بارزاني مجتمعاً مع ممثلي الدول الاجنبية في كردستان

أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني رسميًّا أن مرشح التحالف الكردستاني للرئاسة العراقية المقبلة بعد الانتخابات التشريعية في آذار/ مارس المقبل هو الرئيس جلال طالباني، وأشار إلى أن الخارطة السياسيّة للعراق ستتغير بعد هذه الإنتخابات، موضحًا أن الأكراد سينشئون تحالفًا سياسيًّا مع قوى تؤمن بالعراق الفيدرالي بعدها وليس قبلها، مؤكدًا أن إقليم كردستان لم ولن يكونجزءًا من المشاكل الموجودة في العراق.

لندن: قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في كلمة أثناء اجتماعه في مصيف صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) مع القائد العام لقوات البيشمركة وقيادتي قوات كردستان وبيشمركة كردستان ان الخريطة السياسية للعراق ستتغير بعد الانتخابات وسيحتاج العراق الى امد بعيد لمبدأ التوافق. واشار الى أن موقع الاكراد وثقلهم بلغ حاليًّا أعلى مستوى، موضِّحًا انه سيقوم خلال ايام قليلة بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة الأميركية. معروف ان الاكراد يشكلون الان الكتلة الثانية حجمًا في مجلس النواب العراقي وتحتل شخصيتان كرديتان منصبين سياديين في الحكومة العراقية هما الرئيس جلال طالباني ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس اضافة الى ستة وزراء.

وأكّد بارزاني ان مرشح التحالف الكردستاني الذي يضم القوى والاحزاب الكردية للرئاسة العراقية الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من اذار (مارس) المقبل هو الرئيس الحالي جلال طالباني. وكان طالباني قدتولى منصبه الحالي في ايار (مايو) عام 2006 وقال مؤخرًا إنه غير راغب في تجديد رئاسته للجمهورية، إلا اذا كلفته القوى السياسية بذلك.

وحول الاوضاع السياسية في العراق أشار بارزاني الى أن الخريطة السياسية للبلاد ستتغير بعد الإنتخابات المقبلة وسيحتاج العراق ولفترة طويلة الى استمرار مبدأ التوافق، لكنه لم يدل بتوضيحات اوسع عن ماهية هذا التغير. واضاف ان الاكراد لن يشكلوا تحالفات قبل الإنتخابات وإنما بعدها وستكون quot;مع الذين يؤمنون بالدستور والعراق الفدرالي المتعدد الديمقراطي وفق الشراكة الصحيحة والسليمةquot;. وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم قد عرض على القادة الاكراد خلال زيارة لاقليم كردستان الاسبوع الماضي تشكيل جبهة سياسية موسعة بين مختلف الكتل السياسية لقيادة العملية السياسية بعد الانتخابات اعلن بعدها عن موافقة بارزاني وطالباني على ذلك.

معروف ان العراق يمر حاليًّا بأزمة سياسية نتيجة الخلاف بين القوى السياسية حول ابعاد هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث 11 كياًنا سياسيًّا و511 مرشحًا عن خوضها الامر الذي دفع دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا الى التدخل لدى القادة العراقيين في محاولة للتوصل الى حل لهذه المسألة. وقال الرئيس طالباني اليوم أن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن سيزور بغداد في موعد لم يحدده لمحاولة تاجيل قرارات حرمان مرشحين من الانتخابات.

واوضح ان بايدن سيأتي إلى العراق لدفع الحكومة العراقية لتعليق الإجراءات المتعلقة باستبعاد مئات المرشحين من الانتخابات إلى ما بعد اجرائها في السابع من آذار المقبل. وقال في مقابلة مع قناة quot;المستقبلquot; الفضائية أنه ليس من الواضح فيما إذا كان ذلك سيحظى بموافقة بغداد، مشيرًا الى إن الحكومة ستتصرف تبعًا لما فيه مصلحة العراق.

وفي كلمته اشار بارزاني الى أن مصير كردستان مرتبط ومتلازم بمصير قوات البيشمركة وقال quot;كلما كانت هذه القوات نظامية ودستورية وقانونية كلما زاد وارتفع وزن وثقل وموقع الاكراد في جميع المحافل الدولية والإقليميةquot;.

وأشار الى ان توحيد قيادتي قوات البيشمركة للحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني) سيؤدي الى شعور المواطنين بالأمل والسؤدد والارتياح.. وقال quot;لقد اتفقنا مع طالباني على توحيدهما في قيادة موحدة بشكل يمنح ضمانًا وقوة للبرلمان والحكومةquot; بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الاقليم. وشدد بارزاني على حرصه quot;تحريم قتل الكردي لاخيه الكردي في مطلق الأحوالquot; وقال أن ذلك يتحقق من خلال توحيد قوات البيشمركة التي دعا منتسبيها الى الأمتناع عن الأرتباطات الحزبية.

وقبل ذلك بحث بارزاني مع ممثلي الدول الأجنبية الستة عشر في إقليم كردستان وسائل تطوير علاقات بلدانهم مع الاقليم وخاصة في المجالات السياسية والتجارية. وقدم بارزاني لممثلي الدول الاجنبية من القناصل عرضًا عن الاوضاع في الاقليم مؤكدًا بالقول quot;أننا نؤمن بالديمقراطية وإن كافة المكونات تعيش بحريةquot;.. واضاف quot;صحيح أننا في بداية العملية الديمقراطية ولكننا تقدمنا خطوة جيدة في هذا المجالquot;.

واكد quot;أن الإقليم لم ولن يكون جزءًا من المشاكل الموجودة في العراق، بل ربما كان لنا الدور الرئيس في معالجة تلك المشاكل ونحن في عراق فدرالي لنا ثقة بالدستورquot;. وحول الإنتخابات القادمة لمجلس النواب العراقي تمنى بارزاني أن تكون النتائج محل رضا جميع العراقيين.. مشددًا على رغبة إقليم كردستان في بناء علاقات صداقة جيدة مع الدول الأجنبية والاخرى المجاورة. وشارك في الاجتماع ممثلو 16 دولة اجنبية ممثلة في الاقليم بينها المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية والسويد وايران والدانمارك وممثل عن الأمم المتحدة.