إيلاف من بيروت: في وقت تسعى فيه السلطات الصحيّة في إسرائيل إلى تحصين مواطنيها بجرعة ثالثة من لقاح كورونا، تظهر البيانات أرقام وُصفت بـ"الدراماتيكية" عن واقع الوفيات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا لعدم تلقّيهم اللّقاح، بحسب تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل".

ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في الأيام السبعة الأخيرة من أيلول/سبتمبر الماضي، كان معدّل الوفيّات اليومية 6.43 لكل 100 ألف إسرائيلي ممّن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، بينما لم يتجاوز المعدّل حدّ 0.13 لكبار السن الذين تم تطعيمهم ثلاث مرات.

يذكر أنّ معدّل الوفيات لكبار السن الذين تم تطعيمهم مرتين كان 1.5 فقط، ما يكشف حجم عدد الوفيات للأشخاص الرافضين لتلقّي اللّقاح.

وتشير الإحصائيات إلى أنّ الإنتقال من نظام الجرعتين إلى الثلاث جرعات أنقذ العديد من الأرواح، حيث أن تلقي الجرعة التعزيزية تزيل خطر الوفاة لدى المسنّين.

كانت إسرائيل من أولى الدول التي تبنّت إعطاء جرعة تنشيطيّة من لقاح فايزر، حيث بدأت بمنحها للمجموعات الأكثر عرضة للخطر في تموز/يوليو، ثم بحلول نهاية آب/أغسطس لمن يزيد عمره على 12 عامًا.

أرقام دراماتيكية

بدوره، يصف البروفيسور إيهود غروسمان من كليّة الطب بجامعة تل أبيب، هذه الأرقام بـ"الدراماتيكية"، قائلًا: "البيانات أظهرت بوضوح أنّ الإنخفاض في حالات الوفيّات يرجع إلى التطعيم، وهو ما يؤكّد فعالية اللّقاح في الحد من الفيروس المستجد".

وفي إشارة إلى وجود فارق كبير في الحالات الخطيرة بين الملقّحين وغير الملقّحين، قال إنّ "الأرقام تسلّط الضوء على المدى الذي يؤدّي فيه الرفض المستمر لحوالى 900 ألف إسرائيلي إلى زيادة تأثير الفيروس".

وتشير الإحصائيات إلى أنّ كبار السن الذين لا يتلقّون التطعيم يزيدون من فرص إصابتهم بالأعراض الخطيرة لمرض كوفيد-19، بمقدار 65 مرة.

وهناك 28.5 حالة خطيرة لكل 100 ألف شخص من بين أكثر من 60 إسرائيليًّا حصلوا على جرعتين فقط، مقارنة بـ 2.6 من الجرعات الثلاثية.

ويرى البروفيسور إيال ليشيم، أخصائي الأمراض المعدية في مركز شيبا الطبي، أنّ "معدلات الإصابة بالأمراض الشديدة والوفاة منخفضة للغاية عند وجود اللّقاحات الثلاثية، وهذا ما يسمح للبلاد بالعمل دون حالة إغلاق".

واعتبر ليشيم أنّ "هذه الأرقام تخبر الأشخاص الذين ما زالوا غير محصّنين أنه عندما يكون هناك الآلاف من الحالات كل يوم ، فهم لا يزالون عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفيات".

ضغوط على المواطنين

وزادت إسرائيل، الأحد الماضي، الضغوط على مواطنيها، الذين حصلوا على جرعتي لقاح مضاد لكوفيد-19 ، لتلقّي جرعة ثالثة تنشيطيّة حتى يكونوا مؤهّلين للحصول على "جواز السفر الأخضر" الذي يسمح بدخول المطاعم وصالات الألعاب الرياضية والعديد من الأماكن الأخرى.

ويتم إصدار البطاقة الخضراء الجديدة لأولئك الذين تلقّوا ثلاث جرعات أو تعافوا في الآونة الأخيرة من كوفيد-19 لتحلّ محل نظام سابق كان يتطلّب جرعتين فقط. ويرفع ذلك معايير ما تعتبره الحكومة التحصين الكامل.

وتلقّى حوالى 37 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 9.4 مليون نسمة جرعة تنشيطية. وانخفض عدد مرضى كوفيد-19 الذين تم نقلهم إلى المستشفيات في حالات خطيرة في الأيام الماضية، كما انخفض عدد الإصابات اليومية المؤكّدة إلى ما دون أربعة آلاف بعد تجاوز عشرة آلاف، أيلول/ سبتمبر الماضي.