إيلاف من لندن: في عالم يعتمد فيه الكثيرون على الموسيقى لتعزيز الأداء أثناء العمل، أظهرت دراسة حديثة أجرتها سايكي لوي، أستاذة الموسيقى ورئيسة مختبر الديناميكيات العصبية بجامعة نورث إيسترن، أن أنواعًا معينة من الموسيقى يمكنها تحسين التركيز بشكل ملحوظ.
الدراسة، التي نشرت في مجلة Communication Biology، شملت تعاونًا مع شركة Brain.fm، المتخصصة في إنتاج موسيقى موجهة لتحفيز مناطق الدماغ المسؤولة عن التركيز. تعتمد هذه الموسيقى على تعديلات صوتية دقيقة تشمل تضخيم الأصوات العالية وخفض الأصوات الهادئة، بهدف إبقاء الدماغ في حالة انتباه مستمرة.
فعالية الموسيقى
قام الباحثون باختبار تأثير هذه الموسيقى على مجموعة من 40 شخصًا، حيث تم قياس أدائهم أثناء تنفيذهم مهام تتطلب تركيزًا عاليًا. وتضمنت التجارب مقارنة الأداء أثناء الاستماع إلى موسيقى Brain.fm، موسيقى عادية، ضوضاء، أو العمل في صمت تام.
وأظهرت النتائج أن موسيقى Brain.fm تفوقت على البدائل الأخرى، إذ ساهمت التعديلات السريعة في الإشارات الصوتية في تحفيز شبكات الانتباه بالدماغ، مما أدى إلى تحسين التركيز لفترات أطول.
دعم خاص للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
أوضحت الدراسة أن هذه الموسيقى كانت فعالة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من اضطرابات التركيز مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). حيث أظهرت النتائج أن كثافة التعديلات الصوتية كانت أكثر تأثيرًا على هؤلاء الأشخاص، ما يفتح المجال لاستخدام الموسيقى كأداة علاجية فعالة لهذه الفئة.
وتفسر سايكي لوي هذه النتائج بالإشارة إلى أن الدماغ يعمل ضمن ترددات معينة، وعندما تتزامن تلك الترددات مع الموسيقى المصممة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين النشاط العقلي وتعزيز الانتباه.
ليست مخصصة فقط لمرضى التركيز
الدراسة أشارت أيضًا إلى أن هذه الأنواع من الموسيقى ليست حكرًا على من يعانون من اضطرابات التركيز، بل يمكن لأي شخص يواجه صعوبة في الحفاظ على انتباهه أن يستفيد منها. وتنصح لوي بالاستماع إلى موسيقى سريعة الإيقاع، خالية من الكلمات، لتوفير الحافز اللازم دون تشتيت الانتباه.
خلاصات
♦ تعديلات صوتية دقيقة: السر في التأثير يكمن في التعديلات السريعة التي تجعل الموسيقى محفزة لشبكات الانتباه.
♦ فوائد شاملة: رغم فعاليتها مع مرضى ADHD، يمكن لأي شخص الاستفادة من هذه الموسيقى.
♦ إرشادات الاستماع: يُفضل البحث عن موسيقى سريعة وخالية من الكلمات لتجنب تشتيت الانتباه.
التعليقات