موسى دادس كامارا اليوم المغرب بشكل مفاجيء ووصل إلى بوركينا فاصو، وقالت مصادر انه استعاد عافيته وأصبح قادر على الكلام.
الرباط: وصل النقيب موسى دادس كامارا، رئيس اللجنة العسكرية الحاكمة في جمهورية غينيا كوناكري إلى quot;واغادوغوquot; عاصمة بوركينا فاصو، مطلع الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء حيث بدا وقد استعاد عافيته وأصبح قادرا على الكلام، بعد أن أمضى أكثر من شهر بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث كان، يعالج من أثار طلق ناري في رأسه سدد من طرف أقرب مساعديه الأمنيين، وذلك يوم الثالث من الشهر الماضي، فيما يبدو أنه محاولة اغتيال تمهيدا لانقلاب لم تتضح خيوطه وأهدافه والمشاركين فيه بعد، بسبب فرار منفذ محاولة الاغتيال. ونقل كمارا، إلى المغرب إثر إصابته على متن طائرة مجهزة طبياً وفرتها له رئاسة الجمهورية في، بوركينا فاصو، والتي توسطت لدى المغرب لكي يستقبل النقيب المصاب في أحد مستشفياته، ما دفع وزارة الخارجية المغربية إلى نشر بيان أوضحت فيه أن المغرب قبل دخول النقيب، كامارا، لأسباب إنسانية محضة وبالتالي فإن الرباط تنفي مطلقا صلتها بالأحداث والتطورات التي جرت في العاصمة كوناكري.
وراجت أخبار في الأيام القليلة الماضية مفادها أن، كامارا، لن يعود إلى عاصمة بلاده، بعد أن نجح في إقناعه بذلك نائبه الجنرال، سيكوبا كوناتي، الذي قضى حوالي أسبوع في العاصمة المغربية أجرى خلالها جلسات حوار مع النقيب كامارا، صرح بعدها أن رئيسه في وضعية صحية مطمئنة، لكن شفاءه التام يتطلب صبرا ووقتا.
والتقى الجنرال مبعوثين من فرنسا والولايات المتحدة، ثم عاد بعدها إلى بلاده ليلقي خطابا يوم السادس من الشهر الجاري، أظهره التلفزيون محاطا بأعضاء اللجنة العسكرية. ودعا في الخطاب المعارضة إلى اختيار من تراه أهلا لرئاسة الحكومة الانتقالية في البلاد لتشرف على عودة الحكم للمدنيين في، غينيا كوناكري، بعد تنظيم انتخابات ديمقراطية، ما فهم أنه بداية نهاية الحكم العسكري الذي تسبب في حوادث دموية ذهب ضحيتها أكثر من مائة وخمسين غينيا قتلوا في احد الملاعب الرياضية بالعاصمة يوم 28 سبتمبر الماضي، وحملت مسؤولية تلك المجازر البشرية للنقيب، كمارا، الذي قيل إنه أعطى الأوامر بسحق المتظاهرين، ما جعل لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تطالب بإحالته على محكمة الجنيات الدولية بصفته متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي تطور غامض، راج في العاصمة السنغالية يوم الجمعة الماضي خبر مفاده أن quot;دكترquot; كانت تتهيأ لاستقبال الجنرال سيكوبا كوناتي وأنها أوفدت طائرة خاصة لنقله لكي يتلقى هو الآخر العلاج من مما قيل إنها أزمة قلبية داهمته، لكن أوساطا رسمية في دولة غينيا كوناكري، سارعت إلى نفي تلك الإشاعات، مؤكدة أن الجنرال يتمتع بصحة جيدة، بينما ذهبت مصادر سنغالية إلى القول إن زيارة الجنرال الغيني المفترضة لم تكن مقررة للعلاج وإنما لإجراء مشاورات سياسية مع الرئيس عبد الله واد لها صلة بالوضع في غينيا.
وتشكل عودة، كمارا، المفاجئة إلى بوركينا فاصو، أولا، فصلا مثيرا جديدا في الدراما الغينية.ولم يتضح بعد ما إن كان المغرب آثر التخلص من الضيف المحرج وأنه صرف النظر عن بذل المساعي لدى إسبانيا لمنحه اللجوء السياسي من أجل الاستقرار بها، أم أن النقيب، كمارا، نفسه أصر على العودة إلى بلاده عبر، بوركينا فاصو، التي أسعفته وهو جريح، ما يفترض أنه شفي من إصابته في الرأس وأصبح في إمكانه قضاء فترة نقاهة بها، مراقبا تطور الأوضاع في بلاده.
ويرى مراقبون، أن استعادة السلطة من قبل، كمارا، باتت شبه مستحيلة، بالنظر إلى سجله الدموي، فضلا عن استطاعته أو عدمها لتحمل مسؤولية رئاسة الدولة، خصوصاً وأن أطرافا دولية مؤثرة، اشترطت صراحة تنحيه أو إبعاده، لعودة الاستقرار إلى البلاد خشية اندلاع حرب أهلية بها.
إلى ذلك، لم تشر المصادر الإعلامية المغربية الرسمية إلى مغادرة كمارا عاصمة البلاد.
التعليقات