اكتنف الغموض شخصية الرئيس الصيني المتوقع quot;شي جينبينغquot;، بينما يُعرف الرجل في الصين بأنه من ابرز مؤيدي الاصلاحات الاقتصادية.

بكين: يُعرف quot;شي جينبينغquot; الذي يتوقع ان يكون الرئيس المقبل للصين، بانه مؤيد للاصلاحات الاقتصادية لكن لا يتوفر لدى المحللين سوى معلومات قليلة عن الطريقة التي سيحكم بها البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في العالم في فترة حاسمة.

بيد ان المحللين يتفقون على ان هشاشة القاعدة السياسية التي سيبدا بها شي ولايته قد تمنعه لفترة ما على الاقل، من احداث تغيير عميق. وعين شي (57 سنة) نائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية الامر الذي يفتح امامه المجال ليصبح خليفة رئيس الدولة والحزب الحالي هو جينتاو سنة 2013.

وينتمي الرجل وهو ابن بطل ثوري، الى ما يعرف ب quot;الامراء الحمرquot; الذين يتبوأون اهم المناصب وهو يعد مؤيدا للانفتاح الاقتصادي بعد سنوات قضاها رئيسا للحزب الشيوعي في شانغهاي واقليمي زيجيناغ (شرق) وفوجيان (جنوب شرق) اللذان يتميزان بحيوية اقتصادية.

واكد تشينغ لي (من مؤسسة بروكينغز، واشنطن) quot;انه يؤيد اقتصاد السوق ومن المرجح جدا ان يتحدث باسم الطبقة المتوسطة والقطاع الخاص ومع القطاعات التي تحتكرها الدولةquot; لكن فيما يخص آراءه السياسية وكفاءته كقائد quot;الوضوح قليلquot;.

وتقترب الفترة الانتقالية التي يفترض ان يرحل خلالها رئيس الوزراء وين جياباو وان يحل محله نائب رئيس الوزراء لي كيكيانغ، في حين تتعالى اصوات حتى داخل الحزب الشيوعي، داعية الى اصلاحات سياسية في الصين.

وعزز منح ليو شياباو جائزة نوبل للسلام تلك الدعوات الى مزيد من الديمقراطية وقال لي quot;اننا في مستهل فترة مهمة جداquot; وquot;بالنهاية ستكون قدرات شي على القيادة على المحكquot; وكذلك قدرته على ادارة quot;كل تلك القوى المختلفةquot;.

لكن في الوقت الراهن لا يعرف الصينيون من شي سوى تلك الشخصية القليلة الجاذبية التي غالبا ما ترافق الرئيس هو، وكذلك انه زوج مغنية مشهورة جدا. لكن المتخصصين في شؤون الصين يرون انه من المحافظين ولن يغير اتجاهه لا سيما في بلد تتخذ فيه القرارات الهامة جماعيا بين الاعضاء التسعة في اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الحاكم.

ويبدو ان اصوله وتجربته في الشؤون العسكرية اتاحت التوافق حول اسمه بين هو جينتاو وسلفه جيانغ زيمين. ويتراس شي المتحدر من فصيل شانغهاي التابع لجيانغ ، ايضا مدرسة الحزب وهي مؤسسة محافظة جدا. وقال سون وينغوانغ الاستاذ المتقاعد المنشق quot;اذا حكمنا عليه من خلال القليل الذي رايناه منه فلا مجال ان نترقب منه تجديدا او قطيعة مع النظام الحالي المتصلب. سيبقي على الارجح على الوضع الراهن كما هوquot;.

وقد وفرت له قيادة شانغهاي وفوجيان وشيجيانغ التي تشكل طليعة النمو الصيني القائم على الصادرات والانفتاح الاقتصادي، الكثير من الاتصالات مع المستثمرين الاجانب، كما قال ويلي لام المحلل في جامعة هونغ كونغ الصينية.

واضاف ان ذلك quot;قد يدفع به الى كبح المبادرات الاخيرة التي فرضت قيودا على الشركات الاجنبية في الصينquot;. لكن شي سيواجه مصاعب لانه سيتولى الحكم مدعوما من اضعف قاعدة لزعيم شيوعي صيني.

وتوقع ويلي لام ان quot;يقضي ولايته الاولى (خمس سنوات) في تعزيز قاعدتهquot; وانه quot;مهما كانت آراء شي واضحة حول الاقتصاد او غيره من المجالات فانه على الارجح لن يتمكن من تجسيدها عمليا قبل ولايته الثانيةquot;. وستشكل هذه السنوات مرحلة يجب على الصين ان تتصدى فيها لتحديات عديدة منها هل يجب على الحزب الشيوعي ان ينفتح ام لا؟ ومواصلة نمو قوي لكن اكثر توازنا، ومسؤوليات الصين في العالم.