نهاد المشنوق وسعد الحريري (أرشيف)لا يبدو النائب نهاد المشنوق شديد التشاؤم إزاء ما يجري في لبنان وما تشهده الساحة المحليَّة من صخب سياسي بفعل الخلاف المستحكم بين فريقي الأكثرية والمعارضة حول المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، رغم الضيق الذي ينتابه من الأجواء المضطربة والمواقف عالية النبرة التي تنطلق من هنا وهناك، خصوصًا quot;على جبهة حزب الله الذي ذهب أحد نوابه ( نواف الموسوي ) إلى حد تشبيهه من يتقبل القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة والمتضمن اتهاماquot; لعناصر من الحزب بالضلوع في جريمة الاغتيال بالغازي الإسرائيلي الذي سيتعامل معه الحزب على هذا الأساس معينا quot;نفسه رئيساquot; لضابطة الاعتداء في محاكم التفتيش.

بيروت: رأى النائب نهاد المشنوق عضو كتلة quot;المستقبلquot; في حديث خاص لـquot;إيلافquot; خرق احتجابه عن الاطلالات الإعلاميّة في الوقت الحاضر، أنّ مثل هذه التوترات والتصريحات واللجوء إلى لغة التهديد والوعيد لا تؤدي إلى نتيجة خصوصًا quot;أن طبيعة الأزمة التي نمرّ بها تستدعي روية وتفكيرًاquot; وحكمة قبل التلفظ بأي كلام، لافتًا quot;إلى أنَّه من السهل جدًاquot; إطلاق الاتهامات والشتائم التي لن تؤدي الى مكان فهي لن توقف المحكمة ولن تغير في القرار الظني فيما الحوار الهادئ والمقنع يبقى الاجدى للوصول الى حل خصوصًا quot;أن الكل يجاهر بالحرص على العيش المشترك والوحدة الوطنية.

هذا ويستوقف المشنوق الهجوم المركز الذي يشنّ على رئيس الحكومة سعد الحريري من قبل المعارضة متسائلا quot;هل قدّم له عرض واحد عاقل وعادل ومضمون يشكل مشروع تسوية حتى يحكم على ردّ فعله تجاهه ويتبين الخيط الأبيض من الأسود لمساره أم ان المطلوب يقرأ من عنوانه ومفاده أن على الرئيس الحريري أن يقدم على الانتحار السياسي والمعنوي ولو تدريجياquot;.

وتلقف النائب المشنوق ما أدلى به وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية بشأن المحكمة الدولية والقرار الظني وتلويحه بوقوع فتنة في لبنان جراءهما، باستغراب من منطلق مخالفته طبيعة الدور السوري الجامع للمرة الأولى منذ عشر سنوات والذي يعوّل عليه لترسيخ الاستقرار في لبنان وحماية عروبته بعد أن التزمت دمشق رعايته في إطار المعادلة المتعارف عليها بـ quot;السين ndash; السينquot;.

ويعتبر المشنوق أنَّه رغم الكلام quot;النافرquot; الصادر عن المعلم فإنَّ لا تغيير quot;جذرياquot; في السياسة السورية من وجهة نظره، مدرجًا quot;موقف الاخير في خانة الضغط على أطراف معينة راهنت على الدور السوري المشار اليه إلا أنها أصيبت بخيبة نطالب القيادة السورية بتصحيحها خصوصاquot; بعد أن كثر في الآونة الاخيرة إقدام قيادات وشخصيات في المعارضة على رفع وتيرة الصراخ والتهجم على خصومهم بعد كل زيارة يقومون بها الى دمشق.

ويعوّل النائب المشنوق على رئيس مجلس النواب نبيه بري أو quot;الدكتورquot; كما يسميه لابتداع حلول للوضع الراهن المتشنج كما فعل في محطات عدة منها وصفته المعروفة بـ quot;طاولة الحوار الوطنيquot; والعلاج بـ quot;السين ndash; السينquot;.

ويستبعد المشنوق حصول تغيير حكومي ذاهبا الى حدّ القول إنّه quot;من الآن وحتى إجراء الانتخابات النيابية في العام 2013 لا رئيس حكومة الا سعد الحريري كما لا يمكن لأي كان أن يحل محله ما لم يحز على موافقته هذا اذا استدعت تسوية ما ذلك ونالت هي الأخرى رضا ومباركة الشيخ سعدquot;.

وفي هذا الإطار ينوه عضو كتلة المستقبل هنا بالرزانة الثابتة وسعة الصدر اللتين يتحلى بهما الرئيس الحريري، حيث لم تصدر عنه في الاجتماعات المتلاحقة للكتلة أو خلال لقاءاته مع أعضائها أي ردّة فعل غاضبة إزاء ما يتعرض له من هجوم واتهامات شتى مثنيا quot;على الخطاب الهادئ الذي يعتمده بعناوينه الوطنيةquot;، مسجلاً بأن الحريري على ما يبدو quot;يجوهرquot; في الأزمات.