يواجه الرئيس الافغاني حميد كرزاي الكثير من العقبات لاحلال السلام والديموقراطية في بلاده.
كابول: ازال الرئيس الافغاني حميد كرزاي اول عائق على طريق رئاسته بتشكيل حكومة مقبولة، الا انه لا يزال يواجه الكثير من العقبات لاحلال السلام والديموقراطية في افغانستان في الوقت الذي تعاني منه مهمة الامم المتحدة من حالة فوضى وارتباك.
وهذا الارتباك في مهمة الامم المتحدة، المكلفة بتقديم النصيحة للحكومة الافغانية، ياتي في اعقاب ازمة في القيادة وعلى خلفية هجمات طالبان. ومن المقرر ان يغادر الممثل الخاص كاي ايدي منصبه رئيسا للمهمة.
وصرح مسؤولون في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس ان مشاكل المنظمة احدثت فراغا سياسيا في افغانستان لانها بحاجة الى اعادة بناء سمعتها قبل ان تتمكن من مساعدة كرزاي على تطبيق اصلاحات جديدة.
وقال مسؤول في الامم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته quot;علينا ان نستعيد حيادنا ومصداقيتنا وذلك سيستغرق جزءا كبيرا من العامquot;. واضاف quot;هناك شعور كبير بالارتياح لمغادرة ايدي، لكن هناك الكثير من الحزن كذلك على الضرر الذي لحق بمكانتنا، وسيستغرق اصلاح ذلك الكثير من الوقتquot;.
ويتوقع ان تنتهي مهمة النرويجي ايدي في اواخر كانون الثاني/يناير عندما يشارك في مؤتمر في لندن يجمع بين القادة الغربيين والافغان لمناقشة استراتيجية لهذا البلد المضطرب الذي يعاني من الفساد. ولم يتم تسمية خلف له بعد. لكن من سيخلفه سيرث مهمة تعاني مما وصفه احد المسؤولين quot;بنزيف الادمغةquot; حيث ان الموظفين يتركون البعثة باعداد كبيرة كما فشلت جهود توظيف اشخاص جدد.
وفي اعقاب الهجوم الذي شنه مسلحو طالبان في 28 تشرين الاول/اكتوبر على دار للضيافة تستخدمها الامم المتحدة في كابول قتل فيه خمسة من موظفي الامم المتحدة، تم اجلاء مئات من العاملين في المنظمة، كما يعتقد من بقوا في هذا البلد المضطرب ان وقوع حادث مماثل هو quot;مسالة وقت فقطquot;.
ويقول البعض ان الموظفين الذين اجبروا على البقاء في كابول يخضعون لاجراءات امنية صارمة تجعل من حياتهم صعبة للغاية. وتواجه المنظمة صعوبات في التوظيف بسبب تدهور الوضع الامني في افغانستان والمشاكل السياسية الداخلية، حسب الموظفين.
وتتزايد المخاوف في الاوساط الدبلوماسية والمدنية الغربية في كابول حيث انه بدون الارشادات التي يتعين على الامم المتحدة تقديمها -- اضافة الى مساعدات التنمية والمساعدات الانسانية -- سيفتقر كرزاي الى الدعم اللازم لتولي ولاية جديدة من الحكم الجيد الذي يعتبر مهما لمستقبل افغانستان.
ونفى ايدي الاربعاء التلميحات بان مكتبه يعاني من مشاكل ادت الى فراغ سياسي في افغانستان. وقال عليم صديقي المتحدث باسم ايدي انه quot;لا يزال في منصبه وملتزم تماما بتقديم الدعم للحكومة الافغانية بخصوص عدد من التحديات الكبيرة التي يواجهها البلد وسيواصل تقديم الدعم حتى تعيين خليفتهquot;.
وذكر المحلل السياسي احمد سعيدي انه فيما تواجه مهمة المساعدة التابعة للامم المتحدة في افغانستان خلافات داخلية، فان الحملة التي يقوم بها كرزاي ضد الفساد تحولت الى حملة كلامية ومن غير المرجح ان تثمر عن اية نتائج. وافاد الدبلوماسي السابق ان quot;مهمة المساعدة في موقف ضعيف للغاية وتعاني من نقص التنسيق والخلافات الداخلية، وبعد تعيين الحكومة الجديدة ستستمر الامور على ما هي عليهquot;. واضاف quot;لا ارى اية جدية في مكافحة الفسادquot;. وقال دبلوماسي اوروبي بارز quot;نحن ندرك ان علينا المساعدة في اعادة بناء وتقوية سلطة المهمة الدولية للمساعدة -- اذ لا يمكننا تحمل ان تكون غير شرعيةquot;.
وخرجت المشاكل داخل بعثة الامم المتحدة في افغانستان -- التي تقدر تكاليفها بنحو ملياري دولار سنويا-- الى العلن خلال الازمة السياسية التي اعقبت انتخابات العشرين من اب/اغسطس والتي اظهرت للغرب المستويات المذهلة للفساد في افغانستان. واتهم ايدي بالتحيز الى كرزاي وعدم مبالاته بتزوير الانتخابات التي تم بسببها الغاء خمسة ملايين صوت معظمها لكرزاي. كما سلط الخلاف الكبير بين ايدي ونائبه بيتر غالبريث والذي تحول الى قضية قانونية، الضوء على الضعف الداخلي للبعثة.
ومع اقتراب اجراء انتخابات في بريطانيا والولايات المتحدة في عام 2010، يقول دبلوماسيون ان امام كرزاي حتى منتصف العام المقبل ليظهر التزامه بتحقيق هدفه بتشكيل حكومة نظيفة خاضعة للمساءلة. ويبدو انه اجتاز الاختبار الاول لرئاسته الثانية عندما عرض مرشحيه للحكومة السبت على البرلمان للحصول على موافقته. ورحب دبلوماسيون بقائمة المرشحين واعتبروها دليلا على استعداد كرزاي للتحرك قدما باتجاه تشكيل حكومة خاضعة للمساءلة.
التعليقات