تجاوز النزاع بين لبنان وإسرائيل الأرض والمياه ليمتد إلى حقوق ملكية المأكولات، فإسرائيل متهمة بسرقة المطبخ اللبناني من خلال تسويق علامات تجارية لبنانية على أنها إسرائيلية. وتستكمل الدولة العبرية إحدى جولات الحرب الفريدة من نوعها مع لبنان، بعد تحقيق الأخيرة quot;النصرquot; عليها بطبق من الحمص زنته 2 طن في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، محطمة بذلك الرقم الذي حققته إسرائيل قبل نحو عامين حين صنعت أكبر صحن حمص من 800 كيلوغرام.

بيروت، ابوغوش: بعد أقل من 3 أشهر على تسجيل لبنان quot;أكبر صحن حمصquot; في العالم بكتاب quot;غينيسquot; للأرقام القياسية، كاسرًا (حينها) الرقم الإسرائيلي المسجل، استعادت إسرائيل رقمها القياسي، بتحضير صحن يوازي ضعف quot;الصحن اللبنانيquot;. فبعدما عمدت منذ سنتين إلى إعداد أكبر صحن حمص في العالم بوزن 800 كيلوغرام، وبعدما حاولت إسرائيل تسجيل الحمص على أنه من المأكولات التراثية الإسرائيلية، رد لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على هذه الأطماع الإسرائيلية الجديدة، من خلال محاولة الدخول الى كتاب quot;غينيسquot; بإعداد أكبر صحن للحمص بوزن طنين (2).

لكن بعد شهرين فقط، عادت إسرائيل، وعبر رجل أعمال إسرائيلي من أصل عربي هو جودت شاكر إبراهيم، تحاول كسر الرقم القياسي اللبناني بصحن حمص بلغ وزنه أكثر من 4 أطنان، لا بل رفع الإسرائيليون على الطبق العملاق المكوّن من 2.500 كيلوغرام من حب الحمص و1.500 كيلوغرام من الطحينة لافتة كتب عليها quot;نحن الأصل وليس لبنانquot;، بحسب ما أفادت صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية . وقد أعدّ الطبق العملاق خمسون طاهيًا من قرية أبو غوش في فلسطين، وبلغ قطر الصحن ستة أمتار. وأعلن جاك بروكبانك حكم مؤسسة غينيس، الذي حضر مراسم إعداد الصحن، فوز أبو غوش بالرقم العالمي.

واستشهد وزير السياحة اللبناني فادي عبود، رئيس quot;جمعية الصناعيين اللبنانيين بالتجربة اليونانية في إثبات حقها بملكية اسم quot;الفيتاquot; ويرى عبود أن الشركات الإسرائيلية وبتصدير الحمص باستخدام وصفات لبنانية تقليدية في إعداده، تحرم شركات لبنانية من عائدات سوق الحمص في الغرب ويبلغ حجمها مليار دولار. كما أكد عبود، مشيرًا إلى أن لبنان يخطط لضرب الرقم القياسي من جديد في الربيع مع إعداد أكبر صحن حمص سيتم على الحدود مع فلسطين. وقال quot;وبهذه الطريقة يمكن أن يتعلم الإسرائيليون كيفية إعداد الحمّصquot;، وتابع quot;ليس لدينا اعتراض على أن يعدّ الآخرون الحمص، لكن ينبغي عليهم أن يعرفوا أنه لبنانيquot;. وقال في حديث لقناة quot;أخبار المستقبلquot;: quot;أول صحن حمص تم تصديره الى العالم في العام 1959 صُدّر من لبنان، وبالتالي لنا أحقية فيه


إلا أن للإسرائيليين رؤيتهم المختلفة في هذا quot;الخلافquot;، وقال الإسرائيلي شوكي غاليلي إنه محاولة حيازة quot;حقوق ملكيةquot; على الحمص شأنه كشأنه الإدعاء بحقوق ملكية الخبز أو النبيذ. ويقول غاليلي في مدونته التي تحمل اسم quot;أعطوا الحمص فرصةquot; إن ملكية الحمص تعود للمنطقة.quot; ويأمل البعض أن تنجح quot;حرب الحمصquot; فيما فشلت فيه الحروب الميدانية أو الدبلوماسية الدولية، في التقريب بين الجانب العربي والإسرائيلي. وقال جودتإبراهيم من قرية ابو غوش: quot;حلمي بعد ذلك هو تحطيم رقم قياسي جديد بالتعاون المشترك مع (الطاهي) اللبناني، ربما بطبق زنته عشرة أطنان.quot;

من جهته، قال حكَم مؤسسة quot;غينيسquot; جاك بروكبانك، بعدما حضر مراسم إعداد إسرائيل أكبر صحن حمص في العال:. اللبنانيون لن يستكينوا، أعلم أنهم سيعاودون الكرّة، وستكون حربًا طويلة، لكن لذيذةquot;.

وكان لبنان قد سعى مؤخرًا لدى الاتحاد الاوروبي لتسجيل صحن الحمص بطحينة باسمه بوصفه طبقًا لبنانيًّا خالصًا، مما اثار استياء بعض الاوساط الاسرائيلية التي قالت إن هذا الطلب يشبه طلب تسجيل ملكية الخبز. وقد اتخذت quot;حرب الحمصquot; بعدًا سياسيًّا ايضًا، حيث صرح ايجال بالمور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية: quot;الدعاوى التي يسمع صداها في لبنان، هي دعاوى سخيفة، لا تستند لاي سابقة قانونية، لا يوجد تسجيل في اي مكان في العالم ان الحمص هو اختراع لبناني او مسجل كعلامة تجارية مصدرها لبنان. لا يوجد شيء من هذا القبيل. بعكس ما هو صحيح في ما يتعلق في موضوع الشمبانيا والنبيذ التي مصدرها منطقة شامبين او بوردو او جارغون او اماكن اخرى مسجلة كعلامات تجارية.quot;