لكل مسافر عبر بوابة رفح الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية حكايته الخاصة، بينما تحاول حركة حماس إجراء اتصالات مع القاهرة لضمان فتح المعبر الذي أغلق بعد سيطرة الحركة على القطاع.

لا يزال معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة مع الأراضي المصرية بقعة الأمل الوحيدة لسكان القطاع في ظل الحصار المفروض عليهم, فمنهم الجرحى والحالات الإنسانية وذوي الإقامات والطلبة العالقين, تحت أشعة الشمس يقف هؤلاء بانتظار أن يُسمح لهم بالسفر بعد أشهر طويلة من الانتظار, وهذا التشغيل الجزئي ينظر إليه الفلسطينيون أنه لا يفي بحاجاتهم .
تجوّلت إيلاف في صالة الانتظار quot;سعد صايل quot; فكان لكل مسافر حكاية, حسن إسماعيل محاسب يعمل لدى جريدة الخليج في دولة الإمارات العربية المتحدة قال أنه جاء لزيارة عائلته في غزة منذ الثامن من شعر آب/ أغسطس الماضي , حاول العودة للإمارات قبل انتهاء إجازته ثلاث مرات إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل , وأضاف بصوت منقطع الأمل quot;هذه هي المرة الأخيرة التي أحاول السفر فيها لأن بعد ذلك تنتهي إقامتي وبطاقة العمل ستنتهي خلال شهرين , أما تذاكر السفر فهي انتهت فعلا .

الحاجة أم عادل أبو خوصة قالت أنها مسافرة للأردن لزيارة ابنها المريض عبد الله الذي يرقد في المستشفى , وأضافت والدموع تنهمر من عينيها quot; ابني حاول ثلاث مرات العودة للقطاع ولكن منعته السلطات المصرية من دخول غزة عبر معبر رفح quot; .

أما عن نصر الدين سهوان فهو طالب جامعي يدرس في جامعة العريش بالأراضي المصرية قال أنه أتى لغزة لزيارة الأهل منذ أكثر من سنة ولم يستطيع العودة لجامعته لمواصلة مسيرته التعليمية , إلا أنه لم يسعفه المعبر ولم يلتحق منذ أكثر من سنة بجامعته بسبب الإغلاق , وأضاف quot; حاولت السفر مرات ومرات وهذه هي المرة الرابعة وأتمنى أن التحق في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام quot; .
وقال عطية الجرسي مريض الكلى أنه حصل على تحويلة طبية تمكنه من العلاج في الأراضي المصرية , وأنه حاول مرات عديدة السفر ولم يستطيع ذلك بسبب كثرة المسافرين , وبسبب الفوضى العارمة التي تعج بالمكان قال quot; دائما بعد أن ننتظر ساعات طويلة يقولون لنا اكتفينا بالعدد والباقي نأمل أن يكون له نصيب في المرات القادمة التي يفتح فيها المعبرquot; ؛ وناشد الجرسي السلطات المصرية بفتح المعبر أمام الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات وتسهيل مهماتهم , لأن إغلاق المعبر يزيد من معاناتهم و يوقف مصالحهم .

وزير الداخلية في الحكومة المقالة quot;فتحي حمّادquot; استغل فرصة تشغيل المعبر ونظم جولة لتفقد أحواله وأحوال المسافرين فيه , ولكنه وجه رسالة إلى السلطات المصرية بضرورة تشغيل المعبر لأكثر من أربعة أيام , لأن سبب الإغلاق الطويل للمعبر تكدس المسافرين على الجانب الفلسطيني .
وأضاف حماد :quot;أوجه كلمتي للمسافرين وأطمئنهم بأن وزارة الداخلية تبذل قصارى جهدها لتسهيل تنفيذ مهماتهم quot; .

وأشار للعقبات التي تواجههم في هذا الأمر حيث قال :quot; اليوم هناك 7000 مسافر ومسافرة وإمكانية التسهيل لهذا الأمر صعبة جداً والمتحكم بذلك هو الجانب المصري وليس الجانب الفلسطيني , وارتفاع عدد المسافرين بشكل لم يُسبق له مثيل يرجع لإغلاق المعبر فترات طويلة حيث أنه هناك 50 يوم تقريبا بين الفتحة الأولى والفتحة الثانية للمعبر وهذا بحد ذاته عزز العقبات التي نواجهها quot;.
وأكد حماد أن هناك مفاوضات تجري مع الجانب المصري لتمديد أيام هذه الفتحة وهناك وعود ولكن على أرض الواقع لم يكن هناك تنفيذ بالشكل المطلوب .

وثمّن الجهود التي بذلها الجانب المصري أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفي أعقابها من السماح لدخول المرضى و دخول المساعدات العاجلة عبر معبر رفح .

تفتح مصر بين الفينة والأخرى معبر رفح البري لسفر الطلاب والعالقين وأصحاب الإقامات والمرضى و ترفض فتحه بشكل كامل إلا وفق اتفاقية المعابر التي وقّعت عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل , حيث تم بموجب هذه الاتفاقية وضع الشروط والمعايير التي تنظم حركة المرور من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة .