واشنطن: قالت جماعة معنية بحماية الطبيعة وجماعة صحية اليوم الاربعاء ان التغير المناخي قد يزيد التكاليف التي تتكبدها الولايات المتحدة بسبب الحساسية بأنواعها والربو لتتجاوز التكلفة الحالية البالغة 32 مليار دولار سنويا.

وقال الاتحاد الوطني للحياة البرية ومؤسسة الربو والحساسية ان ارتفاع حرارة كوكب الارض يعني أن مواسم الحصاد ستمتد لفترات أطول مما سيؤدي الى انتاج المزيد من حبوب اللقاح التي تثير الحساسية في معظم أجزاء شرق الولايات المتحدة الذي يمثل ثلثي البلاد ويتسم بالكثافة السكانية العالية.

وذكر التقرير أن تكلفة التعامل مع الحساسيات و الربو الناجم عن الحساسية في الولايات المتحدة تبلغ 32 مليار دولار من حيث التكاليف الطبية المباشرة وأيام العمل المهدرة وانخفاض القدرة على الانتاج.

وقالت اماندا ستاودت العالمة المتخصصة في المناخ في اتحاد الحياة البرية quot; يمكن أن يسمح التغير المناخي للاشجار ذات القابلية العالية للتسبب في الحساسية مثل البلوط والجوز لتبدأ تحل محل أشجار الصنوبر والراتينجية والتنوب والتي لا تسبب الحساسية بوجه عام مما يعرض المزيد من الناس لمثيرات الحساسية التي تظهر في فصل الربيع.quot;

وأضافت ستاودت أن الاعراض المشابهة لتلك التي تظهر في الربيع تصل مبكرة 14 يوما قبل موعدها الذي كان متعارفا عليه منذ 20 عاما. وقالت عبر الهاتف انه في فصل الخريف ستكون نباتات الرجيد اكبر حجما ومحملة بكم اكبر من حبوب اللقاح على مدى موسم نمو أطول. وهناك أدلة ايضا على أن نبات الرجيد اكبر مسبب للحساسية بالولايات المتحدة ينمو أسرع مع ازدياد نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الجو.

وينتج ثاني اوكسيد الكربون أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي للتغير المناخي عن مصادر من صنع البشر مثل العربات التي تسير بالوقود الاحفوري ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم فضلا عن مصادر طبيعية بما في ذلك التنفس البشري.

وقالت ستاودت quot;مع انبعاث المزيد من ثاني اكسيد الكربون فان كل نبات من نباتات الرجيد يستطيع انتاج المزيد من حبوب اللقاح بل وأن ينتج حتى المزيد من حبوب اللقاح المسببة للحساسية وبالتالي فان حساسيات الخريف ستزداد تدهورا.quot;

وذكر معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لادارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أن درجات الحرارة سجلت ثاني أعلى متوسط سنوي لها العام الماضي وأن العقد من 2000 الى 2009 كان الاكثر حرارة على الاطلاق. التقرير ان هذا يعني أن المناطق الزراعية ومناطق النمو الطبيعي تتجه شمالا مما يسمح للاشجار التي تحمل حبوب اللقاح بالاستمرار على نطاق أوسع من النطاق المتعارف عليه تاريخيا.

ويعاني نحو عشرة ملايين مواطن أميركي مما يسمى الربو التحسسي الذي تحدث فيه أزمات الربو بسبب حبوب اللقاح او مسببات الحساسية الاخرى التي يحملها الجو. ويرجح التقرير أن تزيد هذه الازمات لان الاحتباس الحراري يجعل مسببات الحساسية هذه اوسع انتشارا واكبر عددا واكثر فعالية.