هاجم أكثر من 20 مسلحًا من بينهم إنتحاريون يرتدون سترات ناسفة مواقع عديدةفي أنحاء العاصمة الأفغانية كابول اليوم الاثنين في عملية هجومية منسقة ضد أهداف عديدة من بينها بنوك ومتاجر ووزارات. وسمع إطلاق النار وانفجارات مدوية في أنحاء كابول في أشرس هجوم على العاصمة الافغانية منذ نحو عام.
كابول: قال مسؤولون حكوميون ان مسلحين بعضهم يرتدي سترات ناسفة هاجموا صباح يوم الاثنين عددًا من المواقع في وسط العاصمة الافغانية كابول من بينها متجر ضخم قرب وزارة العدل وعدد من الوزارات.
وأعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي بعد ظهر الاثنين quot;عودةquot; الامن الى العاصمة كابول بعد الهجمات المنسقة واوقعت تسعة قتلى على الاقل بينهم اربعة انتحاريين.وقال مصدر أمن إن القوات الافغانية سيطرت على مركز تجاري بعد مواجهة مع مقاتلي طالبان المحاصرين بداخل المبنى الذي اندلعت فيه النيران.
وتبنت حركة طالبان الاثنين الهجمات الجارية في كابول مؤكدة ان 20 إنتحاريًا استهدفوا القصر الرئاسي والعديد من المباني التابعة للحكومة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم قيادة طالبان في اتصال هاتفي من مكان مجهول quot;هذا من فعلناquot;.
والاهداف التي تمت مهاجمتها هي القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم والبنك المركزيquot;. واضاف quot;دخل عشرون من إنتحاريينا المنطقة والمعارك جاريةquot;، مؤكدًا ان انتحاريًّا فجّر حزامه الناسف عند مدخل القصر الرئاسي.
وأعلن مسؤولون أفغان ان بين قتلى الهجمات طفل مشيرين ايضا الى مقتل ضابط في الشرطة وجندي افغانيين. وافاد المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عظيمي عن اصابة 28 شخصا بجروح هم 18 مدنيا و10 من عناصر قوات الامن الافغانية.
وقال متحدثا لشبكة تولو التلفزيونية الخاصة ان اربعة quot;ارهابيينquot; قتلوا، ما يرفع حصيلة الهجمات المنسقة التي تشنها حركة طالبان في العاصمة الى سبعة قتلى حتى الان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زمراي بشاري لوكالة الأنباء الفرنسية ان معظم المباني التي سيطر عليها المسلحون تم تحريرها وان فرق الاطفاء تتحرك لاخماد النيران التي اندلعت.
وقال quot;ما زال هناك بعض المقاومة في دار السينماquot; في اشارة الى سينما قريبة من وزارة العدل. وقال quot;وصلت قوات الامن الى هناك لتطهيرquot; الموقع.
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية عن مقتل أربعة إنتحاريين الاثنين اثنان بعد تفجيرهما قنبلتيهما وآخران بايدي قوات الامن الافغانية.
وأعلنت قوة الحلف الاطلسي في وقت سابق في بيان ان الشرطة قتلت اثنين من المهاجمين الذين يشنون العمليات، فيما افادت وزارة الصحة لوكالة الأنباء الفرنسية عن إصابة 13 شخصًا على الاقل معظمهم من المدنيين بجروح.
وقال أحمد فريد رهيد المتحدث باسم وزارة الصحة الافغانية quot;اصيب حتى الان 13 شخصًا معظمهم مدنيون بجروح ونقلوا الى المستشفياتquot;. واضاف quot;معظمهم مدنيون، لكن هناك أيضًا عناصر في قوات الامنquot;. كما اعلنت القوة الدولية لارساء الامن في افغانستان (ايساف) في بيان ان الشرطة الافغانية قتلت اثنين من المهاجمين على الاقل.
إلى ذلك قال شهود لوكالة رويترز انه سمع دوي انفجار كبير في كابول في الوقت الذي يتبادل فيه مسلحون ومهاجمون اطلاق النيران مع قوات الامن الحكومية. وسمع دوي الانفجار في الحي الدبلوماسي بمنطقة وزير أكبر خان في كابول بالقرب من المكان الذي وقعت به هجمات أخرى قرب مبان حكومية.
وقال مسؤول الامن أمير محمد في الوقت الذي طوقت فيه قوات الامن الافغانية اجزاء من وسط العاصمة الافغانية quot;عشرة إنتحاريين على الاقل في عدة مبان من بينها بنوك ومراكز تجارية.quot;
ومن جانبه قال التاجر بهرام سارواي ان الكثير من الاشخاص فروا من المكان بعد انفجار عنيف تلته انفجارات اخرى اقل حدة واطلاق نار من اسلحة آلية. واضاف quot;رايت دخانا يتصاعد من مبنى يقع قرب البنك المركزي والقصر الرئاسي ورأيت جريحاً واحدًا على الاقلquot;.
الولايات المتحدة تندد بهجمات كابول quot;اليائسةquot; وquot;الشرسةquot;
نددت الولايات المتحدة بالهجمات المنسقة التي تشنها حركة طالبان على العاصمة الافغانية معتبرة انها عمل quot;يائسquot; وquot;شرسquot; وحذرت من وقوع المزيد من الهجمات في هذا البلد.
وقال الموفد الاميركي الخاص لافغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك متحدثا للصحافيين في نيودلهي quot;ليس من المفاجئ ان تقدم حركة طالبان على مثل هذا الامرquot; مضيفا quot;انهم يائسون وشرسونquot;. وتابع quot;الناس الذين يقومون بذلك لن يبقوا بالتاكيد على قيد الحياة بعد الهجوم، كما انهم لن ينجحوا. لكن يمكن توقع تكرار حدوث مثل هذا الامرquot;.
كوشنير: الوضع quot;خطيرquot; في كابول
بدوره اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان الوضع quot;خطيرquot; في كابول. وقال كوشنير متحدثا لاذاعة فرانس انفو quot;تشن حركة طالبان في هذه اللحظة هجمات في وسط كابول والوضع خطير، كما هو عليه منذ وقت طويل للاسفquot;.
واعتبر كوشنير ان المؤتمر حول مستقبل افغانستان المقرر عقده في لندن في 28 كانون الثاني/يناير ينبغي quot;التحضير له بدقة بالغة والخروج بحلول عمليةquot;. واوضح quot;هذا يعني انه ينبغي الاقتراب من الافغانيين بشكل اكبر بكثير مما قمنا به حتى الان، الافغان هم الذين ينبغي ان يحددوا مستقبلهمquot;.
التعليقات