اعتدال سلامه من برلين: رصد مختصون المان بشؤون امراض الحساسية وجود توزيع جديد لامراض الحساسية له علاقة بالسن، واعتبروها علامة تحول في انتشار الحساسيات، وحسب قول البروفسور يوهانيس مولر المختص بامراض الحساسية في ميونيخ لاحدى المجلات الطبية الالمانية ان بعض الحساسيات صارت تظهر عند اناس متقدمين في السن وهو امرلم يسبق له مثيل، ما يعني حدوث تطور يستدعي اعادة النظر بكافة الكتب العلمية والمناهج الطبية التي تدرس وتعتمد في كليات الطب.

وكمثل على ذلك رصد الطبيب الالماني اصابة البعض بحمى القش بعد تعديهم سن الخمسين، وكان الطب يعتقدق ان حمى القش لا تصيب الانسان بعد تجاوزه هذا السن. واكد ان الحساسية من حبوب لقاح النباتات ما عادت تقتصر على الاطفال والشباب، وانه يعالج في عيادته عددا كبيرا من المرضى الذين يعانون من حمى القش تخطوا سن الخمسين، والادهي من ذلك هو ان احد مرضاه ممن يعانون من هذه الحساسية، قد اصيب بها في عمر السبعين.
من ناحية اخرى لاحظ مولر ان بعض الحساسيات المؤقتة المرتبطة بعمر الشباب اي العشرين عاما صارت ترافق المصابين لفترات طويلة قد تمتد لسنوات، وهذا يعني انه من الضروري تدقيق الاعتقاد السابق الذي يقول ان هذه الانواع من الحساسيات تختفي من الطفل بعد نضوج نظامه المناعي الجسدي.

والمهم ايضا هو وجود ميل اخر لامراض الحساسية هو العلاقة مع السن، لكنه يجري في الاتجاه المعاكس. ويقول مولر هنا ان احد مرضاه وهو طفل في الخامسة من العمر ، يعاني من حساسية التماس بالمادة الكروم الموجود في بعض انواع الاحذية. ومعروف ان صناعة الجلود تعامل الجلود دائما بالمركبات المحتوية على الكروم قبل تحويلها الى احذية او حقائب يد او حقائب سفر. ويؤكد ان معاناة الاطفال من الحساسية التماسية المزمنة لم تسجل في كتب الطب، وان هذه الحالة تدل على وجود ميل جديد لتوزيع امراض الحساسية وانتشارها.
وقال ايضا ان هذه المعطيات مستمدة من عيادته فقط ولا شك ان معطيات عيادات اخرى لامراض الحساسية قد رصدت حالات اخرى تصب في نفس المصب، وهذا يعني ضرورة اجراء مسح بهذه الحالات في كافة العيادات والمستشفيات الاوروبية المختصة بهدف توثيق مثل هذا التحول النوعي.

وتشير المعلومات الاولية التي طرحت في مؤتمر اطباء امراض الحساسية الالمان وعقد في شهر شباط( فبراير) الماضي في ميونيخ الى ان هذه الحالات ليست نادرة وتشكل ميلا طبيا واضحا يستحق المتابعة، فهذا المنحى الجديد سوف يظهر حالات حساسية لم يعرفه الطب من قبل، وهذا له اسباب منها التلوث البيئي والانواع الجديد من المواد الغذائية وكيفية صناعتها.
ومن ناحية العلاج قال مولر ان معالجة الحالات الجديدة، ويقصد حساسيات الطفولة لدى المسنين وبالعكس، لا تتطلب تغييرا كاملا في استراتجية العلاجات. فتقدم السن ما عاد منيعا على حمى القش او الربو المتأخر جدا. وذكر في هذا الصدد انه عالج بنجاح رجلا في سن ال82 بدا يعاني من حساسية ما من الحشرات المنزلية مثل العنكبوب،عالجه بواسطة الادوية المستخدمة عادة ضد هذه الحالة لدى الاطفال.

ونصح المتخصص بامراض الحساسية من يعاني من حساسية لقاح النباتات في موسم الربيع بالابتعاد عن هذه المسببات، ويشمل ذلك ايضا غسل الشعر قبل النوم خشية ان يكون اللقاح قد علق في الشعر. ونصيح التي تلفت النظر هي عدم ايقاف السيارة تحت الاشجار الناشرة للقاح، وسبق له ان عالج عدة حالات لاشخاص جاءوا اليه لانهم يعانون من حساسية بالغة في العيون والجلد والانف وكانوا يعتقدون ان السبب هو تلقيهم جرعات كبيرة من اللقاح المسبب للحساسية مرة واحدة، لكن بعد التدقيق من مجرى يومهم العادي اتضح له انهم يوقفون سياراتهم تحت الاشجار ثم يعمدون عند تحريكها مباشرة الى تشغيل اجهزة التهوية من الخارج الى الداخل ومن الطبيعي فان هذه الاجهزة ستدفع بكميات كبيرة من اللقاح مع الهواء مباشرة الى داخل السيارة.
وتظهر الحساسية على اشكال متعددة في الجسم من اهمها على الوجه واليدين حيث تظهر بقع لها لون احمر مع حكاك لكن في اغلب الاحيان على شكل زكام دائم ناشف او اصابة العيون بالاحمرار والحكاك.