تتحصن قوات عراقية وايرانية على جانبي بئر نفط غير منتجة في منطقة حدودية فيما يتعهد العراقيون بالقتال اذا لزم الامر لمنع أي احتلال اخر للبئر من جانب الجنود الايرانيين.
الخلاف مع ايران حول اتفاقية ترسيم الحدود اهم ملفات الخارجية العراقية |
العمارة: تقول القوات العراقية انها ستدافع عن البئر التي رفعت القوات الايرانية علما عليها لبضعة أيام في وقت سابق هذا الشهر. ولم يتضح كم من القوات مشاركة في ذلك الموقع ولكن عادة ما يكون هناك 30 جنديا عراقيا مسلحين تسليحا خفيفا عند المواقع الحدودية في المناطق الحساسة. كما يوجد ما يصل الى عشرة جنود في المناطق الاخرى. وهناك نحو 11 جنديا ايرانيا بالقرب من البئر المتنازع عليها.
وأدت سيطرة القوات الايرانية على البئر التي يقول العراق انها جزء من حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان الى اثارة أحتجاجات من جانب حكومة بغداد وتسبب في ارتفاع الاسعار في سوق النفط العالمية. وانسحبت القوات الايرانية منذ ذلك الحين ولكن العراق يقول انها لاتزال على اراضيه.
وقال العميد رزاق عبد الحسن من حرس الحدود في الفكة ان تلك الابار الموجودة في منطقة الفكة عراقية وان القوات العراقية ستدافع عنها حتى اخر قطرة دم. وأضاف أن الايرانيين موجودون في الاراضي العراقية بعمق مئة متر وعلى بعد نحو 80 مترا من البئر المتنازع عليها. وتراقب القوات العراقية الموقف عن كثب ويبدو أن الجانبين متمترسان في خنادق في الموقعين الصحراويين.
وقال عبد الحسن ان العراق نشر مزيدا من القوات عند الابار الاخرى الموجودة في المنطقة ولكنه امتنع عن تحديد أرقام. وتستعد لجنة من البلدين لبدء العمل في مطلع العام المقبل لترسيم الحدود في المنطقة الحدودية التي تنتج النفط بين البلدين. وقال علي معارج رئيس شركة نفط ميسان التابعة للحكومة العراقية المسؤولة عن حقل الفكة والحقول المجاورة انه بعد ذلك سيكون الكلام واضحا ودقيقا للغاية. وأشار الى أنه على يقين بأن البئر عراقية وأن الايرانيين سيقرون بذلك.
وحفرت البئر رقم 4 في عام 1979 وانتجت نحو ثلاثة الاف برميل يوميا وهي كمية صغيرة بالنسبة للمنطقة التي تضم بعضا من أكثر احتياطيات النفط في العالم. وتوقفت البئر عن العمل في عام 1980 بسبب الحرب العراقية الايرانية ولم تعمل منذ ذلك الحين. ولكن رمزية الموقف والاحتلال الايراني القصير لها هو أمر أكثر خطورة. فحقل الفكة جزء من حقل ميسان الكبير وبه احتياطيات تبلغ 2.5 مليار برميل من النفط.
ويشكل مجرد التهديد بشن مزيد من التوغلات العسكرية أو الخلافات الحدودية خطرا على عشرة اتفاقات خاصة بآبار النفط أبرمتها الحكومة العراقية هذا العام. وبعض هذه الاتفاقات خاص بمناطق قريبة من الحدود العراقية الايرانية. ويضر احتلال تلك المنطقة أيضا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يخوض حزبه انتخابات عامة في السابع من مارس اذار. ولم يكن هناك رد نسبيا لحكومته على الخلاف ولم تواجه القوات الايرانية مقاومة عسكرية تذكر. وقال اللواء حبيب الحسيني رئيس العمليات الامنية في محافظة ميسان ان العراق عازم ومصمم على الدفاع عن حدوده مشددا على أنه لن يتخلى عن شبر واحد من أرضه وواثق وقادر ومستعد لاي عمل في أي وقت.
التعليقات