سيكون ملف إبرام صفقة لشراء أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار، في طليعة القضايا التي سيبحثها الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشؤون العسكرية، خلال زيارته لأسبانيا والتي تدوم ثلاثة أيام، وتتضمن الصفقة ما بين 200 و270 دبابة quot;ليوباردquot; نوع quot;2quot; إيquot;.

الرياض: يبدأ الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشؤون العسكرية الأحد المقبل زيارة رسمية إلى إسبانيا تدوم ثلاثة أيام يرافقه خلالها وفد عسكري يضم بين أعضائه نائب رئيس هيئة الأركان الفريق حسين القبيل.

وقالت مصادر خاصة لـ quot;إيلافquot; إن الأمير خالد الذي يحظى بتقدير رسمي وشعبي كبير في بلاده غادر الرياض اليوم متوجها إلى لندن حيث يمتلك قصرا فخما هناك في زيارة خاصة تسبق وصوله إلى مدريد سيركز خلال محادثاته مع المسؤولين الإسبان على بحث تفاصيل صفقة سلاح لصالح بلاده تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو (قرابة أربعة مليارات دولار) من السلاح من إسبانيا وتتضمن أساسا دبابات quot;ليوباردquot; المتطورة التي حظيت بموافقة ألمانية باعتبار أن الأخيرة شريكة في إنتاج هذا الطراز من الدبابات .

الأمير السعودي (63 عاما) الذي طمأن السعوديين إلى والده ولي العهد الأمير سلطان قائلاً إنه بصحة جيدة ويقضي إجازة اعتيادية، سيلتقي رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو والملك خوان كارلوس علاوة على وزيرة الدفاع كارمن تشاكون.

وتتضمن الصفقة وفقا للمصادر ذاتها ما بين 200 و270 دبابة quot;ليوباردquot; نوع quot;2 إيquot;بعد أن قام السعوديون بتجربتها في معسكر للتدريب في منطقة سرقسطة شمال إسبانيا،ووافقوا على جودتها شريطة إدخال بعض التحسينات لملاءمة بيئة السعودية المعروفة بحرارتها المرتفعة وأجوائها الجافة.كما تشمل تدريب الضباط السعوديين والصيانة مستقبلا.

وقالت تقارير صحافية مؤخرا إنه رغم تصنيع إسبانيا لهذه الدبابة من طرف شركة quot;أنظمة سانتا باربراquot; في إشبيلية، فحقوق الملكية تمتلكها الشركة الألمانية quot;كراوس مافيي راينمتالquot; والتي ستحصل في حالة موافقة برلين عليها على 30 في المائة من أصل قيمة الصفقة.وستضمن الصفقة تشغيل الشركة المصنعة في إشبيلية الأندلسية quot;أنظمة سانتا باربراquot;لمدة عقد كامل واستفادة شركات إسبانية فرعية مثل quot;إندراquot;الإلكترونية،الأمر الذي يجعل حكومة مدريد تبذل مجهودا كبيرا لإنجاحها خاصة وأن هذا البلد الأوروبي يمر بأزمة اقتصادية خانقة.

وتأتي هذه الصفقة لتعزيز التعاون العسكري بين مدريد والرياض والذي كان ضئيلا من قبل بسبب ضعف الصناعة العسكرية الإسبانية في الماضي ولكنها حققت قفزة نوعية في الوقت الراهن من خلال اندماجها في شركات أوروبية وأصبحت طرفا مهما في تصنيع طائراتquot;يوروفايترquot; التي اقتنت منها السعودية، واختارت إسبانيا لتدريب ربابنتها على قيادة هذه المقاتلات.

وينتظر أن تحصل الرياض على خمسين دبابة خلال الأشهر الخمسة المقبلة.

وكانت مصادر في واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تخطط لأكبر صفقة أسلحة في تاريخها مع السعودية،حيث تعتزم توريد أسلحة لحليفتها بقيمة نحو 60 مليار دولار خلال فترة زمنية تتراوح بين 15 و20 عاما.

وتشمل الصفقة مقاتلات من طراز quot;إف15quot; ومروحيات قتالية من طراز quot;أباتشيquot; وأحدث جيل من الصواريخ وقنابل وأنظمة رادارات ومعدات عسكرية أخرى.

وذكرت صحيفةquot;الباييسquot; الإسبانية الاثنين الماضي انه كان من المفترض الاتفاق على هذه الصفقة في الربيع الماضي ولكن تم تأجيلها بسبب السحابة البركانية التي شلت الأجواء الأوروبية بعد ثوران بركان أيسلندا.

ولكن الآن فإن الأجواء مهيأة على الرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت أعربت عن اهتمامها بـ quot;ليوباردquot;في أعقاب الزيارة التي قام بها الملك خوان كارلوس إلى جدة في مايو/ أيار 2008 ومنذ ذلك الحين فهناك اتصالات كثيرة.

وتمتلك السعودية 315 دبابة من نوع ابرامزquot; M1A2 quot;التي صنعتها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم إضافة إلى 290 دبابة من طرازAMX30 الفرنسية وغيرها من دباباتquot; M60 quot;الأميركية التي تحتاج إلى تجديد ويقول الخبراء إن هذا التنوع ضروري حيث إن لابد من عدم الاعتماد على مورد واحد.