يبحث رئيس الوزراء العراقي في دمشق سبل تطوير العلاقات الثنائية بعد قطيعة إستمرت أكثر من عام.

وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى دمشق مساء الثلاثاء بعد قطيعة استمرت اكثر من عام في وقت اعلن منافسوه عن تشكيل تحالف يضم 130 نائبا سيرشح نائب الرئيس عادل عبد المهدي لتشكيل الحكومة الجديدة .

وتأتي زيارة المالكي لسوريا ضمن جولة لعدد من دول الجوار تشمل الاردن وتركيا وايران حيث سيجري الاربعاء مباحثات مع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس وزرائه محمد ناجي العطري quot;بهدف تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقينquot; كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي وصل الى quot;إيلافquot; .

وتاتي الزيارة بعد يومين من عودة السفير العراقي لدى دمشق علاء الجوادي الى ممارسة مهامه في دمشق بعد اكثر من عام على استدعائه إثر التقارير الامنية التي وردت على خلفية تفجيرات الاربعاء الدامي في آب (اغسطس) 2009.

واعتبر محمد محمود الحاج وكيل وزير الخارجية العراقي الأمر خطوة ايجابية لتحسين العلاقات العراقية ndash;السورية بعد التوتر الذي شهدته عقب تفجيرات آب قبل اكثر من عامين.

وكان العراق سحب سفيره من دمشق على خلفية احداث الاربعاء الدامي واتهام سوريا بأنها تؤوي عنصرين من عناصر البعث العراقي المتورطين في التفجيرات التي وقعت في بغداد وسحبت سوريا سفيرها كرد فعل على ذلك. وأكدت التصريحات الرسمية للقادة السوريين لاحقاً ان سوريا لن ترسل سفيرها الى بغداد قبل ان يعود السفير العراقي الى دمشق مؤكدة ان العراق هو من بادر بسحب سفيره اولاً.

وكانت بغداد ودمشق اتفقتا مؤخرا على اعادة فتح خط انابيب كركوك - بانياس النفطي حيث سعت الحكومة العراقية خلال المرحلة السابقة الى اعادة المياه الى مجاريها . وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اجرى مباحثات مع الاسد مطلع الاسبوع الحالي على هامش القمة العربية تناولت تطوير علاقات البلدين وجهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة .

من جهة اخرى أعلنت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي تشكيل ما أسمته محور الـ130 النيابي ويضم 130 عضوا برلمانيا لينافس المحور النيابي الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي والذي يتكون من 132 نائبا مؤكدة أنها ستدعم ترشيح عادل عبد المهدي في حال كان الموقف الكردي مطابقا لتوجهات المحور الجديد.

وقال المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية حيدر الملا إنquot;القائمة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة وتجمع العدالة والوحدة وتحالف الوسط شكلوا، اليوم محورا مكونا من 130 نائباquot;، مؤكدا أن quot;المحور سيرشح عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة المقبلة وسيصوت له في البرلمانquot; كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز العراقية . وأضاف الملا أن quot;المحور الذي شكل اليوم سيكون منافسا للمحور الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي والمكون من 132 نائباquot;، لافتا إلى أن quot;المحور المنافس للمالكي تم الاتفاق عليه خلال اجتماع عقد في العاصمة الأردنية عمان والذي كان تتويجا للاجتماعات التي عقدت في بغدادquot;.

وبين المتحدث باسم القائمة العراقية أن قائمته quot;ستدعم ترشيح عادل عيد المهدي في حال كان موقف التحالف الكردستاني مطابقا لموقف المحور الجديدquot;.

ويأتي إعلان القائمة العراقية عن التحالف أو المحور السياسي الجديد ليؤكد ما توقعه المراقبون من انسحاب المجلس من التحالف الوطني بعد اختياره لمرشح ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء، كما انه يأتي بعد اشارت من القائمة العراقية تفيد بإمكانية دعمها لمرشح الائتلاف الوطني عادل عبد المهدي لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المرتقبة فيما ينتظر الآن وفي ظل هذا التطور في الوضع السياسي موقف الكرد من المحورين والذين أصبحوا وحسب ما يبدو بيضة قبان التحالفات السياسية.

وكان عدد من قياديي تحالف الكتل الكردستانية أكدوا خلال تصريحات لهم أن الكرد سيمنحون أصواتهم مع مرشح الكتلة التي توقع تحريريا على مطالب الورقة الكردية التسعة عشر.

ويتعين على القائمة العراقية ضمان الحصول على أغلبية النصف زائد واحد اي 163 صوتا لتشكيل الحكومة، حيث يبلغ عدد مقاعد مجلس النواب العراقي الجديد 325 مقعدا.