قدم وليد المعلم وزير الخارجية السوري خلال جلسة في مجلس الشعب السوري عرضاً سياسياً شاملاً حول سياسة سوريا الخارجية في عام 2009 ومواقفها تجاه المتغيرات الاقليمية والدولية.

20091228-234128.jpg

دمشق: أكد وليد المعلم وزير الخارجية السوري أن عام 2009 كان عاما لنجاحات السياسة السورية على مختلف الساحات بكل معنى الكلمة سواء علاقات سورية العربية أو الإقليمية أو الدولية واصفاً العلاقات مع الدول العربية بالطيبة.

وأشار المعلم إلى ما تحقق مؤخرا على صعيد الساحة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية واهمية محادثات الرئيس بشار الأسد مع القيادات اللبنانية التي زارت دمشق ومنها زيارة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري حيث شكلت هذه الزيارات قاعدة مميزة لعلاقات متينة تحترم مصالح الشعبين الشقيقين.

وفي ما يتعلق بالعلاقات السورية مع الدول العربية اشارالمعلم في هذا الصدد الى زيارتي الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى كل من الرياض ودمشق والنتائج الإيجابية التي نجمت عنهما وتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على إقامة مؤتمر سوري سعودي للاستثمار في دمشق في الربيع القادم مؤكداً أن هذه العلاقات تسير في الاتجاه الصحيح.

وعرض المعلم للعلاقة المميزة والاستراتيجية مع تركيا والتي تشكل نواة لتضم في المستقبل القريب لبنان والأردن والعراق وبالتالي صنع الشرق الأوسط الجديد بأيدي أبناء المنطقة.

وأشار المعلم إلى أهمية الاتفاقات التي تم توقيعها ووصلت إلى 51 اتفاقا خلال الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا الذي انعقد الأسبوع الماضي في دمشق لافتاً الى البعد الاقتصادي والاجتماعي لاتفاقية إقامة مضخات لجر مياه دجلة لإرواء 150 ألف هكتار في محافظة الحسكة إضافة إلى مشروع بناء سد مشترك على نهر العاصي لتنظيم الري وتوليد الطاقة الكهربائية ومشروع ربط خط غاز quot;نابكوquot;العابر لتركيا بأنبوب الغاز العربي الذي قامت وزارة النفط بإيصاله الى الحدود السورية التركية.

وقال المعلم إن سورية متمسكة بالوساطة التركية في محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل مؤكداً أنه لن يتم استئناف هذه المحادثات قبل إعلان إسرائيل القبول بالانسحاب إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وفقاً لما تم خلال الجولات الخمس السابقة التي جرت في اسطنبول.

وأكد المعلم أن العلاقات بين سورية وإيران مميزة وتخدم مصالح المنطقة وأن السياسة الخارجية السورية اتجهت نحو دول شرق آسيا وآسيا الوسطى إضافة إلى تعزيزها وتطويرها مع دول أمريكا الجنوبية.

وحول العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي أشار المعلم إلى أنه في عام 2004 تم التوصل إلى اتفاقية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكن الأوروبيين جمدوا هذا الاتفاق وعادوا للحديث عنه مجدداً في بداية العام 2009 وأبلغونا في تشرين الأول الماضي بموافقة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي على توقيع اتفاق الشراكة وكان ردنا أننا نحتاج إلى دراسة هذا الاتفاق مجدداً وتأثيره على القطاعات الاقتصادية السورية وأن الحكومة تدرس الآن هذه الآثار مؤكداً في الوقت نفسه على الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثنائية مع كل بلد مع بلدان الاتحاد الأوروبي.

وأحال المجلس مشروع قانون التخطيط الإقليمي إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية للبحث في جواز النظر فيه دستورياً. كما أحال المجلس أسئلة الأعضاء الخطية إلى مراجعها المختصة عن طريق رئاسة مجلس الوزراء.

و أقر مجلس الشعب السوري في جلسته التي عقدها مساء الاثنين برئاسة الدكتور محمود الأبرش رئيس المجلس مشروع القانون المتضمن تصديق اتفاقية إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة والعادية من الحصول على سمات الدخول الموقعة في مركز quot;أونشو بينارquot; الحدودي بتاريخ 13-11-2009 بين الحكومتين السورية والتركية وأصبح قانوناً.

كما أقر المجلس مشروع القانون المتضمن تصديق اتفاق التعاون الاقتصادي والفني الموقع في دمشق بتاريخ 15-5-2009 بين الحكومتين السورية والتركية القاضي بتأسيس وإنشاء مكتب تمثيلي للوكالة التركية الدولية للتعاون والتنمية وأصبح قانوناً.

وتابع المجلس في جلسته مناقشة وإقرار مواد القانون المتضمن تعديل بعض أحكام قانون أصول المحاكمات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 84 لعام 1953.