تلخصت زيارة بنيامين نتنياهو إلى مصر واجتماعه مع الرئيس المصري في بحث قضايا عامة تتعلق بعملية السلام والحصار المفروض على قطاع غزة وموضوع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وقضية اللاجئين، فيما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إنجازصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس فيالوقت القريب قائلا:quot; الصفقةليست أمراً مؤكداً حتى الآنquot;.


خلال زيارته الثانية لمصر منذ توليه مهام منصبه كرئيس للوزراء في إسرائيل، أجرى بنيامين نتنياهو محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك اكتفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية بوصفها أنها quot;تناولت جهود إحياء عملية السلام على المسار الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وتجميد عمليات الاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن مناقشة سبل التوصل لحل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس في التسوية النهائية أو نهاية الطريق، كما يقول وزير خارجية مصر


ورافق نتنياهو خلال زيارته للقاهرة الوزير الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر المعروف بصلته الوثيقة مع القيادة المصرية، ووفقاً لمصادر مصرية فقد ناقش الجانبان آخر تطورات صفقة مبادلة الجندي الأسير جلعاد شاليط بإطلاق نحو ألف فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وذلك بعد جهود واقتراحات استهدفت التوصل إلى حلول وسط بين الإسرائيليين وقادة حركة حماس، شارك فيها كل من عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية، ووسيط ألماني هو quot;غيرهارد كونرادquot;، وهو أحد قادة جهاز الاستخبارات الألمانية .

وسبق أن طالبت مصر بضمانات أميركية ودولية quot;مكتوبةquot; تؤكد أن الهدف من المفاوضات مع إسرائيل هو إنشاء دولة فلسطينية quot;في حدود 1967 بما فيها القدسquot;، وذلك قبل استئناف المفاوضات، بينما اقترحت إسرائيل في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تعليقاً موقتا للاستيطان في الضفة الغربية، وتستثني من ذلك مدينة القدس الشرقية .

أما أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري فقد اكتفى بالقول إن محادثات مبارك مع نتنياهو تناولت تحريك عملية السلام، لافتا إلى أنه جرى إبلاغ نتنياهو بضرورة التوصل الى تسوية عادلة لمسألة اللاجئين والتأكيد على الموقف المصري والعربي بأن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.

وتشهد العاصمة المصرية نشاطاً سياسياً مكثفاً يرتبط بعدة قضايا فلسطينية، منها ما يتعلق بالمساعي المصرية لمحاولات التقريب بين حركة quot;حماسquot; من جهة، وحركة quot;فتحquot; والسلطة الوطنية من جهة أخرى، فضلاً عن صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحركة quot;حماسquot; التي تسيطر على قطاع غزة، تفرج بمقتضاها الحركة عن الجندي الاسرائيلي شاليط مقابل إطلاق سراح نحو ألف سجين فلسطيني من جملة 11 ألفا محتجزين في السجون الاسرائيلية .

صفقة شاليط
وفي سياق التطورات الراهنة فقد ذكرت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة أن صفقة الأسرى، والتي تجري فيها مبادلة الجندي الإسرائيلي شاليط بنحو ألف سجين فلسطيني، دخلت بالفعل ما أسمته المصادر quot;مرحلة اللمسات الأخيرةquot; قبل إنجازها، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سكب الماء البارد على تلك التوقعات بإعلانه أن إنجاز الصفقة ليس أمراً مؤكداً حتى الآن .

في سياق متصل أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي أن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل دخلت مرحلتها النهائية وإن مصر قد حلت 90% من المشكلات التي اعترضت طريقها، مشيراً إلى أن quot;حماس وافقت على مبدأ إبعاد بعض الأسرى، معتبراً ذلك قراراً فلسطينياً لا تتدخل فيه مصرquot;، على حد تعبيره .

ونقلت صحف إسرائيلية عبر مواقعها الإلكترونية عن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق آفي ديختر قوله إن صفقة التبادل توشك على النهاية، وقال إنه على إسرائيل التعايش مع ثمنها الباهظ واستخلاص الدروس منها . وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الصفقة الدرس الأخير بالنسبة إلى إسرائيل، موضحاً أن القياديين الفلسطينيين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، يشكلان quot;خطا أحمرquot; ولن يطلق سراحهما في نهاية المطاف إلا من خلال عملية منفصلة .

هذه المعلومات أكدها أيضاً وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين بقوله quot;إن صفقة التبادل سوف تخرج لحيز التنفيذ قريباًquot; مشيراً إلى أن نتنياهو يستند في إنجاز تلك الصفقة لاستطلاعات رأي تظهر دعمها من قبل أغلبية واسعة لدى الإسرائيليين تبلغ 69%، كما أظهر هذا استطلاع صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot;، التي نقلت عنه تلك التصريحات عبر موقعها الإلكتروني .

وقال دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن اسمه إن quot;المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سوف يسلم خلال زيارته المقبلة للمنطقة مسودتي خطابي ضمانات واحدة لإسرائيل والثانية للسلطة الفلسطينيةquot;، وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل أن يشكل الخطابان أساساً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه quot;لا يعرف إذا كانت هذه الضمانات سترضي الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بوقف تام لكل عمليات الاستيطان قبل استئناف المحادثاتquot;، على حد تعبيره .

في غضون ذلك، من المزمع أن يعود إلى القاهرة قادماً من دمشق وفد من قادة حركة حماس برئاسة محمود الزهار، بعد أن أجرى محادثات في سورية مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، لينقل الرد النهائي إلى مسؤولي الاستخبارات المصرية حول صفقة الأسرى، قبل أن يعود لاحقاً إلى قطاع غزة .