يرى سليم الحص أن مسألة تقسيم بيروت لدوائر انتخابية معتقدًا أن هذا يعني اللجوء إلى المنطق الطائفي، ويشدد الحص على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية إلا أنه يبدي تخوّفه من عدم حصولها لاعتبارات خاصة لدى بعض القوى والاطراف السياسية عائدة الى حسابات الربح والخسارة.

بيروت: رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص حريص على وحدة بيروت ، وهو يرفض تقسيمها الى دوائر في الانتخابات البلدية المنوي اجراؤها في شهر مايو ( أيار ) المقبل. وقد سارع صباح هذا اليوم خلال استقباله quot;إيلافquot; الى اصدار بيان بهذا الخصوص جاء فيه: quot; نسمع هذه الأيام تصريحات تدعو الى تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر في الانتخابات البلدية المقبلة ، يهمنا ان نعلن أننا ، كما كثير غيرنا، لا نقبل على الإطلاق بأي مساس بوحدة العاصمة. وتقسيمها سيكون من شأنه تكريس مبدأ الطائفية في الانتخابات البلدية وهذا ما لا يقبل به أحد quot;.

وفيما يرى الحص ان مسألة تقسيم بيروت تعني اللجوء الى المنطق الطائفي يلفت في الوقت نفسه الى ان جعل بيروت دائرة واحدة سيحمل الأصوات المسيحية على المطالبة باختيار ممثليها رافضة تحكم طائفة أخرى بهذا الخيار. ويشدد الحص على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية الا انه يبدي تخوفه من عدم حصولها لاعتبارات خاصة لدى بعض القوى والاطراف السياسية عائدة الى حسابات الربح والخسارة، وخوفها ألا يكون الفوز حليفها في هذه الانتخابات متوقفاً عند ما جرى في جلسة مجلس الوزراء أمس حيث تقرر تمديد ولاية المجالس البلدية الحالية شهراً باعتبار ان ثمة مجالس تنتهي ولايتها في 2 مايو ( أيار ) المقبل اي قبل عمليات الانتخابات بأيام قليلة.

ويعتبر الرئيس الحص ان موضوع التعينات الادارية والامنية هو المحك الحقيقي لمعرفة مدى قدرة الحكومة على مواجهة الملفات الشائكة وتخطي الصعاب خصوصًا انها تجمع الاضداد داخلها وتفتقر الى الانسجام مما يجعلها عرضة للاهتزاز عند أول مشكلة إذا لم يجر التفاهم حولها ، مع الاقرار بان كل من انضم الى هذه الحكومة لا يرغب في الخروج منها او اسقاطها.

وينفي الحص بشدة المعلومات التي ترددت أمس ، إثر استقباله رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي ، عن وجود اتجاه لتشكيل جبهة سنية موضحاً انهما لم يأتيا على ذكر هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد بل جرى استعراض مختلف المسائل التي تشغل الساحة اللبنانية ، وقد تسنى له التعرف على نجل الرئيس كرامي فيصل الذي يتهيأ على ما يبدو للانغماس في العمل السياسي.

وابدى الرئيس الحص استياءه من التصريحات التي اطلقها أمين سر حركة quot; فتح الانتفاضة quot; أبو موسى لجهة تحفظه عن طرح انهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات وكشف لـ quot; إيلاف quot; انه ابلغ الأخير خلال استقباله له قبل أيام استغرابه لمثل هذا الكلام الصادر عنه قائلاً له quot; معروف عني الوقوف الى جانبكم لكني سانقلب ضدكم في حال استمراركم باعتماد هذا التوجه quot;.

وذكر الحص انه لمس تراجعاً واضحاً في موقف أبو موسى إذ أكد له حصول تحريف في تصريحاته بعد ان حذف منها الاعلان عن استعداده الكامل للحوار مع الحكومة اللبنانية بغية ايجاد الحل الافضل لمسألة السلاح الفلسطيني.

ولا يوافق الرئيس الحص قول البعض بأن القرار 1559 بات بحكم الملغى ، مشيراً الى ان موضوع الالغاء من عدمه عائد الى الجهة التي صدر عنها هذا القرار وهي هنا مجلس الأمن ، كما ان على لبنان من وجهة نظره التمسك بكل القرارات الصادرة بشأنه ومنها القرار 425 والقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين.

هذا وتحدث الرئيس الحص عن لقائه الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد منوهاً بالاستقبال الحار الذي خصه به ، لافتاً الى انه جرى خلال اللقاء استعراض العديد من المواضيع التي تخص لبنان والمنطقة وقد سمع من الأسد ارتياحه لما آلت اليه الأوضاع بين لبنان وسوريا خصوصاً بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق ، حيث جرى التفاهم بينهما على ان الصراحة والصدق في التعاطي مع جميع المسائل المطروحة كفيلان بتطبيع العلاقات بين البلدين والارتقاء بها الى درجة تجعلها مثالاً يحتذى في العلاقات العربية ndash; العربية.