وصف الدكتور كيث فلاهرتي أمام عدد كبير من اختصاصيي الأورام جاءوا من شتى أنحاء العالم الشفاء الاستثنائي لمرض سرطاني بفضل تجربة عقار جديد عليهم يتميز بقلة المواد المؤذية الموجودة في العلاجات الكيماوية.

لؤي محمد: قام الدكتور كيث فلاهرتي في حزيران/يونيو الماضي أمام عدد كبير من اختصاصيي الأورام جاءوا من شتى أنحاء العالم بوصف الشفاء الاستثنائي لمرضى الورم القتامني melanoma بفضل تجربة عقار جديد عليهم.

ظلت تلك اللحظة موضع انتظار متلهف لأشهر عديدة من قبل الدكتور فلاهرتي والفريق العامل معه على تجريب عقار جديد لمعالجة كل أنواع السرطان يتميز بقلة ما فيه من مواد سمية عما هو موجود في العلاجات الكيماوية chemotherapy .

مع ذلك وحتى خلال ذلك العرض الذي قدمه أمام خبراء الأورام السرطانية بإيضاح تقلصات تلك الأورام لدى المرضى فإن ذهنه ظل مشغولاً بما حدث بعد ذلك معهم.

فحسبما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، عانى عدد من المرضى شاركوا في تجريب الدواء الجديد quot;بي أل أكس 4032quot; من ارتداد وحتى أن أحدهم توفي في الوقت الذي فقد مريض آخر اسمه كريستوفر نيلسون الشهية للطعام، وكان هذا الأخير قد اعطى شفاؤه خلال فترة تناول الدواء التجريبية انطباعًا بوقوع معجزة في تحسن صحته.

وقال الدكتور فلاهرتي لحشد الأخصائيين: quot;يبدو أن تأثير العقار الجديد يمتد لحوالى ستة أشهرquot;.

ويبدو أن أفضل حل لهذا الارتداد هو إعطاء المرضى عقار quot;بي أل أكس 4032quot; مع عقارات أخرى تستهدف تحولات جينية تقع بعد تناوله كما حدث لمرضى الدكتور فلاهرتي من جامعة بنسلفانيا.

وخلال الصيف الماضي ظل الدكتور فلاهرتي يحث الباحثين في الورم القتامني لتشكيل تحالف هدفه دفع شركات الأدوية كي تقوم بتجارب عدة على عقارات متعددة في آن واحد وهذا ما يمكنهم من تقديم نصائح لهذه الشركات عن أي من هذه الأدوية أكثر نجاعة من غيرها.

لكن النتائج التي حققها عقار quot;بي أل أكس 3032quot; خلال تجربته كانت مشجعة للمشاركين في المؤتمر الذي عقد في آب/أغسطس الماضي لمناقشة هذا العقار.

وضمن هذا السياق، قالت الدكتورة لين شوشتر رئيسة أخصائيي الأورام في جامعة بنسلفانيا إن هذا quot;أهم اجتماع خاص بمرضى الأورام القتامية حدث منذ سنينquot;. واعطت قصص أولئك الذين شفيوا ثم انتكسوا عزمًا قويًا للمؤتمر. إذ تمكن كريستوفر نيلسون أحد المصابين بالسرطان أن يلعب الغولف في نيوجرسي لثلاث دورات بعد تقلص الورم تحت إبطه.

مع ذلك فإن شركة الأدوية quot;روتشquot; التي تبنت العقار الجديد رفضت المضي في تطوير التجارب مخبريًا عليه وفضلت التخلي عنه.

وحث الأخصائيون خلال المؤتمر شركات الأدوية للتعاون كي يتم تجريب عدد من العقاقير التي بإمكانها أن تكون فاعلة معًا مثل العقار quot;بي- رافquot; الخاص بشركة quot;روتشquot; بينما تمتلك شركة غلاكسو عقارين يوقفان تشكل البروتينات المسببة للأورام القتامية،إضافة إلى شركتين أخريين هما quot;بفيزرquot; وquot;بريستول ميرز سكويبquot; اللتين لهما عقارات قابلة لأن تكون فاعلة مع عقاقير أخرى.

وتساءلت زوجة المريض نيلسون: quot;لماذا لا يستطيعون تجريب هذه العقاقير معًا؟quot;

لكن الفحوصات الأخيرة لنيلسون أظهرت أن السرطان انتشر في كل جسمه. وكان هناك 12 ورمًا في دماغه على الرغم من أنها لم تكن فاعلة وهذا ما جعل تجريب عقار آخر هو quot;غلاكسوquot; خطرًا إذ قد يتسبب في فقدان بصره.

مع رفض شركة روتش الاستمرار في تجريب العقار quot;بي أل أكس 3032quot; قرر التعامل مع شركة العقاقير quot;غلاسكوquot; التي وافقت على تجريب مزيج من العقاقير مع هذا العقار.

ولعل هذا الاتفاق جاء متأخرًا بالنسبة إلى المريض نيلسون الذي توفي في كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد أن عاش سنة أخرى بفضل العقار التجريبي quot;بي أل أكس 3032quot;. وقالت السيدة نيلسون: quot;إنها سنة لا يمكنني أن أساوم فيها أبدًاquot;.

ويرى الدكتور فلاهرتي أن النجاح في تمديد عمر نلسون لسنة بداية جديدة لكنها ليست انتصارًا وبفضل ذلك وافقت شركتا العقاقير نوفارتيس وquot;بريستور ميرزquot; على مواصلة نقاشاتهما الفيديوية في اواخر هذا الشهر حول إجراء تجارب مشتركة تمزج بين أدويتهما. وبعد تفحص تقويمه الالكتروني وجد الدكتور فلاهتري موعدًا قريبًا مع شركة العقاقير quot;بفيزرquot;.

وهذا ما يفتح باب الأمل بتحقق معجزة حقيقية قريبًا.