يدفع الوضع الاقتصاديّ الصّعب بفلسطينيي الضفة الغربية إلى العمل في المستوطنات الاسرائيليّة.

معبر بيت سيرا: منذ الصباح الباكر يحتشد عمال فلسطينيون من كل الاعمار يحتشدون امام معبر بيت سيرا المؤدي الى مستوطنة موديعين عيليت طلبا للعمل بسبب عدم توفر فرص عمل في الضفة الغربية المحتلة.

ولسان حالهم كلمة واحدة: اذا لم يتوافر quot;بديلquot; في الاراضي الفلسطينية، تبقى كل الاحتجاجات على التوسع الاستيطاني، وحتى منع العمل في المستوطنات الذي تنوي السلطة الفلسطينية اعلانه، حبرا على ورق.

ويقول ابو صفية الشاب العامل في مجال البناء ان quot;التجميد جزئي جدا، انه تجميد اعلامي، مادة تلفزيونيةquot;، قاصدا بذلك التجميد الاسرائيلي عشرة اشهر لاعمال البناء الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة والذي انتهى في 26 ايلول/سبتمبر.

ويضيف ان quot;البناء هنا لم يتوقفquot;، قبل ان يتوجه الى معبر بيت سيرا المؤدي الى موديعين عيليت ومستوطنات اخرى يفصلها عن باقي اراضي الضفة quot;جدار الفصلquot; الاسرائيلي كما يسميه الفلسطينيون.

والقسم الاكبر من العمال الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون عند مدخل المستوطنات، يعمل في ورش بناء استثناها قرار التجميد لانها كانت قد بدأت قبل صدوره.

ويقول ابو صفية quot;اعمل لحسابي والاجور افضل وثمة فرص عمل كثيرةquot;، مضيفا quot;يمكن ان نكدح مئة عام لدى السلطة الفلسطينية من دون ان نكسب ما يكفينا لنعيشquot;.

ويعمل حوالى 11 الف فلسطيني يوميا في المستوطنات، كما تفيد الاحصاءات الرسمية الفلسطينية، لكن وزراء فلسطينيين يقولون ان العدد يبلغ 25 الف فلسطيني يعملون في مستوطنات الضفة، يضاف اليهم حوالى 60 الفا يعملون داخل اسرائيل. ويناهز متوسط اجرهم اليومي 150 شيقل (30 يورو او 42 دولارا)، اي حوالى ضعف ما يحصلون عليه في الاراضي الفلسطينية.

ويتسلل الاف آخرون بطريقة غير شرعية بحثا عن عمل في اسرائيل، معرضين بذلك حياتهم للخطر احيانا، على غرار عز الدين كواسبة الذي قتله في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر حارس حدود اسرائيلي في القدس.

ولدى اقرار الحكومة الاسرائيلية التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، اعتبره المسؤولون الفلسطينيون غير كاف وخصوصا لانه يستثني الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية.

ويقول ابو حسين، وهو بدوره عامل بناء مياوم ان quot;التجميد مطلب طبيعي. لكن كل شيء على غرار مشروع رئيس الوزراء سلام فياض لمنع العمل في المستوطنات، لا معنى له، الا اذا قدم لنا بديلا. وحتى الان ليس لدينا حل آخرquot;.

ويؤكد رفيقه ابو محمد ان quot;وقف الاستيطان مطلب شرعي من اجل السلام، لان المستوطنات اقيمت في وسط مدننا وقراناquot;.

ومن اجل الوصول الى معبر بيت سيرا، يتعين على العمال الفلسطينيين اجتياز الطريق 443 المخصص منذ عشر سنوات للاسرائيليين وحدهم، او المرور قربه، وهو طريق يسميه منتقدوه quot;طريق التمييز العنصريquot;.

وقد استعاد الفلسطينيون في ايار/مايو حق المرور على هذا الطريق الذي يربط القدس بتل ابيب، وسط مجموعة من الشروط.

ويقول احد آخر الواصلين قبل اقفال البوابات في الساعة 6,30، الشاب احمد حرفش العامل في المجال الزراعي في مستوطنة ميفو هورون الواقعة الى الجنوب، quot;نريد تجميد الاستيطان بكل اشكالهquot;، مضيفا quot;لكن على السلطة الفلسطينية استحداث فرص عمل، وعندئذ تختفي المستوطنات تلقائياquot;.

وفي الانتظار، فقد هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتعليق المفاوضات مع اسرائيل بسبب استئناف الاستيطان.