تستأنف يوم الإثنين القادم محاكمة الشاب الكندي عمر خضريأمام محكمةعسكريةمعتقل غوانتانامو.
قاعدة غوانتانامو:يمثل الشاب الكندي عمر خضر الغربي الاخير الذي ما زال معتقلا في غوانتانامو، مجددا الاثنين امام محكمة عسكرية استثنائية على القاعدة الاميركية في كوبا في اطار محاكمة قد تقر اتفاقا يتم التوصل اليه في اللحظة الاخيرة ليقر بذنبه.
وقد اوقف الكندي البالغ من العمر 24 عاما بعد ان اصيب بجروح خطيرة في 2002 في افغانستان عندما كان عمره 15 عاما. وهو يمثل بتهمة ارتكاب quot;جرائم حربquot; بينها القتل والتآمر وتقديم الدعم المادي للارهاب والتجسس.
وتتهمه الولايات المتحدة خصوصا بانه اطلق قنبلة يدوية الصنع تسببت بمقتل الجندي الاميركي كريستوفر سبير (28 عاما) اثناء المعركة مما ادى الى اعتقاله.
وحتى الان وبعد ان امضى ثماني سنوات في غوانتانامو، حرم خلال اربع منها من حق الحصول على محام، رفض الاقرار بذنبه ورفض ثلاث مرات محاميه.
وندد المدافعون عنه حاليا بعمليات الاستجواب العنيفة والتهديدات التي خضع لها ويشددون على وضعه quot;كجندي طفلquot;.
وعمر خضر المولود من اب كندي من اصل مصري، كان مقربا من اسامة بن لادن وقتل في 2003 في باكستان، هو الان شاب قوي البنية ملتح فقد عينه اليسرى بعد جروح اصيب بها في افغانستان.
وقد علقت محاكمته التي بدأت في اب/اغسطس بعد توعك محاميه العسكري جون جاكسون، ثم ارجئت من جديد لمدة اسبوع الى 25 تشرين الاول/اكتوبر لاتاحة المجال للتفاوض بشأن اتفاق ليقر بذنبه.
وقال نات ويتلينغ احد المحامين الكنديين المدافعين عن الشاب لوكالة فرانس برس quot;ربما سيكون هناك اتفاق للاقرار بالذنب، هذا كل ما استطيع قوله. سنرى ما سيحصل الاثنينquot;.
وقد يبقى مضمون الاتفاق سريا لكن المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان اشارت الى ان الامر قد يتعلق بعقوبة السجن لثماني سنوات ينفذ القسم الاكبر منها في كندا.
وتم توبيخ اوتاوا من قبل محكمتها العليا بالذات لانتهاكها حقوق السجين لكنها رفضت حتى الان تسليمه. وفي صلب الجدل مجيء عناصر من اجهزة الاستخبارات الكندية في 2003 الى غوانتانامو ليستجوبوه بدون اي مراعاة الفتى الذي اعتقد انهم جاءوا لاصطحابه.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها الكندي لورانس كانون تحادثا هاتفيا الجمعة، واكدت وسائل الاعلام ان الاتصال تناول مصير عمر خضر.
وفي حال اقر الاخير بذنبه فسيعلن ذلك امام القاضي العسكري المكلف محاكمته باتريك باريش الاسبوع المقبل. وسيحال بعد ذلك امام هيئة محلفين عسكرية مكلفة تحديد العقوبة.
وفي حال الاقرار بالذنب فان العقوبة لا يمكن ان تفوق العقوبة المنصوص عليها في الاتفاق. لكن في حال قررت ادارة الرئيس باراك اوباما ابقاءه سريا كما فعلت بالنسبة لابراهيم القوسي الطباخ السابق لاسامة بن لادن، فسيتعذر معرفة المدة الحقيقية للاعتقال، أكان في غوانتانامو ام كندا.
لكن الخبراء يتفقون على القول ان ادارة اوباما المنهكمة في ادارة اغلاق غوانتانامو والمترددة بشأن السلطات القضائية -مدنية او عسكرية- التي ستحيل امامها الرجال الخمسة المتهمين بتدبير اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لديها كل المصلحة لتفادي الدعاية السيئة التي تمثلها المحاكمة الطويلة لquot;جندي طفلquot; يقول انه بريء.
ومن المتوقع ان تحضر ارملة الجندي الاميركي القتيل المحاكمة.
ولا يزال هناك 174 معتقلا في مركز الاعتقال في قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية الذي استقبل حتى 800 معتقل منذ فتحه في كانون الثاني/يناير 2002.
التعليقات