نجح باحثون انكليز في تطوير اختبار جديد لتخصيص أدوية المرضى ولمعرفة كيفية تفاعل المريض مع كل دواء ويُعد هذا الاختبار واحدًا من اهم الانجازات لفك لغز الجينوم البشري وبالتالي التوصل الى علاجات كثيرة خصوصًا في مجال السرطان.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: نجح باحثون إنكليز في تطوير اختبارًا وراثيًا يمكنه التمييز ما بين مرضى السرطان الذين تتزايد لديهم احتمالات الاستجابة للعلاج بوساطة أحد الأدوية المعروفة بفاعليتها في مكافحة الأورام، وأولئك الأشخاص الذي سيكون العقار لديهم عديم الجدوى. ومن المنتظر أن يسمح هذا الاختبار للأطباء بوصف الأدوية فقط لهؤلاء الأشخاص المحتمل استفادتهم من الأدوية بدلا ً من إعطائها ( مصحوبةً بآثارها السلبية ) إلى قطاع عريض من المرضى، المعروف أن بعضهم فقط هو من سيستجب للعلاج.

وفي تقرير لها حول هذا الكشف الجديد، قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن التوصل لطريقة تُميِّز بين المرضى quot;المستجيبينquot; و quot;غير المستجيبينquot; للأدوية يعد واحدًا من أهم التطورات التي يشهدها الطب الحديث. وتشير إلى أن المعالجة quot;الشخصيةquot; المستندة على تحليل الحمض النووي للشخص تعتبر واحدة من أهم الإنجازات التي ستتمخض عن فك شفرة الجينوم البشري. وفي هذا السياق، تلفت الصحيفة إلى تمكن الباحثين من تحديد ستة جينات تلعب دورًا حيويًا بالنسبة للأداء السليم الخاص بعقار paclitaxel المضاد للسرطان، المعروف تجاريًا باسم ( تاكسول ndash; Taxol )، ويُستخدم على نطاق واسع في معالجة سرطان الثدي قبل التدخل الجراحي.

ويضيف الباحثون أنه في حالة إصابة أي من الجينات الستة بخلل، فإن عقار paclitaxel يكون عديم الجدوى، ويستمر انقسام الخلايا السرطانية بصورة عشوائية، تمامًا كما تفعل بدون علاج. وتشير الصحيفة هنا إلى نحو 15 % من الـ 45 ألف سيدة اللواتي يُصبنَّ بسرطان الثدي كل عام في بريطانيا، يُمنحنَّ عقار paclitaxel، لكن نسبة كبيرة لا تستجب للعلاج، وهو ما يتضح فقط بعد أن يتم استخدام العقار لبعض الوقت.

وتمضي الصحيفة لتقول إن كثير من الأدوية بجميع أفرع الطب تُمنح للمرضى، مع العلم المسبق بأنها لن تعود بالنفع على الأرجح إلا على نسبة معينة من المرضى نظرًا للاختلافات الوراثية بين الأفراد. وتكمن الفكرة هنا في أن الاختبار الجديد سيتمكن من تحديد المرضى الذين تتواجد لديهم أي من الجينات الستة المصابة بخلل، وهو ما قد يجعلهم بمنأى عن عذاب تناول عقار paclitaxel، الذي قد يتسبب في حدوث آثار جانبية، من بينها كبت المناعة والغثيان. ورغم إجراء الدراسة البحثية الجديدة على مجموعة من خلايا السرطان البشرية التي جرى إنماءها بداخل أنبوب إختباري، إلا أن العلماء يعتقدون أن ما توصلوا إليه من نتائج، يمكن تطويرها بصورة سريعة الآن إلى تجربة سريرية، بحيث يمكن استخدامها على المرضى المصابين بسرطان الثدي في غضون مدة تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة أعوام .

وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن دكتور تشارلز سوانتون، رئيس قسم علاجات السرطان المتعدية في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قوله :quot; إن تحديد أي من المرضى الذين سيمكنهم الاستفادة من تناول عقاقير بعينها يمثل تحدي كبير في علاج السرطان، ويُؤمل أن يمثل هذا البحث خطوة نحو تطورات أكثر سرعة في هذا النوع من الطب الشخصيquot;. ويُؤمل الآن أن يتم كذلك استخدام الاختلافات الوراثية في الحمض النووي للأشخاص للتميز بين المستجيبين وغير المستجيبين لعقار بعينه.

وفي الختام، تعاود الصحيفة لتنقل عن سوانتون قوله :quot; أما التحدى الماثل أمامنا الآن فهو تطبيق تلك الطرق على باقي الأدوية المستخدمة في علاج السرطان، للمساعدة في تحديد عقاقير جديدة من خلال التجارب السريرية، التي يمكنها إفادة المرضى الذين يُتنبأ لهم بعدم الاستجابة للعلاجquot;.