طوكيو: مع رصد أول بؤرة للإصابات بكورونا الأحد، تستعد طوكيو لمواجهة معضلة دورة الألعاب الأولمبية فيما يحاول العالم احتواء الوباء المتسارع والذي أجبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الخضوع لحجر صحي بعد مخالطته مصابا بالفيروس.

من جهته، يأمل الاتحاد الأوروبي في أن يؤتي التشديد الأخير للإجراءات الصحية في بعض الدول الأعضاء ثماره في مواجهة المتحورة دلتا الشديدة العدوى، ويمكن أن يشعر بالارتياح لسبب واحد فقط هو تفوقه على الولايات المتحدة في معدل السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة للمرض.

تأخر التطعيم

وبعدما تأخر الاتحاد لفترة طويلة في حملات التطعيم، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون إن التكتل "قام بتطعيم جزء من سكانه (55,5 في المئة) بجرعة أولى يفوق الولايات المتحدة (55,4 في المئة)". وأضاف "نواصل ونسرّع" حملات التلقيح.

ومع تسجيل أكثر من 131 ألف إصابة يومية جديدة في الأيام السبعة الماضية، بارتفاع بنسبة 41 في المئة خلال أسبوع واحد، أصبحت أوروبا مجددا واحدة من أكثر القارات التي يفتك بها الفيروس، سواء من حيث عدد الإصابات أو الزيادة الأسبوعية المسجلة.

آىسيا

وآسيا هي القارة الوحيدة التي تسجل إصابات يومية جديدة أكثر من أوروبا (153 ألفا) لكن الفيروس يتقدم فيها بسرعة أقل (+ 20 في المئة خلال أسبوع).

وقبل خمسة أيام من افتتاح الأولمبياد، تبين للمنظمين إصابة اثنين من الرياضيين بكورونا في القرية الأولمبية، غداة الإعلان عن أول إصابة لدى أحد أعضاء الإدارة، في هذا المقر الضخم الذي يشكل رمزا للألعاب الأولمبية.

وكشف متحدث باسم اللجنة المنظمة الأحد أن المصابين الثلاثة ينتمون إلى "دولة واحدة ورياضة واحدة"، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

ويثير رصد هذه البؤرة الأولى في القرية الأولمبية مخاوف من انتشار للمرض يشكل امتحانا لإجراءات مكافحة كوفيد التي أعدت قبل أشهر.

وقالت ريوكا كاساهارا (23 عاما) من سكان طوكيو "اعتقدت أن القرية الأولمبية ستكون أكثر أمانا (...) سينتشر الوباء أكثر بمجرد بدء الألعاب الأولمبية".

وكانت تايلاند التي تواجه موجة وبائية شديدة، مسرحا لتظاهرات في بانكوك الأحد طالب خلالها المحتجون باستقالة رئيس الوزراء برايوت تشان-أو-تشا لكيفية إدارته الازمة الصحية الناتجة من الوباء.

وفرض هذا البلد الآسيوي حيث أدى تباطؤ حملة التلقيح إلى تفاقم الأزمة واكتظاظ المستشفيات، قيودا جديدة الاثنين تشمل حظر تجول ليلي في بانكوك.

وفي أوروبا، سجلت المملكة المتحدة وهي البلد الأكثر تضررا في القارة حاليا، ما متوسطه 42300 إصابة جديدة يومية في الأيام السبعة الماضية، بزيادة مقدارها 41 في المئة عن الأسبوع السابق. وتجاوزت 54 ألف إصابة جديدة سجلت السبت.

واضطر رئيس وزرائها بوريس جونسون للالتزام بحجر إثر إصابة وزير الصحة ساجد جاويد بكوفيد-19، عشية رفع القيود الصحيّة المرتبطة بالوباء في إنكلترا، ما يفاقم المخاوف والارتباك.

وقال جونسون في شريط مصور نشر على تويتر الأحد مخاطبا مواطنيه "ارجوكم أن تتحلوا بالحذر وتنتقلوا غدا الى المرحلة التالية (من رفع الاغلاق) ملتزمين كل الحذر والاحترام الواجبين حيال الآخرين، مع الاخطار المستمرة الناتجة من المرض"، مذكرا بأن المتحورة دلتا التي ينسب اليها ازدياد عدد الاصابات منذ اسابيع "شديدة العدوى".

المتحورة بيتا

وخوفا من "الوجود المستمر" في فرنسا للمتحورة بيتا التي رصدت أولا في جنوب إفريقيا، قررت الحكومة البريطانية إخضاع القادمين إليها لحجر صحي حتى إذا كانوا قد تلقوا لقاحا.

من جهتها، فرضت فرنسا اعتبارا من منتصف ليل السبت الأحد أن يكون المسافرون غير المطعمين من بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وقبرص واليونان وهولندا، قد خضعوا لفحص كورونا قبل أقل من 24 ساعة.

كما وسعت فرنسا لائحة الدول "الحمراء" لتشمل بلدانا جديدة هي تونس وموزمبيق وكوبا وإندونيسيا. وسيفرض مجددا وضع الكمامات في الهواء الطلق في مناطق محددة في شرق البلاد وجنوب غربها.

وأثار تشديد الإجراءات الصحية التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون الاثنين - توسيع فرض الشهادة الصحية خصوصا إلى المتاجر والمطاعم والأماكن الثقافية والطائرات والقطارات، إلى جانب التطعيم الإجباري لبعض المهن، غضب جزء من السكان.

إسبانيا

وفي إسبانيا، تعهد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز السبت أن يكون نصف السكان قد تم تطعيمهم بالكامل الأسبوع المقبل وكرر هدفه بلوغ نسبة سبعين في المئة منهم بحلول نهاية الصيف.

وفي اليوم التالي لتطبيق حظر التجول الليلي في كاتالونيا، جاء دور جزيرة ميكونوس اليونانية رمز الليالي الاحتفالية لإعادة فرض بعض القيود، ابرزها حظر تجول بين الاولى والسادسة صباحا.

وتثير المتحورة دلتا مخاوف الحكومات من تجدد تفشي الوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص في العالم ويمكن أن يقود إلى تشدد جديد في نهاية عطلة الصيف.

وتتوقع وكالة الأمراض الأوروبية ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بكوفيد في الأسابيع المقبلة، يصل إلى نحو خمسة أضعاف بحلول الأول من آب/أغسطس. لكن الوكالة توقعت ألا يرتفع عدد حالات الاستشفاء والوفيات بالسرعة نفسها بفضل حملات التلقيح.

وبالإضافة إلى الأماكن السياحية، تثير التجمعات الكبيرة مخاوف من تفشي الوباء.

وهذا ينطبق على الأولمبياد وكذلك على الحج السنوي إلى مكة المكرمة الذي بدأ السبت واقتصر على ستين ألف مسلم من السعوديين والأجانب المقيمين في المملكة تم تطعيمهم بالكامل.