أصبح بالامكان اكتشاف إصابة الاجنة بعارض داون من خلال فحص دم الام.

صلاح أحمد من لندن: أعلن فريق علماء هولندي أن بحوثهم في إصابة الأجنّة بعارض داون (المواليد المنغول) وصلت بهم الى إمكان اكتشافه بفضل فحص دم الأم خلال حملها بدلا عن الأساليب المعقدة السائدة اليوم.

لنسارع الى تعريف هذا العارض الذي يعود السبب الرئيسي فيه الى الولادة والأم في عمر متأخر نسبيًا. فمن ضمن سماته الظاهرة صغر رأس الوليد، وميلان في عينيه مع طبقة جلدية زائدة في زاوية العين الداخلية، وطية واحدة فقط في راحة كفه التي تكون صغيرة وقصيرة، وأنف أفطس، وضعف عام في العضلات، وبروز شبه دائم للسان الضخم من فم يكون صغير التجويف، إضافة الى وجود بقع بيضاء في قزحية العين.

وأهم سماته غير الظاهرة التخلف العقلي. وهو عارض لا وقاية كاملة منه، رغم أن سن الأم الصغيرة نسبيًا تساعد على تلافيه، ولا علاج منه للمصاب به ويكون العلاج فقط للأمراض التي تتكاثر عليه بسبب ضعف بنيته الجسدية والعقلية عمومًا.

والوسيلة السائدة حاليًا لمعرفة ما إن كان الجنين مصاب بتشوهات خلقية هي استخدام الحقنة عبر بطن الأم لسحب جزء من السائل المحيط به داخل الرحم وتحليله مخبريًا. لكن هذا الأسلوب يحمل معه أخطارًا من ضمنها إلحاق الأذى بالجنين نفسه و/أو إجهاضه. ويسمى هذا الأسلوب amniocentesis بالانكليزية.

لكن العلماء الهولنديون يقولون الآن أنهم توصلوا الى الحل متمثلا في أخذ عينة صغيرة من دم الأم وتحليلها بحيث تكشف ما إن كانت كروموزومات الجنين تعاني من اي خلل، أو أن بينها تلك المرتبطة بعارض داون، أو أن حمض الجنين النووي يحتوي على مركبات غير عادية.

ورغم ان المحصلة النهائية هي نفسها، فإن أخذ عينة من دم الأم يتيح تفادي المخاطر المرتبطة بأخذ عينة السائل الجنيني مباشرة. لكن العلماء يضيفون أن هذا الأسلوب الجديد لن يكون متوفرًا في الوقت الحاضر وسيحتاج لفترة قد تطول من أجل تحسين فرص نجاحه بحيث يمكن ضمان صحة نتائجه.

وكانت دراسة طبية بريطانية في مطالع العام الحالي قد وجدت زيادة كبيرة في عدد المواليد الذين يعانون من عارض داون في السنوات العشرين الأخيرة. وقال التقرير، الذي أصدرته كلية كوين ميري في جامعة لندن، إن النساء اللواتي يؤجلن الولادة الى أعمار متأخرة نسبيًا يقفن وراء نسبة 70 في المائة في ارتفاع عدد المواليد الذين يعانون من هذا العارض.

وأشار التقرير الى أن احتمال ولادة طفل بعارض داون تكون حالة واحدة بين كل 940 مولودا عندما تكون الأم في الثلاثين من عمرها. ويتعاظم هذا الاحتمال الى واحدة بين كل 85 في سن الأربعين. ويذكر أن 60 ألف شخص في بريطانيا يعانون من عارض داون حاليًا، وأن 40 إلى 50 في المائة من أطفاله يولدون بخلل ما في القلب وأن 30 في المائة من هؤلاء يستلزمون عمليات جراحية لإصلاحه فور ولادتهم.

وأوضح أن نسبة البريطانيات اللواتي يقررن الإجهاض بعد تشخيص حملهن في فئة عارض داون ظلت ثابتة في 92 في المائة. ولكن بالنظر الى عدد حالات التشخيص بالعارض الإجمالية، يلاحظ أن عمليات الإجهاض التي تعقبه سجلت زيادة كبيرة بالمقارنة مع 20 عامًا مضت. وبسبب تقدم وسائل الفحص الطبي نفسه واستطاعته الكشف عن الأجنة بعارض داون في فترات مبكرة من الحمل، لوحظ ايضا ارتفاع في عدد حالات إسقاط هذه الأجنة طبيعيا وليس بعملية إجهاض جراحية.

ويذكر أيضًا أن متوسط عمر الفرد بعارض داون كان 15 سنة فقط في بريطانيا الخمسينات، لكن التقدم الطبي أتاح وصول هذا المتوسط الى 62.5 سنة حاليًا.