تعرّض زواج رئيس الوزراء المصري د. أحمد نظيف للانتقادات من جانب الكثيرين من شباب مصر،خصوصًا من هم في منتصف العشرينات، والذين تحرمهمالاعباء المالية من تحقيق حلمهم بإتمام عقد القران او حتى شراء خاتم الزواج.

القاهرة:برغم الزوبعة الإعلامية والشعبية التي رافقت الإعلان عن خبر زواج رئيس الوزراء المصري د. أحمد نظيف للمرة الثانية على السيدة زينب زكي نائبة رئيس هيئة تنمية تقنية المعلومات بوزارة الاتصالات، بعد وفاة زوجته الأولى العام الماضي، وما صاحب ذلك من انتقادات لجدوى إصدار مجلس الوزراء بياناً يعلن فيه الخبر، وغيرها من الأمور التي استقطبت اهتمام النخبة والعامة في البلاد للحديث بشأنها في ما يتعلق بتلك الزيجة، إلا أن صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية كان لها تناول آخر، حيث قالت إن زواج نظيف لم يُؤخذ على محمل الجد من جانب كثيرين من الشبان المصريين، وبخاصة من هم في منتصف العشرينات، الذين تحرمهم أعباؤهم المالية من تحقيق حلمهم بإتمام عقد القران.

ثم تمضي الصحيفة لتقول إنه وفي الوقت الذي أبدى فيه بعضهم سعادة لمعرفتهم أن نظيف سيكرر تجربة الزواج بعد وفاة زوجته الأولى قبل بضعة أشهر، بدأ آخرون في تدشين مجموعة شبابية على شبكة التواصل الاجتماعي quot;الفايس بوكquot; تحت مسمى quot;لماذا يتزوج نظيف ونحن لا ؟ quot;.

وتلفت الصحيفة هنا إلى أن تكاليف الزواج في مصر أضحت باهظة للغاية بالنسبة لكثيرين، وفي ظل وجود ما يقرب من 40 % من السكان يعيشون بأقل من دولارين يوميًّا، مع ارتفاع مستويات البطالة، لا تقوى أعداد تقدر بالملايين من الشبان على الزواج نتيجة لصعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية.

وتنقل الصحيفة في هذا السياق عن مؤسس تلك الحملة التي أُطلِقت أخيرًا على الفايس بوك، قوله: quot;يمر الشباب المصري ، ذكورًا وإناثًا، بحالة من التعثر نتيجة الأزمة الإقتصادية، ونحن إذ نتساءل لماذا يتمكن نظيف من الزواج مرتين، في حين لا يمكننا نحن حتى أن نتحمل شراء خاتم زواجquot;.

ويضيف بقوله :quot; أبلغ من العمر 28 عاماً، وليس بإمكاني أن أجد عملا ً مناسباً وأن أتزوج. هل سألت نفسك ( يا نظيف ) كم عدد المصريين الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين ولا يستطيعون الزواج قبل أن تتخذ قراراً بالزواج للمرة الثانية ؟quot;.

ومع هذا، تمضي الصحيفة لتقول إن الشباب المصري لم يكن الفئة الوحيدة التي أثيرت مشاعرها عند الإعلان عن خبر إتمام الزواج الشهر المقبل، حيث أعرب آخرون عن استيائهم من توقيت الإعلان، لأنه جاء في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التوتر نتيجة أعمال العنف الطائفي التي شهدتها مدينة نجع حمادي مطلع شهر كانون الثاني/ يناير الجاري ndash; وراح ضحيتها ستة من الأقباط وأمين شرطة مسلم ndash; كما أنه جاء في غمرة موجة السيول التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص وشردت مئات آخرين في شبه جزيرة سيناء وجنوب مصر.

كما تقدم النائب، مصطفى بكري، بطلب إحاطة إلى د. أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المصري، حول إعلان الصحف المصرية خبر quot;عقد قران الدكتور نظيف الشهر المقبلquot;، قائلا ً إن أمورا ً مثل هذه يجب أن تكون شخصية، وأن المصريين لديهم قضايا أكثر حرجًا من بينها الفقر والفساد، التي ينبغي القلق بشأنها على نحو أكبر. جدير بالذكر أن د. نظيف أصبح أصغر رئيسًا للوزراء في تاريخ مصر عندما كلفه الرئيس مبارك بتشكيل الحكومة في تموز / يوليو عام 2004.