حصلت صنعاء على إلتزام قوي من الدول العظمى بدعمها في حربها ضد تنظيم القاعدة خلال الاجتماع الدولي الذي استضافته لندن الاربعاء، وذلك بحسب بيان صادر عن الاجتماع. وقد رحبت الدول المشاركة في الاجتماع quot;بإلتزام المجتمع الدولي بدعم حكومة اليمن في حربها على تنظيم القاعدة.
لندن : أكد مؤتمر لندن الدولي في ختام اجتماعه ليلة الاربعاء إلتزامه بتقديم الدعم للحكومة اليمنية في مواجهة القاعدة والمزيد من الدعم الامني خاصة الدعم لخفر السواحل اليمنية وبدء عملية رسمية لأصدقاء اليمن تتعامل مع تحديات أوسع تواجهها البلاد من اجل مواصلة الدعم المتواصل لها حيث تم الاتفاق على العمل معًا لاستئصال الجماعات الارهابية التي تهدد الأمن في المنطقة وما وراءها وذلك بعلاج الأسباب التي تمثل جذور التطرف... فيما قال وزير الخارجية اليمني إن ما خرج به المؤتمر يلبي المطالب اليمنية في تقديم الدعم التنموي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم الأوضاع السياسية وظاهرة الإرهاب.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلبياند خلال مؤتمر صحافي مع وزيري خارجية اليمن أبو بكر القربي والولايات المتحدة هيلاري كلينتون إن الاجتماع الذي شارك فيه أكثر من عشرين مندوبا دوليا ناقش سبل دعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني. وأضاف quot;نعلم أن القاعدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار حيثما تسنى لها ذلك وأن الحكومة اليمنية تعمل منذ أمد لمواجهة ما يتهددها من خطر الإرهاب وقد كان من ابرز ملامح الدعم الذي نقدمه لليمن البدء بالتحديات الأمنية والتصدي لجذور الإرهاب وأسبابهquot; . واشار الى انه quot;في حالة اليمن الأسباب كثيرة، اقتصادية واجتماعية، وأريد التشديد هنا على أن عددًا من الدول الممثلة في هذا اللقاء يساورها القلق بشأن التحديات التي تواجهها اليمن منذ أمد، وكذلك بالنسبة إلى الأصدقاء في اليمنquot;.
وأكد ان الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة دعمًا لليمن quot;وكما ستلاحظون أننا نركز على احترامنا لسيادة اليمن واستقلاله والتزامنا بعدم التدخل في شؤونه الداخلية وكما تعرفون أننا في 2006 عقدنا مؤتمرًا في لندن خلصنا فيه إلى الالتزام بتعزيز الدعم لليمن من جهات ومؤسسات ودول مانحة، أدى إلى تعهدات بحوالي خمسة مليارات دولار لكن معظم تلك الأموال لم تنفق وهذا هو الموضوع الذي حاولنا التصدي له اليوم إذ نركز على جوهر قضايا ومشاكل اليمن بالعمل على نحو وثيق مع الحكومة اليمنيةquot;.
واضاف ان المؤتمر قرر ان تشمل مقررات الاجتماع قضايا مختلفة والتصدي للقضايا الاقتصادية والمشهد السياسي في اليمن من خلال الاتفاق على خمس قضايا رئيسة لتحقيق تقدم نحو ذلك وهي :
أولا: التزام اليمن بمواصلة برنامج الإصلاح والالتزام ببدء مناقشة برنامج لصندوق النقد الدولي للإصلاح وهذه قضية ركز عليها مندوب الصندوق الدولي لتقديم برنامج الإصلاح ومساعدة الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات في هذا المجال.
ثانيًا: إعلان مجلس التعاون الخليجي عن استضافة اجتماع لدول المجلس والجهات والدول المانحة الغربية هذا الاجتماع يكرس لبحث سبل توزيع وتقديم الدعم لليمن ومساعدة الحكومة اليمنية على تحديد أولوياتها.
ثالثا: المجتمع الدولي ممثلاً في هذا الاجتماع يلتزم بتقديم الدعم للحكومة اليمنية في مواجهة القاعدة بموجب كل القرارات الدولية.
رابعًا: اتفق المؤتمرون على تقديم المزيد من الدعم في عدد من القضايا الأمنية الأوسع نطاقا خاصة الدعم لخفر السواحل اليمنية من قبل جهات مختلفة.
خامسًا: اتفقنا على بدء عملية رسمية لأصدقاء اليمن تتعامل مع تحديات أوسع نطاقا يواجهها اليمن ومن ذلك مجموعة عمل حول الحكم والعدالة وتعزيز سلطة القانون بحيث يتم عرض نتائج عملها إلى اجتماع لاحق في اذار (مارس) المقبل مارس هذه هي القضايا المتعلقة بالدعم المتواصل لليمن من المجتمع الدولي..
من جانبه أكد القربي أن ما خرج به مؤتمر لندن حول اليمن يلبي المطالب اليمنية في تقديم الدعم التنموي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم الأوضاع السياسية وظاهرة الإرهاب.
وقال quot;لقد أنجزنا في هاتين الساعتين ما لا ينجز في أيام في بعض المؤتمرات وكان الحديث مركزًا وفي منتهى الشفافية يؤكد على عملية الشراكة بين اليمن وأصدقائها وأنها ستأتي تلبية لما يريده اليمن وبما يدعم وحدته وأمنه واستقراره وسيادته كأساس لأمن وسلامة ليس اليمن فقط وإنما المنطقة والاستقرار في العالمquot;. وأضاف quot;إن ما ستقوم به هذه الدول مع اليمن هو مساعدته لتنفيذ أجندته الوطنية للإصلاحات والسير في طريق مكافحة الإرهاب والاهم من ذلك خلق الأجواء التي تساعد على إيجاد الحلول السياسية للأوضاع السياسية في اليمن من خلال الحوارquot;.
وأعرب وزير الخارجية اليمني عن الامتنان لحضور كلينتون المؤتمر وتخلفها عن المشاركة في خطاب حالة الاتحاد الذي عادة ما يتطلب وجودها في الولايات المتحدة عندما يلقيه الرئيس الأميركي ما يعكس اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بأوضاع اليمن وحرصها على تقديم رؤيتها إلى جانب رؤى العديد من الدول المشاركة عربيا وأوروبيا وأميركيا وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن يعكس بمجملة الاهتمام بالوضع في اليمن والاستعداد لمساعدته.
وفي ختام الاجتماع سلم رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور الى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون رسالة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حول العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وتضمنت الرسالة التعبير عن الامتنان والشكر للقيادة البريطانية على مواقف المملكة المتحدة الداعمة والمساندة لليمن وأمنه واستقراره ووحدته ومسيرته التنموية والديمقراطية. وكذا الشكر والتقدير لرئيس الوزراء البريطاني على مبادرته للدعوة لاجتماع لندن الخاص بأصدقاء وشركاء اليمن.quot; كما قالت وكالة quot;سبأquot; الرسمية اليمنية .
الشمال يخشى التقسيم والجنوب يطالب بدعم الانفصال مؤتمر لندن يطرح تساؤلات حول اليمن بعد مخاطر القرصنة خليج عدن يواجه تهديد القاعدة |
وأشاد مجور خلال اللقاء بالجهود التي بذلتها الحكومة البريطانية من أجل إنجاح هذا الاجتماع الدولي الهام بهدف حشد الدعم الدولي لليمن ومسيرته التنموية وأمنه واستقراره ووحدته وكذا دعم جهوده للتغلب على التحديات التي يواجهها في الوقت الراهن ما كفل للاجتماع الخروج بنتائج قيمة ومثمرة. مشيرًا إلى أن نتائج اجتماع لندن سيعزز الشراكة القائمة بين اليمن وأشقائه وأصدقائه في سبيل تسريع وتائر التنمية الشاملة في اليمن.
وإعتبر احتضان لندن لهذا الاجتماع بأنه انعكاس لعلاقات الصداقة القوية والمتنامية بين البلدين الصديقين وامتدادا للدعم البريطاني المتواصل لليمن سواء من خلال التعاون الثنائي بين البلدين أو في إطار الإتحاد الأوربي أو عبر حشد الدعم الدولي والذي تجسد من خلال هذا الاجتماع أو من خلال مؤتمر المانحين بلندن عام 2006.
من جهته، عبر براون عن ارتياحه للنجاح الذي حققه اجتماع لندن الخاص باليمن معتبرًا مشاركة أصدقاء وشركاء اليمن بفاعلية في الاجتماع بأنه يعكس حرص المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب اليمن لمواجهة التحديات الماثلة أمامه في الظروف الراهنة ودعمهم لمسيرته التنموية وأمنه واستقراره والحفاظ على وحدته ومساندة جهوده لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد براون وقوف المملكة المتحدة إلى جانب اليمن وحرصها على مواصلة دعمها لأمنه واستقراره ووحدته ومساندتها لجهوده في سبيل التغلب على التحديات الماثلة أمامه في الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية وغيرها. وتناولت المباحثات بين رئيسي وزراء البلدين العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين اليمن وبريطانيا وآفاق تنميتها وتوسيعها في المجالات كافة وفي مقدمتها الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ومكافحة الإرهاب والقرصنة.
وعلى الصعيد نفسه فقد بحث نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية اليمني رشاد العليمي مع وزير الدفاع البريطاني بوب اينسوورث التعاون الثنائي بين البلدين وآفاق تعزيزه وخصوصًا الدعم الفني للأجهزة الأمنية وفي مقدمتها قوات خفر السواحل وقوات مكافحة الإرهاب بجانب التعاون في جوانب التدريب والتأهيل.
وأثنى الهليمي على الدعم الذي تقدمه بريطانيا لمسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن بجانب دعمها ومساندتها لجهوده الأمنية منوها بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات اليمنية البريطانية. .. اما الوزير البريطاني فقد اكد حرص بلاده على تعزيز التعاون مع اليمن ودعم قدراته الأمنية بما يعزز جهوده في مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة البحرية مشددًا على أن أمن اليمن يشكل مرتكزًا مهما لأمن المنطقة.
كما اجتمع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اليمني مع عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية البريطانية. حيث جرت مناقشة جوانب التعاون الأمني بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزه وتطويرها،ولا سيما في مكافحة الإرهاب فضلاً عن مناقشة جوانب الدعم البريطاني للأجهزة الأمنية في اليمن.
التعليقات