عمت حال من الاستياء الأوساط الحقوقية السعودية، بعد وضع السلطات الأميركية المسافرين القادمين إليها من المملكة ضمن قائمة تضم أيضاً رعايا 13 دولة أخرى سيجري تشديد الإجراءات بحقهم.وأكد عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان المشرف على مركز النشر والإعلام الدكتور عثمان المنيع لـ laquo;الحياةraquo; أن هيئته تتابع بحرص جهود وزارة الخارجية السعودية واهتمامها الكبير بالإجراءات التي فرضتها السلطات الأميركية على المسافرين القادمين من المملكة، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية السعودية على اتصال مع نظيرتها الأميركية للتأكد من تلك الإجراءات في ما يخص المواطنين السعوديين.

ولفت إلى أن هيئة حقوق الإنسان لن تتردد في القيام بواجبها في حال تلقيها أي شكوى من أي مواطن سعودي بخصوص تلك الإجراءات سواءً من داخل المملكة أو خارجها. وقال المنيع: laquo;لمسنا في هيئة حقوق الإنسان اهتماماً كبيراً من وزارة الخارجية بهذا الأمر، وهناك اتصالات بين الجهات المعنية في البلدين بخصوص تلك الإجراءات، وإذ نتابع هذا الاهتمام نثق بحرص وزارة الخارجية على مصلحة المواطنين وضمان حقوقهم، وبدورنا لن نتردد في عمل أي شيء يهم حقوق المواطن داخل المملكة وخارجهاraquo;.

من جهتها، أصدرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أمس بياناً، استنكرت من خلاله الإجراءات الأميركية، ووصفت الجمعية تلك الإجراءات بالتعسفية والتي تمس كرامة وحرية الإنسان وتخالف بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على عدم جواز التمييز بين الناس بسبب الجنس أو الجنسية، وهو ما خالفته السلطات الأميركية بحسب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، باتخاذها إجراءات ضد المسافرين القادمين من 14 دولة من بينها السعودية. وأضافت أن سعي الولايات المتحدة للحفاظ على أمنها لا يبرر لها اتخاذ إجراءات تمس بحرية جنسية بعينها بسبب ما قد يصدر عن أناس يحملون هذه الجنسية أو تلك من الخارجين عن القانون.

وطالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السلطات الأميركية في بيانها بإعادة النظر في تلك الإجراءات بما يضمن عدم التعدي على كرامة المواطنين السعوديين وحريتهم أو الانتقاص من إقامة شعائرهم الدينية. وأعربت معظم الدول الـ14 التي صنفتها القائمة الأميركية ما بين دول راعية للإرهاب وأخرى محل اهتمام الإرهابيين عن استيائها بشكل رسمي من وجود اسمها ضمن القائمة، وبينما جاءت احتجاجات تلك الدول عن طريق وزارات خارجيتها تولى وزراء الإعلام في استياء من دول أخرى توضيح استيائهم الشديد مع التهديد بإمكان معاملة الرحلات القادمة من الولايات المتحدة إلى أراضيها بالمثل.

ولم تقتصر الإجراءات على التفتيش الذاتي وتفتيش الحقائب واجتياز عمليات فحص متقدمة للكشف عن المتفجرات، أو التصوير بالأشعة، بل أعلنت السلطات الأميركية بحسب تقارير صحافية عن إضافة إجراءات أخرى إلى تلك القائمة، لتشمل منع المسافرين من دخول دورات المياه قبل ساعة من وصول الطائرة، وعدم السماح لهم في الوقت نفسه باستخدام الأغطية، وتعطيل الخرائط الإلكترونية في شاشات الطائرة التي تحدد مسارها، وهو ما جعل بعض السعوديين يتخوفون من إمكان منع السلطات الأميركية للصلاة على متن طائرات الخطوط السعودية المتوجهة إلى الولايات المتحدة، أو منعهم من القيام من مقاعدهم طوال الرحلة، وذلك في حال ظلت قائمة الإجراءات الاحترازية الأميركية مفتوحة وقابلة للإضافة كما حصل أخيراً.