علمت إيلاف من مصادر واسعة الإطلاع أنّ السلطات الإماراتيَّة طلبت من الصحافيين المحليين والأجانب المتواجدين على أراضيها، عدم الاتصال بالوفد الاسرائيلي الذي زار البلاد للمشاركة في مؤتمر للوكالة الدوليَّة للطاقة المتجددة ارينا والذي انعقد في امارة أبو ظبي.

الشيخ محمد بن زايد مع شخصيات مشاركة في المؤتمر

إيلاف من أبو ظبي: منعت السلطات الإماراتيَّة الصحافيين العرب والأجانب المتواجدين على أراضيها من الاتصال بالوفد الإسرائيلي والمتمثّل بوزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو والذي شارك للمرة الأولى في مؤتمر للوكالة الدوليَّة للطاقة المتجددة (ارينا) في إمارة أبو ظبي. وكانت دولة الإمارات العربيَّة المتحدة قد أكدت أنَّ مشاركة الوزير الإسرائيلي لا تعني تطبيعًا للعلاقات بين البلدين. وعلمت quot;إيلافquot; من مصادر مقرّبة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أنَّه أوعز إلى الصحافيين العرب والأجانب المتواجدين في دولة الإمارات بعدم الاتصال بالوفد الاسرائيلي.

وأوضح مصدر في وزارة الخارجية الإماراتية لـ quot;إيلافquot; أن مشاركة الوفد الإسرائيلي quot;اندرجت في إطار التزام دولة الإمارات كبلد مضيفquot; لمقر الوكالة وللاجتماع الذي يعقد في العاصمة الإماراتية، لافتًا إلى أنَّ مشاركة الوزير الإسرائيلي quot;لا تبعات لها على مستوى العلاقات الثنائيةquot; بين الإمارات وإسرائيل، مستبعدًا أي تطبيع بين البلدين اللذين لا تربط بينهما علاقات دبلوماسية.

من جانبه، أعلن لانداو، الذي عاد الى اسرائيل بعدماقد ألقى خطابًا في المؤتمر، أعلن في اتصال هاتفي مع وكالة quot;آي بيquot; أمس انه لم يلتقِ أيًّا من المسؤولين الاماراتيين فيما كان يحضر المؤتمر، موضحًا أن الوفد الاسرائيلي دخل الى الامارات وفق quot;ترتيبات خاصةquot;، وأضاف: quot;كان عليهم (الاماراتيين) فعل ذلك بما أنهم التزموا جعل المشاركة في أنشطة الوكالة ممكنة لكل الدول الأعضاء، سواء أكانت لها علاقات أو لا (معهم)quot;، علمًا أن نشاطات الوكالة مفتوحة أمام المشاركة الإسرائيلية على اعتبار أن اسرائيل دولة عضو في الوكالة. كما صرح لاندو في اتصال هاتفي أجرته معه إذاعة الجيش الإسرائيلي: quot;للمرة الأولى هناك وزير إسرائيلي في أبو ظبي، وإنه أمر مهم بالنسبة إليناquot;. وأضاف: quot;حظينا باستقبال جيد، ولم نلتقِ بعد ممثلين لدول مسلمةquot;. يذكر أن لانداو يعد أحد قياديي حزب إسرائيل بيتنا المتشدد المشارك في الائتلاف الحكومي.

تجدر الإشارة إلى أنَّ البلدين الخليجيين الوحيدين اللذين أقاما علاقات تجارية مع إسرائيل هما قطر وسلطنة عمان. وقطعت السلطنة هذه العلاقات العام 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، فيما أغلقت قطر مكتب إسرائيل التجاري على أراضيها مطلع العام 2009 بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وكانت جامعة الدول العربية قد إعتبرت أخيرًا ان مشاركة إسرائيل في أي نشاط دولي تستضيفه الدول العربية، هو أمر تفرضه قواعد المنظمات الدولية في هذه الاجتماعات والمؤتمرات.

وفي القاهرة، شدّد مدير مكتب أمين عام جامعة الدول العربية هشام يوسف، على أنquot; العالم العربي لا يمكن أن يكون خارج النشاطات الدولية بسبب عضوية إسرائيل في آليات دولية مختلفةquot;، معتبرًا أن مشاركة إسرائيل في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في الإمارات quot;لا يمكن أن يوضع في خانة التطبيعquot;.

وقال يوسف إن دولة المقر للمنظمات الدولية والمؤسسات التابعة لها لا تستطيع أن تمنع أي عضو من أعضائها من المشاركة في أنشطتها، مشيرًا إلى أن quot;الولايات المتحدة على سبيل المثال وعلى الرغم من معارضتها لدخول رعايا بعض الدول إلى أراضيها، لا تستطيع منعهم من دخول الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الأمم المتحدةquot;.

وشارك في الدورة الثالثة للقمة العالمية، التي عقدت برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نحو 20 ألف شخصية، من 130 دولة، في مناقشات تتركز حول إيجاد حلول مجدية للتحديات العالمية في مجالات التغير المناخي، والطاقة.

واكتسبت القمة العالمية لطاقة المستقبل، والفعاليات التي سيتم تنظيمها على هامش quot;أسبوع الطاقةquot; الذي يتزامن مع انعقاد القمة، أهميتها لما تقدمه من حلول لعدد من القضايا الملحة، كالتغير المناخي، وسبل الاعتماد على الطاقة البديلة.