وافقت إسرائيل على قانون يشترط على كل من يرغب في الحصول على الجنسية الإسرائيليّة أن يؤدي قسم الولاء لدولة إسرائيل باعتبارها دولة يهودية ديموقراطية.

تل أبيب: أكدت صحيفة الغارديان اليوم ان قانون quot;قسم الولاءquot; الإسرائيلي تمييزي واضح صمم ضد الفلسطينيين العرب مشيرة الى وجود 20 مشروع قانون تمييزي آخر في جعبة الحكومة الاسرائيلية.

واوضحت الغارديان ان المشاريع الاخرى التي في جعبة اسرائيل تتضمن مشروع قانون الولاء لأعضاء الكنيست، وآخر يحظر إحياء ذكرى النكية، وثالث يعتبر عدم الاعتراف بإسرائيل جريمة، ورابع يحظر على سكان الأقليات دخول المستوطنات اليهودية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أن المفاوضات التي يجريها الزعماء الإسرائيليون مع الجانب الفلسطيني هي للاستهلاك الخارجي فقط، وتدعي أن إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين بشكل مباشر دون شروط مسبقة، وانه ما كان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس إضاعة الوقت في المطالبة بتجميد الاستيطان.

واشارت الى ان هذا الانفصام كان واضحا بالأمس حين وافقت الحكومة الإسرائيلية على إجراء يتطلب ممن يحصل على الجنسية الإسرائيلية ب quot;استثناء اليهودquot; أن يؤدي قسم الولاء quot;للدولة اليهوديةquot;. ونوهت الى ان هذا القانون ينطلي على جانب تمييزي واضح، وقد وصفه قادة الفلسطينيين في إسرائيل بأنه quot;عنصريquot;.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عن ارتياحه لصدور قانون قسم الولاء الذي اقترحه حزب quot;إسرائيل بيتناquot; الذي يتزعمه، غير أنه قال إنه لا بد من اتخاذ خطوات أخرى في الاتجاه نفسه: quot;أعتقد أن هذه خطوة مهمة إلى الأمام، ومما لا شك فيه أنها ليست خاتمة المطاف فيما يتعلق بمسألة الولاء مقابل الحصول على الجنسية، ولكنها خطوة على درجة كبيرة من الأهمية.quot;

من جهتهم، أعرب معظم وزراء حزب العمل المشارك في الائتلاف الحكومي عن معارضتهم لهذا القانون، كما قال وزير الشؤون الاجتماعية إسحاق هيرزوغ: quot;نشعر بأن هذا القانون غير ضروري ولا يخدم مصالح دولة إسرائيل ورغم أنه يستند إلى منطق عقائدي، إلا أن له تأثيرا سلبيا على صورة إسرائيل وروح الديموقراطية الحقيقية التي تتميز بها.quot;

ووصف وزير الأقليات أفيشاي بريفمان القانون بأنه خطأ كبير: quot;في الخارج سيتحول الرأي العام العالمي ضدنا بصورة أكبر، وفي الداخل سيؤدي هذا القانون إلى إثارة سخط الأقلية العربية. فلماذا يحدث كل هذا؟ هل لأن نتانياهو مضطر لاسترضاء ليبرمان؟ هذا خطأ شنيع.quot;

ودافع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تأييده للقانون بقوله: quot;إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، والجمع بين هاتين القيمتين الساميتين، وهما الديموقراطية واليهودية، هو أساس وجودنا وأساس دولة إسرائيل. وعلى كل من يريد أن يصبح مواطنا في بلادنا الاعتراف بنا.quot;

ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الاقتراح بأنه نصر لليبرمان، وكان العنوان الرئيسي على موقع صحيفة هآرتس على شبكة الانترنت quot;نصر لليمين الإسرائيلي مع اقتراب التصويت على يمين الولاء rsquo;للدولة اليهوديةlsquo;.quot;

العرب يصفونه quot;بالعنصريquot;

وفي السياق ذاته، أثار هذا القانون سخط الإسرائيليين العرب الذين يقولون إنه يضعف وضعهم داخل إسرائيل ويحول دون تحقيق مطالب اللاجئين الفلسطينيين. ووصف نائبان عربيان في الكنيست الإسرائيلي مشروع تعديل قانون الجنسية بأنه quot;عنصريquot;.

وقال النائب محمد بركة لوكالة الصحافة الفرنسية إن نتانياهو قرر افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية بوابل جديد من القوانين العنصرية التي تتناغم مع أفكاره الشخصية وأفكار حكومته، بالمصادقة على تعديل جديد لقانون quot;المواطنة العنصري.quot;

وندد النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة الذي يرأس كتلة التجمع الديموقراطي بالتعديل المقترح قائلا إن quot;هذا القانون عنصري لأنه موجه ضد العرب لكونهم عربا. الدولة اليهودية هي رديف الصهيونية والقانون الجديد يفرض على الفلسطينيين، الذين هم ضحايا الصهيونية، أن يعلنوا ولاءهم لها.quot; وانتقد أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيسيت الإسرائيلي مشروع القانون الجديد ووصفه بأنه موجه ضد العرب، حسب تعبيره.

وناشد الطيبي المجتمع الدولي الدفاع عن الأقليات في إسرائيل، إلا أن دانييل هرسكوويتش وزير العلوم والتربية وعضو حزب إسرائيل بيتنا، نفى استهداف الأقليات، وقال لـquot;راديو سواquot;: quot;لا يستهدف القانون الأقليات، فهو لا يختلف عن غيره من القوانين المعمول بها في معظم دول العالم، والتي تطلب ممن يرغبون الحصول على جنسيتها إعلان ولائهم للدولة، وهو من الشروط التي توضع قبل حصول الأجانب على الجنسية.quot;

كما أشار الوزير الإسرئيلي إلى أن ذلك القانون سيطبق على من يحصلون على الجنسية فقط، لا على من يولد في إسرائيل. يشار إلى أن الفلسطينيين يرفضون هذا التعديل لأنه يتناقض مع مطالبتهم بحق عودة اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم أو فروا أثناء قيام دولة إسرائيل في 1948، بينما يسمح لكل يهودي من الشتات بالهجرة إلى إسرائيل والحصول تلقائيا على الجنسية.