دمشق، لندن: رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاحد باعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما استعداده لزيارة دمشق، معتبرا ذلك امرا quot;مشجعاquot;، مشددا في المقابل على ان العقوبات الاميركية المفروضة على بلاده quot;ظالمةquot;، وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في دمشق quot;اذا صح ما نشر في سكاي نيوز على لسان اوباما فهذا شيء مشجعquot;، مشيرا الى ان quot;الدبلوماسية الحديثة تقوم على الحوار فما بالكم اذا جاء الحوار بين القادةquot;.

واضاف المعلم ان زيارة اوباما لسوريا في حال حصلت سوف quot;تعطي الرسالة الحقيقية عن التغيير في نهج الادارة الاميركيةquot;، معربا عن ترحيب بلاده quot;بمثل هذه الزيارة اذا صح العزم على القيام بهاquot;.

واشترط وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الأحد أن توافق إسرائيل على القرارات الدولية والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، لكي توافق سوريا على المشاركة في أي مؤتمر دولي يتعلق بالسلام.

وقال المعلم أن quot;سوريا لن تحضر أي مؤتمر دولي اذا لم يجر الإعداد له جيدا بمعنى أن تقبل إسرائيل قرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية حتى حدود الرابع من حزيران عام 67 مقابل السلام وأن نعرف الهدف من هذا المؤتمرquot;، وحذر المعلم من أن quot;فشل أي مؤتمر دولي في دفع عملية السلام سيكون خطيرا على استقرار المنطقةquot;، وشدد المعلم في دمشق على أنه quot;بدون انسحاب كامل من الجولان إلى خط الرابع من حزيران لن يسود السلام ولا الأمن في هذه المنطقةquot;.

وكان اوباما ابدى في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية تبث الاحد استعداده لزيارة العاصمة السورية وعقد لقاء مع الرئيس بشار الاسد، وكان الاسد دعا مطلع تموز/يوليو في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية نظيره الاميركي لزيارة سوريا، وذلك بعيد اعلان الولايات المتحدة عزمها ارسال سفير جديد الى سوريا بعد اربعة اعوام من استدعائها سفيرتها في دمشق.

وقال الاسد يومها ان quot;الولايات المتحدة تضطلع بدور خاص باعتبارها القوة الرئيسية (في العالم). اعتقد انه على الرئيس اوباما ان يزور اكبر عدد ممكن من الدول لاجراء حواراته، وبالطبع فان ذلك يشمل سورياquot;، واعرب الرئيس الاميركي في مقابلته مع quot;سكاي نيوزquot; عن استعداده للالتزام مع سوريا، مشيرا في المقابل الى quot;قلقهquot; من بعض جوانب التصرف السوري.

وقال اوباما quot;بدأنا نشهد بعض الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسورياquot; ولكن quot;ثمة جوانب في التصرف السوري تقلقنا (...) ونعتقد ان سوريا تستطيع الاضطلاع بدور بناء اكثر حول عدد كبير من المسائلquot;، مضيفا quot;لكن كما تعرفون، انا اؤمن بالالتزام وآمل في ان نتمكن من الاستمرار في رؤية حصول تقدم في هذه المجالاتquot;.

من جهته، وردا على سؤال عن المساعي الفرنسية لرفع العقوبات الاميركية عن سوريا وخاصة في ما يتعلق بتزويد دمشق بقطع غيار لطائرات الايرباص، اعلن كوشنير ان quot;هذا ليس ببعيد ونحن نعمل على ذلكquot;، وتابع الوزير الفرنسي quot;ان افضل وسيلة لرفع العقوبات هي ان نبذل الوسائل الممكنة في كل مرة تتاح لنا الفرصة وذلك عبر الحوار، وسوف نستمر بالعمل على ذلكquot;.

وعقب المعلم quot;ان هذه العقوبات ظالمة وانا واثق بان الجاب الفرنسي سيواصل جهوده من اجل رفع هذه العقوباتquot;، مؤكدا ان هذه العقوبات quot;تصيب امن المواطن السوري وراحته في استخدام الطيران المدنيquot;.

اوباما يؤيد الالتزام مع سوريا رغم سلوكها quot;المقلقquot;

وكان اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن quot;قلقلهquot; من سلوك سوريا، مشيرا في الوقت عينه الى استعداده للالتزام مع سوريا وامله بان تستمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في التحسن، وذلك في مقابلة مع شبكة quot;سكاي نيوزquot; البريطانية تبث الاحد.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد وجه مطلع تموز/يوليو في مقابلة مع الشبكة عينها دعوة غير رسمية الى نظيره الاميركي لزيارة سوريا ومناقشة مسائل الشرق الاوسط، وردا على سؤال عما اذا كان يرغب بتلبية هذه الدعوة، اجاب اوباما quot;كما تعرفون، اعتقد اننا بدأنا نشهد بعض الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسورياquot;، واضاف quot;ثمة جوانب في التصرف السوري تقلقنا، ونعتقد ان هناك طريقة يمكن لسوريا ان تضطلع فيها بدور بناء اكثر في عدد كبير من المسائلquot;.

وتابع الرئيس الاميركي في المقابلة التي سجلت اثناء زيارته الى غانا quot;لكن كما تعرفون، انا اؤمن بالالتزام وآمل في ان نتمكن من الاستمرار في رؤية حصول تقدم في هذه المجالاتquot;.

وكان الاسد دعا في الثالث من تموز/يوليو في مقابلة مع شبكة quot;سكاي نيوزquot; نظيره الاميركي لزيارة سوريا، وقال يومها quot;اعتقد انه على الرئيس اوباما ان يزور اكبر عدد ممكن من الدول لاجراء حواراته، وبالطبع فان ذلك يشمل سوريا (...) اننا بالتأكيد نرحب به في سوريا. وانا واضح جدا بهذا الخصوصquot;.

واعلنت الولايات المتحدة في 24 حزيران/يونيو انها قررت ارسال سفير جديد الى سوريا بعد اربعة اعوام من استدعائها سفيرتها في دمشق، واستدعت ادارة بوش السابقة السفيرة الاميركية في دمشق بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري في 2005.

وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اعتبر سوريا quot;دولة مارقةquot;، في حين يعتبرها خلفه اوباما احد مفاتيح تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وكان المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل توجه في 14 حزيران/يونيو الى دمشق والتقى الرئيس الاسد، ووصف محادثاته بأنها quot;جدية ومثمرةquot;، مذكرا بأن quot;هدف الرئيس (اوباما) كان دوما، منذ البداية، السلام الشامل في المنطقةquot;.