اعتبرت مصادر أوروبية أن زيارة مساعد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط لدمشق تؤكد أن دور الاخيرة في عملية السلام قادم.

دمشق: يصل إلى دمشق مساء اليوم الأربعاء مساعد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط فريدريك هوف في إطار جولة شرق أوسطية لاستئناف البحث في سبل إحياء السلام في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يلتقي هوف غداً عدداً من المسؤولين السوريين على رأسهم وزير الخارجية وليد المعلم ونائب الرئيس فاروق الشرع، في إطار سعي الولايات المتحدة لترتيب أوراق ملف السلام المتعثر في المنطقة على جميع المسارات.

ورأت مصادر دبلوماسية أوروبية أن زيارة هوف، وقبلها زيارة المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل ولقاء المعلم بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك هي quot;تلميحات مبكّرة استباقية، فيها طمأنة لدمشق وبيروت بأن دورهما في عملية السلام قادم لا محالة ريثما تنتهي واشنطن من إكمال مسيرة السلام الفلسطيني ـ الإسرائيليquot;.

وأضافت quot;ربما كانت أيضاً محاولة لدفع سوريا ولبنان باتجاه دعم جهود جولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، طالما أن نجاحها سوف يفسح المجال أمام تحقيق واشنطن للمزيد من التقدم في ملفات السلام مع دمشق وبيروتquot; وفق قولها.

وأضافت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;من غير الممكن أن يتابع ميتشل أو مساعده المهام إذا لم يكن هناك أمل في تفاهم مع السوريين والإسرائيليين حول مجمل خريطة الطريق لعملية السلامquot; حسب تعبيرها.

وكان ميتشل قد زار دمشق الشهر الماضي واجتمع بالرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لم يصدر أي تعليق سوري فيما يخص المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتركوا المهمة لميتشل الذي تحدث كلاماً عمومياً شدد على أن الجهود الأميركية على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا تتعارض أو تتناقض مع الجهود على المسار السوري ـ الإسرائيلي، ولم يذكر أي شيء عن موقف سورية من هذه المفاوضات.

وأوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الروماني تيودور باكونسكي أن زيارة هوف quot;روتينيةquot;، وشدد على أنها ستتناول quot;عمومياتquot;، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية لا تزال تركّز على المسار الفلسطيني الإسرائيلي.

وجدد رئيس الدبلوماسية السورية التأكيد على أن الأساس لإطلاق عملية السلام هو الموقف الإسرائيلي والإرادة السياسية الإسرائيلية لصنع السلام، وأكّد إذا التزمت حكومة بنيامين نتنياهو بالانسحاب من الجولان إلى خط الرابع من حزيران 1967 فإن السوريين جاهزين للعودة للمفاوضات غير المباشرة من النقطة التي توقفت عندها عبر الوسيط التركي.

المعلم: مذكرات التوقيف السورية إجراء قضائي بحت

هذا وأكد المعلم الاربعاء ان مذكرات التوقيف التي اصدرها القضاء السوري بحق 33 لبنانيا في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري هي quot;اجراء قضائي بحتquot;. وقال المعلم إن quot;مذكرات الجلب بكل بساطة اجراء قضائي بحتquot;.

وكان القضاء السوري اصدر مذكرات توقيف بحق لبنانيين وعرب واجانب بينهم سياسيون وامنيون وقضاة واعلاميون قريبون من رئيس الحكومة سعد الحريري ادعى عليهم المدير العام السابق للامن العام اللبناني جميل السيد قبل عام متهما اياهم بالتورط في quot;فبركة شهادات زورquot; يقول انها تسببت بسجنه لمدة اربع سنوات في قضية اغتيال الحريري الذي قضى في تفجير شاحنة مفخخة في 14 شباط/فبراير 2005 في بيروت.

وردا على سؤال في شان المحكمة الخاصة بلبنان، قال المعلم ان quot;المحكمة شأن لبناني بحت ولا شأن لاحد بهذه المحكمة سوى لبنانquot;، داعيا اللبنانيين الى quot;ان يقرروا ما هو في مصلحتهم وما هي الوسائل التي تحول دون تعزيز استقرارهمquot;.

واضاف quot;من الطبيعي ان تسعى القيادات اللبنانية الحريصة على استقرار لبنان والسلم الاهلي فيه لازالة اسباب التوترquot;. واضاف quot;ما زالت الجهود السعودية-السورية متصلة لان الهدف هو استقرار لبنان، لكن هذا الاستقرار لا يصنع في الخارج، يصنعه اللبنانيون انفسهمquot;.

ويتوقع حزب الله حليف دمشق والذي يدعم السيد، ان يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان في كانون الاول/ديسمبر على الارجح قرار يتهمه quot;ظلماquot; بالتورط في اغتيال رفيق الحريري. وهو يطالب باحالة المتورطين في قضية quot;شهود الزورquot; امام القضاء.