قد تؤثر عودة الخصوم الجمهوريين لباراك أوباما بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة على اعادة انتخابه رئيسا في 2012 خصوصا في الولايات الاساسية التي قد تسقط بايدي حكام جمهوريين.


واشنطن: يجوب الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن اللذين يدركان هذه المخاطر، مختلف ارجاء الولايات المتحدة شرقا وغربا منذ عدة اسابيع مولين اهتماما خاصا بتلك الولايات الاساسية التي فاز بها أوباما سنة 2008.

لكن قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية والمحلية، يبدو الديموقراطيون في وضع حرج للمحافظة على حكامهم في عدة ولايات، ويتقدم عليهم خصومهم في اوهايو (شمال) سبع نقاط وفي بنسلفانيا (شرق) عشر نقاط حسب معدل انجزه موقع ريال كلير بوليتكس المتخصص.

وفي هاتين الولايتين اللتين تعانيان بشكل خاص من الازمة الاقتصادية قد يتمكن حاكم جمهوري من الدفع باتجاه تأييد مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية سنة 2012. وفي المجموع تتوقع الاستطلاعات ان يفوز الجمهوريون بنحو عشرة مقاعد حكام.

ويرى كريس كوفينس الخبير الديموقراطي في الاستراتيجية السياسية ان quot;انتخاب الحكام سيكون على الارجح حاسما اكثر من الانتخابات الاخرىquot;. واوضح ان quot;السبب الذي يدفع بالبيت الابيض الى ان يركز حملته على بعض تلك الولايات الاساسية هو انها تعتبر تقليديا حاسمة في الانتخابات الرئاسية وستكون كذلك سنة 2012quot; لافتا الى ان تفوق الجمهوريين قد ينعكس عليهم سلبا بعد سنتين في الحكم.

ويرى هربرت فانيبرغ استاذ العلوم السياسية في جامعة اوهايو ان quot;الناس لا يولون اهمية حقا لمن هو حاكمهم عندما يصوتون في الانتخابات الرئاسية. لكن الحاكم غالبا ما يساعد على تعبئة ولايته لصالح حزبهquot;.

واستذكر المحلل السياسي نورمن اورنشتاين من اميركان انتربرايز انستيتوت ان خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2000 كان حاكم فلوريدا الجمهوري ورقة رابحة بالنسبة لجورج بوش اثناء اعادة تعداد الاصوات الذي كان حاسما في انتخابه، لانه ببساطة كان شقيق المرشح الجمهوري.

وعلاوة على ذلك بامكان الحكام الجمهوريين الجدد تعديل الخريطة الانتخابية لصالحهم. وينشر مكتب الاحصائيات الاميركي مرة كل عشر سنوات عدد سكان الولايات المتحدة. وفي معظم الولايات بامكان الحكام حينها اعادة رسم ملامح الخريطة الانتخابية حسب معطيات جديدة... وكذلك حسب انتماءاتهم السياسية.

كذلك بامكان الجمهوريين ان يغيروا حدود الدوائر الانتخابية وعزل الناخبين الديموقراطيين في مناطق تسكنها اغلبية من الجمهوريين. ورغم انه لن تكون لذلك انعكاسات مباشرة على اعادة انتخاب أوباما لكن قد يساعد مرشحي المعارضة في الانتخابات البرلمانية القادمة سنة 2012.

وسيجدد الاميركيون في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 435 مقعدا في مجلس النواب و37 من المقاعد المئة في مجلس الشيوخ و37 منصب حاكم من اصل خمسين. ويتمتع الديمقراطيون بالاغلبية في مجلسي الكونغرس ولديهم 26 مقعدا حكام مقابل 24 للجمهوريين.