أحدث ضجة كبيرة فور عرضه على شاشة ام بي سي ، وتطرق إلى قضية من أكثر القضايا الإجتماعية حساسية في المجتمع الخليجي، فأظهر مسلسل quot;أكون أو لا quot; رجال الدين بعباءة جديدة وطرح جديد مخالف عما عرض من قبل.


البحرين: تعودنا على الجرأة في نقد رجال الدين في الأعمال المصرية والعربية الأخرى لكنها كانت مفاجأة عندما يعرض عملًا بحرينيًا ينتقد رجال الدين الذين يستغلون عباءة الدعوة والإلتزام، ويفعلون ما يحلو لهم بحصانة الدين، وخاصة في ظل الأجواء الحساسة التي تعيشها المنطقة العربية ككل والبحرين بشكل خاص.
وفي حديثنا هذا لن نتطرق لأبعاد المشاهد التي طرحها المؤلف والكاتب البحريني حسين المهدي على الرغم من إصراره على أنه لم ينوي إطلاقًا التعرض لقضية إنتقاد رجال الدين لكن حقيقة الأمر أنه سواء قصد أم لم يقصد فالصورة واضحة بأن النقد موجه لهؤلاء الذين يتسترون وراء عباءة الدين حتى ولو أنكر المهدي ذلك في أكثر من موضع.
ومن الواضح في حلقات المسلسل الذي عرضت حتى الآن أن المسلسل يسلط الضوء العودة سريعًا حسب قوله لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحقيقية والابتعاد عن تلقيها من أولئك الذين لديهم مصالح خاصة يحققونها عبر استغلال الناس بإيصال معلومات خاطئة عن هذه الرسالة العظيمة وهذا الأمر سيظهر في الحلقات المقبلة، وقال بأنه من خلال quot;أكون أو لا quot; للإنفتاح على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من جديد لأن هذه الأمة تسير للهاوية وأضاعت هويتها أصلا بعد الابتعاد عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الحقيقية لذلك تجد أن العالم يتنازعنا من كل مكان ونحن مستسلمون.
ولم تكف الأقلام عن إنتقاد المهدي ليس فقط لطرحه في مسلسل quot;أكون أو لا quot; ولكن لما سبقه من طرح خلال مسلسل quot;شوية أملquot; والذي تطرق لقضية زنا المحارم وإنعاكسها على الأسرة وكذلك أظهر الفتاة المخمورة التي تتردد على المقاهي الليلية بصورة فجة ظن البعض أن المهدي قد أخذ للجرأة سبيلًا في عرضه وطرحه لذلك من كتم نقده عن quot;شوية أملquot; لم يستطع أن يفعل نفس الشيء مع quot;أكون أو لاquot; .
ولم يقتصر النفي على المهدي فقط بل صمم طاقم العمل بأكمله على إنكار أن وظيفة ورسالة المسلسل هي إظهار صورة المتدينين ورجال الدين بشكل سيء وعلى رأس هؤلاء كانت الفنانة باسمة حمادة التي رددت بدورها أن العمل لا يقصد إهانة رموز الدين إطلاقًا وأن الهدف من العمل هو كشف السلبيات التي توجد في المجتمع وتسليط الضوء عليها حتى يعرفها المشاهد ويأخذ حذره منها.
والحقيقة بعيدًا عن ردود أفعال طاقم العمل، السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن هو إلى أين تتجه الدراما البحرينية وهل أصبحت الجرأة هى الورقة الرابحة لكسب المشاهد في الفترة القادمة؟ وهل إنتهت فترة الأعمال التي تحث على الفضيلة وتقدم النصيحة بصورة مباشرة من خلال الأسرة الخليجية الفضيلة التي تتكلم بالمثل العليا والحكم والمواعظ؟
وإذا تطرقنا لماهية الدراما الحقيقية نجد أنه لابد من التغيير الحتمي، حيث أصبحت الدراما بمثابة جرعة من الأخلاق تقدم للمشاهد في كل مرة يشاهد فيها أي عمل درامي، وكان لابد من التجديد في الطرح وحتى في طريقة عرض النصيحة فمن الممكن أن تعرض النصيحة بطريقة صادمة لكنها تكون أوقع وأكثر تأثيرًا من النصيحة المسترسلة والمباشرة.
فسواء إختلفنا أو إتفقنا على فكرة الجرأة في الدراما الخيليجة فلابد أن نتوحد على ضرورة تغيير الأدوات التي تقدم بها الرسائل من خلال الأعمال الدرامية ولا يقتصر الأمر على الرسائل المباشرة ونعتمد طرق جديدة في الطرح تصب في النهاية في مصلحة المشاهد الذي يتعطش دائمًا للتغيير.