني.
ـ باعتبارك عضوًا في مركز ابن خلدون، هل تعتقد أن هناك صفقة بين سعد الدين إبراهيم والحكومة، ليعود إلى مصر ويساند جمال مبارك، خصوصًا بعدما أثير حول توقيعه على بيان الحملة الشعبية لتأييده؟
لا أعلم شيئًا عما أثارته الصحف حول ما فعله الدكتور سعد الدين، ولكني أعتقد أن رجلاً مثله لا يصدر بيانًا إلا على أساس يليق بأستاذ اجتماع، وبالتالي فإني لا أستطيع الحديث عن أمر لا أعلم تفاصيله على وجه اليقين، وأنا أعتقد أن الرجل وطني، وأنه مصري صميم أيضًا.
ـ كيف ترى ما يثار حاليًا حول توريث الحكم في مصر؟ وهل تعتقد أن الإخوان هم البديل الأنسب؟ أم البرادعي؟ أم أيمن نور؟ أم الرئيس مبارك؟
التوريث مرفوض.. مرفوض إسلاميًا وديمقراطيًا، ولا أظن أن الإخوان هم البديل الأمثل للنظام القائم، لأني أرفض تمامًا أي حكومة دينية، سواء إسلامية أو مسيحية، أو حتى اشتراكية؛ لأن السلطة تفسد القيم، وهي جوهر الأديان. و أتصور أن البرادعي هو الأفضل، وأؤكد أنه أفضل من يحمل دعوة التغيير، وأتمنى أن يجمعوا عليه، وعندما يحدث التغيير فإن عملية الرئاسة ستسلك طريقها الديمقراطي.
التعليقات