رأى السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا- الإتحاد الأفريقي حاليا- والأمين العام للجمعية الأفريقية في القاهرة، أن إنفصال جنوب السودان سيؤدي إلى صدمة كبيرة بين أبناء البلد ستمتد آثارها إلى الدول المجاورة. ودعا الجانبين إلى الإتفاق على ترسيم الحدود وإقتسام الثروة والديون الخارجية وتنظيم إنتقال المواطنين قبل حدوث الإستفتاء على الإنفصال في يناير المقبل. وشدد على أن إستقرار السودان سيعمل على استقرار جزء كبير من دول القارة الأفريقية. كما لفت الى أن تهديد المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير قائم وإن كان لأغراض سياسية وليست قانونية، مشيرا إلى أن الإتحاد الأفريقي يصمم على عدم الموافقة على هذا الطلب لأنه سيؤثرفي البينة التحتية للسلام في دارفور وفي جنوب السودان.


أكد السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا -الإتحاد الأفريقي حاليا- والأمين العام للجمعية الأفريقية في القاهرة في حواره مع quot;إيلافquot; أن السودان حلقة الوصل بين العالم العربي وأفريقيا، ومن هذا المنطلق يأتي الحرص على استتباب الأمن والسلام فيها كأولوية ليس لمصر فحسب بل للعالم، فاستقرار السودان ينعكس إستقراراً في جزء كبير من دول القارة الأفريقية. وحث كافة الأطراف السودانية على ضرورة احترام موعد الإستفتاء وإجرائه، محذرا من مغبة التأجيل الذي قد يؤدي إلى نشوب نزاع مسلح بين الجانبين مرة أخرى.

ورأى حجاج أن الدور الأميركي في السودان كان معقولا في بدايته ولكنه تحول في الأعوام الأخيرة إلى دور ضاغط لأسباب عدة، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى فرض مزيد من العقوبات على الحكومة السودانية والتشدد واتخاذ مواقف مؤيدة لفصل الجنوب عن الشمال السوداني.

وتطرق حجاج خلال الحوار إلى عدة قضايا سياسية ساخنة في القرن الأفريقي والدور المصري في أفريقيا والإختراق الإسرائيلي وتغلغل قوى إقليمية ودولية اخرى في القارة مثل الصين وتركيا وإيران وغيرها. وهنا الجزء الأول من الحوار:

تطور ديمقراطي وإقتصادي

** ماهي قراءتكم للمشهد السياسي في أفريقيا حاليا بصفة عامة؟

-المراقب من الخارج يعتقد أن أفريقيا تعيش على الصراعات والأوبئة والحكومات الديكتاتورية، ولكن خلال العقدين الأخيرين حدث تطور مهم، فظهرت الحكومة الديمقراطية ووصلت إلى الحكم عن طريق انتخابات شفافة تحت رقابة وطنية وإقليمية ودولية. وبدأت جمعيات المجتمع المدني تنتشر في القارة الأفريقية، كما تحقق الكثير من الدول الأفريقية نموا إقتصاديا حتى في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية الحالية قد يفوق في مستواه ما يحدث في قارات أخرى. لكن مع أهمية هذا الوضع فهو يأتي من خلفية ضعيفة ولذلك لا يزال الفقر موجودا، كما لا تزال هناك بؤر صراع في القارة والحروب خصوصاً في الكونغو والصومال من المناطق. لكن أهم مشكلة تشغل القارة الأفريقية في الوقت الحالي هي السودان وقضية دارفور والإستفتاء القادم حول انفصال الجنوب السوداني في يناير العام المقبل.

حلقة وصل

**يشكل الإستفتاء على انفصال الجنوب عن الشمال في السودان في التاسع من يناير المقبل الحدث الأبرز على الساحة السودانية خاصة والقارة الأفريقية عامة، فما هو منظوركم للسودان في حال إقرار الجنوبيين الإنفصال عن الشمال؟

-السودان دولة كبيرة وإن لم تكن أكبر الدول في القارة الأفريقية ولها حدود مع 11 دولة أفريقية، لذلك تعتبر حلقة الوصل بين العالم العربي وأفريقيا وتضم الكثير من الأعراق والديانات والقبائل، لذلك فإن الحرص على استتباب الأمن والسلام فيها يأتي أولوية مهمة ليس فقط بالنسبة إلى مصر باعتبارها جارة ولها علاقات قديمة وتاريخية معها، ولكن لأن استقرار السودان سيعمل على استقرار جزء كبير من دول القارة، وهناك تدخلات دولية وإقليمية كثيرة في الشأن السوداني ولكن أيضا الأخوة السودانيون لم يساعدوا أنفسهم في هذا الصدد حيث لا توجد وحدة الرأي بالنسبة إلى المشكلات السودانية بين السودانيين أنفسهم، وقد يرجع ذلك إلى الإختلافات القبلية والإنتماءات المختلفة.

مشكلة جنوب السودان ظهرت بقوة خلال العقدين الأخيرين حيث نشبت حرب بين الشمال والجنوب ولكن تداعياتها لم تكن فقط في الجنوب كما يتردد، وإنما كان لها تداعيات وخسائر كبيرة في الشمال أيضا. وتم الإتفاق بين الجانبين في إتفاقية نيفاشا عام 2005على خطوات إنتقالية وإنتخابات عامة وغير ذلك، على أن تتوج باستفتاء تقرير المصير بين الجنوبيين، ولكن الجنوب نفسه ليس مستقرا كما يقال بل فيه الإختلافات العرقية نفسها الموجودة في الشمال وقد تكون بدرجة أكبر، وليس لها أيضا مقومات إقتصادية ولكن أعتقد أنه يجب إحترام موعد الإستفتاء وإجراؤه لأن عدم إجرائه سيؤدي إلى نشوب نزاع مسلح بين الجانبين مرة أخرى، والجانبان لا يرغبان في دخول حرب تؤدي إلى أضرار مادية وبشرية كبيرة. هناك في الوقت الحالي ضغوط على السودان خصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وفي المقابل تمارس ضغوط على الرئيس أوباما في الولايات المتحدة لكي يتخذ موقفا متشددا تجاه حكومة السودان، وتضغط الولايات المتحدة أيضا عن طريق الكونغرس والصحافة واللوبي الإسرائيلي إلى جانب الموقف في كثير من الدول الغربية عبر انتقاد الموقف السوداني، لكن المجتمع الدولي مهتم بإجراء هذا الإستفتاء في موعده علّه يؤدي إلى حقن الدماء بين الجانبين ويضمن التعايش بين الجانبين بعد الإستفتاء.

صدمة كبيرة للسودانيين

**ما هي السيناريوهات المتوقعة للسودان الدولة والشعب سياسيا وإقتصاديا وعسكريا فيما لو أقر الجنوبيون الإنفصال؟

-إختصار جزء من أي دولة يؤدي إلى صدمة كبيرة بين مواطني هذه الدولة، لأن السودان شماله وجنوبه عاشا جنبا إلى جنب لعقود طويلة، وهناك تزاوج بين القبائل وعلاقات تجارية وتوطين فهناك ملايين من الجنوبيين يعيشون في الخرطوم والعكس صحيح. وحاولت جهات كثيرة تصوير هذا النزاع على أنه نزاع بين مسلمين ومسيحيين أو بين العرب والأفارقة ولكن هذا غير صحيح لأن عدد المسلمين في جنوب السودان مواز لعدد المسيحيين والغالبية لا تنتمي إلى أي ديانة ولايوجد فارق بين العربي والأفريقي في السودان. هناك أيضا مشاكل مع الدول المجاورة بالنسبة إلى جنوب السودان قد تحل أو لا تحل سنرى ذلك. ولن يكون تأثير الصدمة التي سيصاب بها السودان في حال إنفصال الجنوب عن الشمال، فقط على شعب السودان وإنما سيمتد الى الدول المجاورة وخاصة العربية منها التي لا تريد حتماً اختصار جزء من العالم العربي. وتبذل الجهود لكي يتم الإستفتاء بسلام وسلاسة لأنه إذا رافقته أعمال عنف سيؤدي ذلك إلى عداوة بين الكائنين الجديدين سواء في شمال السودان أو جنوبه، وهذا ما تقوم به الدبلوماسية المصرية والرسائل التي بعث بها الرئيس مبارك للقادة والمسؤولين السودانيين. وتقوم مصر أيضا بأنشطة متنوعة في جنوب السودان حيث أنشأت بعض محطات الكهرباء، كما تقوم بتدريب الكثير من الكوادر الجنوب سودانية في المعاهد المختلفة في القاهرة، وتحاول أن تقنع الجنوبيين بأن يكونوا على أحسن مستوى من العلاقات مع الشماليين لمصلحة الجانبين وليس لمصلحة جانب واحد.

إغراء للحركات الإنفصالية

**هناك تحذيرات ومخاوف من مغبة صوملة السودان.. ما تعليقكم؟

-قد يحدث ذلك، وهذا الأمر موجود في القارة الأفريقية لأن هناك من يقول إن عملية انفصال السودان ستؤدي إلى إغراء الحركات الإنفصالية في الكثير من الدول الأفريقية على القيام بالعمل نفسه ، وفي العديد من الدول الأفريقية هناك حركات انفصالية، وذلك لأن الحدود التي نشأت عليها هذه الدول في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت حدودا مصطنعة وضعها الإستعمار سواء البريطاني أو الفرنسي أو البرتغالي ولم تراع الإعتبارات الجغرافية أو الإثنية أو العرقية ولذلك لم يكن هناك تجانس بين فئات الشعب المختلفة وظهرت الحركات الإنفصالية، وقطعا هذا الرأي له وجاهة، فضلا عن أن ميثاق الإتحاد الأفريقي ومن قبله منظمة الوحدة الأفريقية ينص ويؤكد ضرورة إحترام حدود الدول التي تم توارثها من الإستعمار، ولذلك يعد تغيير بعض الدول حتى لو كانت أفريقية على فصل جنوب السودان مخالفا لإلتزاماتها تجاه الإتحاد الأفريقي ومن قبله منظمة الوحدة الافريقية بالإضافة إلى أن الإتحاد الأفريقي يسعى في الوقت الحالي إلى إنشاء كيان أفريقي واسع لأن العالم الآن لا يحترم إلا الكيانات الكبيرة، بينما تفتت الدول يؤدي إلى ضعفها.

ضغوط بعض القوى

**يرى المراقبون أن نشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة على الحدود بين الشمال والجنوب السوداني من الآن، هو إقرار ضمني بما سيجري مستقبلا في يناير المقبل.. ما تعليقكم؟

-لا أعتقد أن ذلك سيحدث وهناك ضغوط من بعض الدول في هذا الإتجاه ولكن إتفاقية السلام في نيفاشا لا تنص على ذلك، فضلا عن أن السودان أكبر دولة في العالم توجد فيه قوات دولية تابعة للأمم المتحدة في دارفور يزيد عديدها عن العشرين ألف جندي من بينهم كتيبة مصرية كبيرة. وهناك في جنوب السودان أكثر من 12 ألف جندي وضابط من بينهم كتيبة مصرية، وتحريك أي من قوات الأمم المتحدة يتطلب طبقا لقواعد الأمم المتحدة نفسها موافقة الدولة المعنية، وحكومة السودان أعلنت أنها لا ترغب في ذلك. وحتى لو وضعت كل هذه القوات بين الجانبين فلن تجدي نفعاً نظرا للمساحة الشاسعة للحدود، وإنما الهدف كله هو الإرادة السياسية وإخراج عملية الإستفتاء بموافقة الطرفين حتى يمر بسلام وبهدوء.

دور أميركي ضاغط

**الدور الأميركي لا يخفى على أحد في السودان، بعد أن كانت تصريحات المسؤولين الأميركيين تدعم الوحدة تبدلت مواقف الإدارة الأميركية عبر تصريحات المبعوث الأميركي إلى السودان سكوت جريشن الذي أكد ضرورة الإستفتاء وإنفصال الجنوب. ما تصوركم لهذا الدور وللأجندة الأميركية في السودان؟

-كان الدور الأميركي في السودان في بدايته دورا معقولا ولكنه تحول في الأعوام الأخيرة إلى دور ضاغط على السودان، بسبب التوجيهات المختلفة داخل الولايات المتحدة من اللوبي الإسرائيلي وأعضاء الكونغرس وبعض جمعيات المجتمع المدني. وهناك خلافات بين الإدارة الأميركية حول الموقف تجاه السودان، ولكن الرأي الغالب في الوقت الحالي الذي يرسم سياسة البيت الأبيض أو الإدارة الأميركية هو مزيد من العقوبات على الحكومة السودانية والتشدد وإتخاذ مواقف مؤيدة لفصل الجنوب عن الشمال السوداني.

التهديد لأغراض سياسية

**شهدت الفترة الماضية التلويح بمذكرة توقيف وإعتقال من جانب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أوكامبو ضد الرئيس السوداني عمر البشير وبعض المسؤولين السودانيين بالزعم أنهم إرتكبوا ممارسات وجرائم يعاقب عليها القانون الدولي ضد أبناء دارفور. هل يمكن التلويح مجددا بهذه المذكرة بعد إجراء الإستفتاء المقبل والضغط من الإدارة الأميركية على الحكومة السودانية لمزيد من الإمتيازات للشركات الأميركية في السودان؟

-التهديد قائم والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اوكامبو على الأقل يصر على هذا الموضوع، وإن كان لأغراض سياسية وليست قانونية، لكن أعتقد أن الإتحاد الأفريقي يصمم على عدم الموافقة على مثل هذا الطلب، لأنه سيؤثرفي البنية التحتية للسلام سواء في دارفور أو في جنوب السودان، فضلا عن أن الرئيس البشير منتخب من الشعب السوداني وأعيد انتخابه مرة ثانية منذ عدة أشهر، فلذلك فإن هذا الإتجاه المفترض من بعض دوائر المجتمع الدولي التي تدفع بإتجاه التدخل تحت دعاوى التدخل الإنساني الدولي في الشؤون الداخلية للدول مرفوض.

-قبول مصر لإختيار السودانيين

**ما هي أبرز النتائج التي يمكن أن تتمخض عن إنفصال الجنوب السوداني عن الشمال في حال إقراره، وإنعكاساته على مصر سياسيا وإقتصاديا وعسكريا ومائيا؟

-مصر ستقبل بالذي يرتضيه الشعب السوداني نفسه ولا تريد فرض أي حل على إرادة الشعب السوداني سواء في الشمال أو الجنوب، وهي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة. مصر بالطبع قلقة نتيجة ما يحدث في السودان وما زالت ترى أن خيار الوحدة هو الأفضل للجميع مع إعطاء حقوق المواطنة لجميع السودانيين بما فيهم جنوب السودان والسودانيين، لأن الجنوبيين لهم مطالب مشروعة منذ إستقلال السودان ولم تتم عملية تنمية في الولايات الجنوبية كما أنهم لم يستطيعوا المشاركة في السلطة سياسيا، ولكن معالجة هذه المشاكلات لم تكن بالإنفصال وإنما بالمطالبة بالحصول على حقوق المواطنة والمساواة مع بقية أبناء الشعب السوداني. لكن زاد هذا الموضوع كما يبدو، فالهدف المصري يسعى إلى إتمام عملية الإستفتاء بسلام وهدوء وأن تكون هناك علاقات مستقبلية وطيدة بين الدولة الجديدة إذا تمت وبين السودان لأن ذلك في صالح الجانبين.

مشاكل عالقة

**لم تتحسب أو تتوقع حكومة السودان سرعة وتيرة الاحداث بالنسبة إلى الإستفتاء حيث حشدت حكومة الجنوب السوداني والمتمثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان على الحدود مع الشمال، بينما لم يتم ترسيم الحدود بين الجانبين وخاصة في منطقتي دارفور وأبيي. ماهو تصوركم لذلك؟

-هذه المشكلةما زالت قائمة وسيجري إجتماع في أديس أبابا سيضم شريكي الحكم في السودان في الفترة المقبلة لعلها تكون المحاولة الأخيرة للإتفاق بين الجانبين على ترسيم الحدود وإقتسام الثروة والديون الخارجية وإنتقال المواطنين، وكل هذه المسائل عالقة ويجب الإتفاق عليها قبل حدوث الإستفتاء لأنه إذا حدث الإستفتاء ولم يتم الإتفاق عليها ستؤدي إلى مشكلات كبيرة في المستقبل.

إتفاقية جيدة

**كنتم المبعوث الشخصي للرئيس مبارك في مفاوضات دارفور في أبوجا، فما الذي إستخلصتموه من هذه المفاوضات بين الفرقاء الدارفوريين؟ ولماذا توقفتم عن الإستمرار في هذه المفاوضات بعد انتقالها إلى الدوحة؟

المفاوضات التي تمت في أبوجا كانت مفاوضات طويلة بمشاركة كل حركات التمرد الرئيسة في دارفور، وتم التوقيع على إتفاقية السلام الشامل في دارفور في أبوجا، وأعتقد أنها إتفاقية جيدة ما زالت تصلح للتطبيق حيث لم تترك لها الفرصة لتطبق بفعالية بين جميع الأطراف. ووقعت مصر على الإتفاقية بصفة شاهد إلى جانب دول أخرى كبيرة، لكن هناك تدخلات دولية وإقليمية من داخل القارة الأفريقية في دارفور تؤدي إلى تعقيد الموقف. وقد يكون الإتفاق الذي وقع بين الحكومتين السودانية والتشادية بعدم مساعدة أي حركات للتمرد في أي مجموعة قد ساهم مساهمة فعالة في تهدئة الأوضاع إلى حد ما داخل دارفور، والكل الآن مشغول بما يحدث في جنوب السودان وهذا ما يتم السعي إليه في دولة قطر منذ أكثر من عامين ولكن لم تتحقق النتائج المرجوة حتى الآن نظرا لرفض حركات التمرد الرئيسة المشاركة في هذه المفاوضات. وهناك تنسيق بين الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي في هذه المفاوضات وتتدخل بعض الدول بين الحين والآخر لرعاية عدد من الإجتماعات، لكن كل ذلك يؤدي إلى حلحلة الموقف في دارفور حيث ما زال عدد كبير من النازحين واللاجئين في الدول المجاورة، وأعتقد أنه بعد الإستفتاء في جنوب السودان سيتم الإهتمام بهذه القضية بطريقة أكثر وأفضل تركيزا على الأوضاع هناك.

الدور المصري نشط وفعال

**ماذا عن الدور المصري في دارفور؟ وماذا بعد زيارة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ورئيس الاستخبارات العامة عمر سليمان إلى جوبا والخرطوم؟

-الدور المصري نشط منذ البداية وشاركت مصر في المفاوضات الخاصة بدارفور بكل فعالية وإستضافت كثيرا من ممثلي حركات التمرد في القاهرة على أمل إقناعهم بإنهاء هذا التمرد السلمي وحصولهم على الحقوق المشروعة من حيث التنمية أو المشاركة السياسية أو إقتسام الثروة. لكن للآسف انقسمت حركات التمرد على نفسها وبعد أن كانت ثلاث حركات رئيسة أصبحت الآن أكثر من ثلاثين حركة تتصارع في ما بينها. وهناك تدخلات إقليمية ودولية تحاول إستقطاب هذه الحركة أو تلك لصالحها. لكن مصر لديها شراكة قوية جدا في القوة الدولية بالمشاركة بين الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ليس فقط بجنود القوات المسلحة ولكن بضباط الشرطة وهم يتمتعون بمصداقية كبيرة في التعامل مع الشعب السوداني وهم القوة الوحيدة تقريبا التي تتحدث اللغة العربية ولهم صلات مع القبائل المختلفة، ونحاول حث الأطراف كلها على ضرورة إقرار السلام لأن ذلك في مصلحة الجميع.

لن نشارك في الاستفتاء

bull;هل ستشاركون بصفتكم أمينا عاما للجمعية الأفريقية في مراقبة الإستفتاء الذي سيجري في يناير المقبل في جنوب السودان؟

-لن نشارك في مراقبة الإستفتاء، فالجمعية الأفريقية مهمتها نشر الوعي بالقضايا الأفريقية بين الشعب المصري، وإستضافة الكثير من الندوات والمؤتمرات حول القضايا الأفريقية ولكنها لا تقوم بدور خارج حدود مصر. ولنا صلات كثيرة مع عدد من الجمعيات المماثلة في أفريقيا وفي كافة أنحاء العالم.