دعا الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي المعارضة يوم الثلاثاء بأن تنأى بنفسها عن الاعداء الغربيين للجمهورية الاسلامية في تحذير قبيل احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة يتوقع ان تنظم الشهر المقبل.

طهران: زاد التوتر في ايران بعد مقتل ثمانية اشخاص في اشتباكات بين قوات الامن وانصار المعارضة في يوم عاشوراء الذي صادف 27 ديسمبر كانون الاول. وكانت هذه اسوأ اعمال عنف تشهدها ايران منذ التي اعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي وما تلاها من اعتقال لعشرات الشخصيات المؤيدة للاصلاح في حملة جديدة من جانب السلطات. ورغم زيادة الضغط يتوقع ان يخرج مؤيدو المعارضة الى الشوارع مرة اخرى في 11 فبراير شباط عندما تحيي ايران الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الاسلامية عام 1979.

ويحرص أنصار المعارضة على استغلال مناسبات عامة في الجمهورية الاسلامية لتجديد احتجاجاتهم وبدء تداول الرسائل الخاصة بالاحتجاجات الجديدة على الانترنت. وقال خامنئي الذي انحاز بشكل فعلي الى المحافظين بدعوته الى اتخاذ اجراء اشد ضد المتظاهرين ان اعداء ايران يسعون للاضرار بوحدتها. وصور مسؤولون حكوميون الاحتجاجات الهائلة للمعارضة التي اندلعت عقب انتخابات يونيو بأنها محاولة مدعومة من الخارج لتقويض القيادة الدينية.

وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون الحكومي quot;على جميع الاطراف ذات الميول المختلفة ان تنأى بنفسها بوضوح عن الاعداء وعلى النخبة المؤثرة بالاخص ان تتجنب الادلاء بتعليقات ملتبسة.quot; وفي اشارة الى الاجتماعات الحاشدة التي عادة ما تنظم في ذكرى الثورة قال quot;الاعداء قلقون من الحضور الضخم لامتنا.quot; لكن في علامة على استمرار تحدي المعارضة اتهم الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي السلطات باطلاق quot;موجة ضغوط جديدةquot; ودافع عن الاشخاص الذين لا يزالون يحتجون على نتيجة الانتخابات.

وستغضب تصريحات خاتمي التي اوردها موقع برلمان نيوز Parlemannews الموالي للاصلاحيين على الارجح القيادة المحافظة التي اصدرت مرارا تحذيرات صارمة من تنظيم مثل هذه التجمعات الحاشدة. وقال خاتمي الذي ساند زعيم المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية quot;للاسف نشهد هذه الايام موجة جديدة من الضغوط وجولة جديدة من الاعتقالات.quot; وكان يتحدث في اجتماع مع المفرج عنهم ممن اعتقلوا عقب الانتخابات.

وأطلقت انتخابات يونيو التي يقول زعماء اصلاحيون انها زورت لتأمين فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد البلاد أسوأ أزمة داخلية في الجمهورية الاسلامية منذ ثلاثة عقود. وتنفي الحكومة اتهامات المعارضة بتزوير النتائج. وألقي القبض بعد الانتخابات على الاف المحتجين ومن بينهم اصلاحيون بارزون بتهمة اثارة القلاقل. وافرج عن معظمهم رغم صدور أحكام بالسجن تصل الى 15 عاما على أكثر من 80 شخصا. كما حكم بالاعدام على خمسة أشخاص.

كما تضاف الاضطرابات الداخلية في ايران الى التوتر مغ القوى الغربية التي تتهم طهران بالسعي لصنع قنابل نووية وهو اتهام ينفيه المسؤولون الايرانيون. وقال خاتمي الذي تولى الرئاسة بين عامي 1997 و 2005 ان الذين يقومون على شؤون ايران quot;لم يفعلوا شيئا سوى التسبب في مزيد من المشكلاتquot; في انتقاد حاد لحكومة احمدي نجاد المحافظة. وقال خاتمي quot;الشعب ادرك ان كثيرا من المحتجين لا يرغبون سوءا وان احتجاجاتهم صحيحة.

quot;السواد الاعظم من المحتجين متلزمون بالدستور والطرق السلمية للتعبير عن احتجاجهم.quot; وتندد الحكومة ووسائل الاعلام الحكومية بانتظام بالمتظاهرين وتصفهم بانهم quot;مثيرو شغبquot; يشعلون النار في الممتلكات العامة. ونقلت وكالة العمال الايرانية للانباء يوم الثلاثاء عن الشرطة الايرانية قولها ان المعلومات التي قدمها مواطنون ساعدتها على اعتقال 40 quot;مثيرا للشغبquot; شاركوا في احتجاجات الشهر الماضي. واعقبت هذه الاعتقالات القاء القبض على مئات الاشخاص في يوم عاشوراء نفسه. ومثل يوم الاثنين خمسة اشخاص أمام محكمة بطهران في اتهامات يمكن أن تصل عقوبتها الى الاعدام.