نفى نائب بارز في كتلة quot;المستقبلquot; اللبنانيّة المعلومات الصحافيّة التي نشرت عن اللقاء الذي عقدته الكتلة لبحث موضوع العلاقة مع سوريا، وأكد النائب لـ(إيلاف) أن العلاقة بين الرئيس الحريري والقيادة السورية غير مستقرة في الوقت الراهن.


بيروت: أبدى نائب بارز في كتلة quot;المستقبلquot; النيابية انزعاجه من نشر صحف لبنانية السبت، معلومات مستقاة من زملاء له في الكتلة، تحدثوا فيها عن أجواء اللقاء الذي عقدته الكتلة برئاسة الرئيس سعد الحريري خصوصاً لجهة تناول الأخير موضوع العلاقة مع سوريا، موضحاً أن ما ورد بهذا الخصوص لا يعكس حقيقة ما قيل.

وكانت صحيفتان لبنانيتان تناولتا تفاصيل ما جرى في الاجتماع الأخير لكتلة quot;المستقبلquot; حيث ذكرت الأولى quot;أن الحريري أكد للمجتمعين أن التواصل بينه وبين دمشق ما زال قائماًquot;.

مضيفاً بأنه quot;عندما تدعو الحاجة ووفق الأطر المؤسساتية سيتم اللقاء مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسدquot;، فيما أوردت الثانية أن الحريري أبلغ الحاضرين بأن اجتماعه مع الأسد quot;يتم عند الضرورةquot;.

وقال النائب quot;المستقبليquot; البارز لـ quot;إيلافquot; أنه كان حاضراً الجلسة ولم يسمع من الرئيس الحريري مثل هذا الكلام المنشور في الصحف، والمتعلق بالعلاقة مع دمشق، مؤكداً أن رئيس الحكومة الذي أوضح لأعضاء كتلته عدم انقطاع التواصل مع دمشق، كما أشيع في الأيام الماضية، لم يضع quot;إذاquot; الشرطية للمضي في هذا التواصل.

وفيما لفت النائب البارز إلى أن العلاقة بين الرئيس الحريري والقيادة السورية غير مستقرة في الوقت الراهن، إلا أن الأول يبدي حرصاً على استمرار التعاون quot;وقد سمعنا منه كلاماً واضحاً بهذا الشأن مفاده أنه عندما تستدعي الضرورة الاتصال بالجانب السوري للبحث في موضوع معين، فإنما نفعل ذلك بشكل طبيعيquot;.

وأفاد النائب البارز في كتلة quot;المستقبلquot; أن ما أعلنه الحريري عن العلاقة مع سوريا، إنما جاء قبيل تلقيه مضمون الحديث quot;المفاجئquot; الذي أدى به رئيس الحكومة السورية المهندس محمد ناجي العطري والذي وصف فيه قوى الرابع عشر من آذار بـ quot;الهياكل الكرتونيةquot;، مشيراً إلى أن مثل هذه المواقف تزيد الوضع تأزماً ولا يعكس الدور السوري الذي راهنا عليه راعياً للاستقرار في لبنان وضامناً له.

وفي هذا الإطار علمت quot;إيلافquot; من مصادر سورية مطلعة أن دمشق تابعت باهتمام أمس واليوم quot;ردود الفعل الصادرة عن فريق 14 آذار والمنتقدة لحديث العطري الذي أدلى به إلى صحيفة quot;الرأيquot; الكويتية، وتوقفت بصورة خاصة عند ما أعلنه quot;تيار المستقبلquot; في بيانه عن quot;أسفه لصدور مثل هذا الكلام عن رئيس وزراء دولة شقيقة يعتبر نفسه جزءاً لا يتجزأ منهاquot;، واعتباره حديث رئيس الحكومة السورية quot;تدخلاً مباشراً في شؤون لبنان الداخليةquot;.

وذكرت الأوساط السورية المطلعة لـ quot;إيلافquot; أنها كانت تأمل من quot;تيار المستقبلquot; ألا يرّد بشكل مباشر على كلام الرئيس العطري وأن يدع الأمر لأمانة الرابع عشر من آذار على الأقل، مستغربة تجاهله لما تضمنه من تنويه بالاتصالات المستمرة بينه وبين رئيس الحكومة زعيم التيار المذكور.

أما الأوساط القريبة من الحريري فأبدت استياءها من الرسائل السورية quot;غير المشجعةquot; التي تبعث إلى الحريري سواء عبر مذكرات التوقيف السورية بحق مجموعة محسوبة على الحريري، في إطار الدعوة المقامة من قبل المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد في قضية ما يسمى بـ quot;شهود الزورquot;، أو عبر المواقف الهجومية التي تطلقها قيادات في المعارضة بعد زيارتها سوريا ولقائها الرئيس الأسد، مستهدفة الحريري، وصولاً إلى الحديث quot;المدوّيquot; للرئيس العطري.

أمام هذا المشهد المضطرب، جاءت تصريحات وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي المعروف بحركته النشطة على خط الرياض ــ دمشق، معبرة، إذ أقر في حديث إذاعي أن العلاقة بين الحريري والرئيس الأسد متعثرة، لكنها لم تبلغ مرحلة الفشل الكامل، واصفاً مذكرات التوقيف السورية بـ quot;الصدمةquot; التي تلقاها الحريري، قائلاً أن هناك مقربين من الحريري يدعونه إلى الاستقالة، كما أن هناك من يكره الحريري ويدعوه إلى الاستقالة أيضاً.