تواجه القاعدة الاميركية في قرغيزستان من جديد التهديد باغلاقها بعد الفوز المفاجىء للقوميين في الانتخابات التشريعية مما يجبر واشنطن على اجراء مفاوضات جديدة للابقاء على هذه المنشأة الاساسية لعملياتها في افغانستان.

بشكيك: قال احمدبك خالدبيكوف الرجل الثاني في قيادة الحزب القومي اتا-جورت حول القاعدة الاميركية في قرغيزستان quot;سنثير في البلاد مسألة سحب القاعدة العسكرية الاميركيةquot;. من جهته، اكد زعيم الحزب نفسه كامتشيبك تاشييف إن quot;القرار سيتخذ بعد مشاورات مع الاحزاب الاخرى في البرلمان. علينا ان نشكل تحالفا كبيراquot;.

وحقق حزب اتا-جورت القريب من الرئيس السابق قربان بيك باكييف الذي اطاحت به ثورة دامية في نيسان/ابريل، افضل النتائج في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد ويفترض ان تؤدي الى عودة النظام البرلماني الى قرغيزستان.

وحصل هذا الحزب القومي على 28 من مقاعد البرلمان ال120 لكنه ما زال بعيدا عن تحقيق اغلبية وعليه ان يشكل تحالفا. ولم تنتظر الولايات المتحدة طويلا اذ انها بدأت مناقشات مع الاحزاب الممثلة في البرلمان لتحديد مصير قاعدة ماناس قرب العاصمة بشكيك.

وقالت سوزان اليوت المسؤولة المكلفة آسيا الوسطى في الخارجية الاميركية الاربعاء quot;اليوم نلتقي الاحزاب التي تدخل البرلمان. اعتقد اننا نستطيع التوصل الى اتفاق على ابقاء القاعدةquot;، حسب تصريحات بالروسية نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس ووسائل اعلام قرغيزية.

واكدت سفارة الولايات المتحدة هذه اللقاءات لكنها قالت ان مصير القاعدة الجوية لم يبحث. وقرغيزستان الجمهورية السوفياتية السابقة الفقيرة جدا، هي البلد الوحيد في العالم الذي يضم وجودا عسكريا روسيا واميركيا.

وتملك روسيا ايضا قاعدة جوية فيها منذ العهد السوفياتي بينما فتحت المنشأة الاميركية بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 لدعم العمليات في افغانستان. وتمر الغالبية الساحقة من القوات الاميركية بهذه القاعدة قبل ان تصل الى الاراضي الافغانية بينما تشكل ماناس ايضا مركزا اساسيا لتزويد الطائرات المشاركة في النزاع بالوقود.

والمح حزب ار-ناميس (حزب الكرامة) الموالي لروسيا ويقوده رئيس الوزراء السابق فيليكس كولوف الى ان مصير القاعدة معلق. وقال اميل علييف المسؤول في الحزب لفرانس برس quot;لم نناقش بعد مسألة القاعدة وهذه القضية ستحل في البرلمانquot;.

واكد مصدر قريب من الرئاسة القرغيزية أن quot;القاعدة الاميركية ستبقى في قرغيزستانquot; حتى نهاية 2011 طالما بقي التحالف في افغانستان. وهذه ليست المرة الاولى التي تفاوض الولايات المتحدة فيها لانقاذ قاعدتها. فقد وعد باكييف مرتين (في 2005 و2009) روسيا باغلاقها قبل ان يتراجع عن قراره مقابل ايجار اكبر.

وتدفع الولايات المتحدة ستين مليون دولار سنويا للقاعدة الى جانب 110 ملايين دولار من المساعدات الحكومية. وقال الخبير السياسي القرغيزي المستقل مراد كازاكباييف ان الحملة الحالية حول القاعدة تتبع المنطق نفسه، اي الحصول على مبالغ اكبر من المال من الاميركيين. واضاف quot;يمكنهم التهديد كما يشاؤون لكن القاعدة ستبقى. الاقتصاد القرغيزي ضعيف جدا بعد الثورتين (2005 و2010) وعشرات الملايين من الدولارات تشكل دعما قويا لبلد لا يملك نفطا لا غازاquot;.