يتوسل المغرب عبر معرض quot;الفرسquot; إلى جلب نوعية جديدة من السياح، الأثرياء، لذا وقع اختار المنظمين على مدينة الجديدة التي لها تاريخ طويل في مجال الفروسية، كما رفعوا الطاقة الاستيعابية للقاعة للسماح لأكبر عدد من الزوار لحضور فعالياته. ويركز المعرض على تقديم quot;مغرب متصالح مع تراثه ومنفتح على العالمquot;.

_________________________________________________

الدار البيضاء: على بعد 86 كلم جنوب الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية، تحتضن مدينة الجديدة الدورة الثالثة لمعرض الفرس، وهي أكبر تظاهرة فنية وثقافية ورياضية بهذه المدينة الشاطئية. يهدف منظمو المعرض الذي افتتحه العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء أول أمس الاثنين 18 تشرين الأول (أكتوبر)، إضافة إلى تطوير ما يسمونه quot;صناعة الفرسquot;، إلى جلب نوعية جديدة من السياح إلى المملكة.

يركز هذا المعرض على فكرة أساسية وهي تقديم quot;مغرب متصالح مع تراثه ومنفتح على العالمquot;. هذا الانفتاح يمر أساسًا عبر السياحة والريادة إقليميًا في صناعة الفرس.

اختيار مدينة الجديدة لم يكن اعتباطيًا، بل يدخل في رغبة المغرب في تنويع سياحته، فالمدينة تتوافر على أول محطة سياحية تدخل في إطار مشروع المغرب quot;المخطط الأزرقquot;، وهي محطة quot;مازاكانquot;، على أنها تتوافر على ملعب كبير لرياضة الغولف، لذا جاءت فكرة تنظيم معرضدولي للفرس لجلب سياح أثرياء يعشقون الغولف والاستجمام في محطة جميلة، إضافة إلى إمكانية متابعة رياضة الخيل من خلال حلبة لهذه الرياضة quot;حلبة للا مليكةquot;.

اختار المنظمون مدينة لها تاريخ طويل في الفروسية، سكانها معروفون بشجاعتهم وعشقهم للفرس، كان هذا الحيوان الجميل وسيلتهم في صد هجومات الأعداء في سابق العصر. وتتوافر حاليًا على أكبر موسم يحضره صيف كل سنة 1200 فرسًا يمثلون كل جهات المغرب في رياضة تعرف بالتبوريدة، إذ ينطلق أكثر من عشرة فرسان على جيادهم في تناغم وتناسق مرتدين الملابس التقليدية للجهة، يقودهم قائد بارع، بعد فترة ركض يطلقون أعيرة من البارود من بنادقهم. هذه الاحتفالية حاضرة في دورة هذه السنة، وهذا ما يفسر رفع مساحة المعرض.

يقع quot;معرض الفرسquot; الثالث على 22 ألف متر مربع، وقد حضره هذه السنة 80 عارضًا، جاؤوا لتقديم منتوجاتهم وخيولهم بكل أصنافها إلى المهنيين وإلى زوار المعرض الكثر. من فاعليات المعرض القوية قاعة تتسع لـ3600 شخص مخصصة للعروض والمسابقات، وعزا المنظمون رفع الطاقة الاستيعابية لهذه القاعة مقارنة بالدورتين السابقتين إلى تنوع العروض وفرادتها والرغبة في السماح لأكبر عدد من الزوار لحضورها.

ضيف هذه السنة هي خيالة الحرس الجمهوري الفرنسي، وقد أقيم أمس الثلاثاء 19 تشرين الأول حفل في الرواق الفرنسي البالغة مساحته 256 مترًا مربعًا. وستقدم فرقة الخيالة طيلة أيام المعرض عروضًا فنية، كما سيشارك فرسان فرنسيون في العروض الفنية وفي المسابقات الرسمية للمعرض، إضافة إلى ضيف الشرف، تعرف الدورة مشاركة المملكة العربية السعودية وقطر وبلجيكا والبرتغال وهنغاريا وإيطاليا وألمانيا.

من الأحداث المهمة في هذه الدورة انتقال المباراة الدولية للقفز على الحواجز من quot;سي إس 12quot; كما كان في الدورتين السابقتين إلى quot;سي إس 13quot;، وهو حدث مهم وكبير لمعرض الفرس في الجديدة.

وكان المغرب أطلق مخططًا لتطوير صناعة الفرس (من 2002 إلى 2012) ويشمل تقوية ترسانته التشريعية والتنظيمية، ثم خطة لتحسين نسل الخيول، فمشاريع لإنشاء بنيات تحتية تهم الفرس. توخى المغرب من خلال هذا المعرض، تحويل المملكة إلى رائد في صناعة الفرس، فبعد دورتين فقط أصبح هذا الحدث مناسبة للقاء بين مهنيي القطاع المحليين والدوليين، يأتون إليه لتقوية خبراتهم والبحث عن سبل التعاون في ما بينهم.

المنظمون في كل تصريحاتهم الصحافية يشددون على الرغبة في تقوية الصناعات المرتبطة بالفرس في المغرب ومنحها إشعاعًا دوليًا، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال من خلال الندوات العلمية المنظمة كل سنة. هكذا يصبح الفرس وسيلة لجلب سياح جدد في بلد عاش معه في تناغم لقرون من الزمن ومازال إلى اليوم مفخرة الإنسان المغربي.