مع استمرار تداعيات الكشف عن الطرود المفخخة التي كانت في طريقها من اليمن إلى الولايات المتحدة، وتم اعتراضها في الإمارات وبريطانيا، حذرت شخصيات بارزة في مجال الطيران من أن المسافرين قد يواجهون خلال المرحلة المقبلة تغييرات سخيفة تتعلق بتدابير الأمن في المطارات.
من المنتظر أن يدخل المسافرون في مواجهة مع مجموعة من الضمانات غير الفعالة وعديمة الفائدة وغير الضرورية، بسبب تغييرات ستطرأ على أساليب الفحص في المطارات، كما يشرح رئيس شركة الطيران الاقتصادية الأيرلندية، ريان إير لصحيفة التلغراف البريطانية.
وبينما حذّر أوليري من المبالغة في ذلك، دعا بعض خبراء الصناعة إلى القيام بإصلاح عاجل لضمان أمن المسافرين وإدخال نظام فحص الطرود الواحدة تلو الأخرى. ومن المحتمل أن تتم الآن مراجعة لتدابير الأمن الخاصة بالطائرات بعدما خلص المحققون إلى أن الإرهابيين قد صمموا طرداً لنسف طائرات ركاب على غرار حادث لوكيربي.
وقد علمت الصحيفة أن الجهاز الذي عثر عليه في مطار إيست ميدلاندز يوم الجمعة الماضي قد غادر اليمن على متن طائرة ركاب، قبل أن ينقل إلى طائرة شحن تتبع شركة يونايتد بارسيل سيرفس الأميركية للشحن الجوي. أما الجهاز الثاني، الذي عُثِر عليه في دبي، فنقل على متن طائرتي ركاب تتبعان شركة الخطوط الجوية القطرية.
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمقربة من مجرى التحقيقات في اليمن قولها إنه ونتيجة لعدم وجود رحلات شحن مقررة خارج البلاد، فربما عرف الإرهابيون أن القنابل ستُحَمَّل على طائرات ركاب لجزء من الرحلة على أقل تقدير.
واعترفت أيضاً وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، بأنه قد كان ممكناً أن يتم تفجير تلك القنبلة التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة فوق بريطانيا، ما لم يتم العثور عليها، بسبب عدم القدرة على التنبؤ بمسارات الشحن. وبعدما أكد المحققون في اليمن أنهم يفحصون 26 طرداً آخر، قال جون برينان، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، إنه سيكون من التهور افتراض عدم وجود قنابل أخرى.
على صعيد متصل، نقلت quot;التلغرافquot; عن مسؤولين قولهم إن القنابل التي استخدمت في مؤامرة quot;الطرود المفخخةquot;، التي أحبطتها أخيراً سلطات الأمن في مطارين في دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا، كانت تزيد في قوتها بمقدار 50 مرة على الأقل عن القنابل التي ستكون لازمة لإحداث ثقب في جسم طائرة.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن خبراء في ألمانيا كشفهم النقاب عن أن القنابل التي عُثِر عليها في مطار إيست ميدلاندز وفي دبي تحتوي على ما لا يقل عن 300 غرام من مادة quot;PETNquot; شديدة الانفجار. وقد سبق لأحد خبراء المتفجرات البريطانيين أن صرح العام الماضي لمحطة سي إن إن الإخبارية الأميركية بأن ستة غرامات فقط من تلك المادة تكفي لإحداث ثقب في لوحة معدنية يبلغ سُمكها ضعف سماكة جسم طائرة.
في الوقت عينه، أفادت الصحيفة بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي quot;إف بي آيquot; ووزارة الأمن القومي في الولايات المتحدة حذّرا المسؤولين المحليين في أنحاء البلاد كافة من أن الطرود التي تأتي من الخارج دون أن يكون عليها عنوان المُرسِل ومزودة بكثير من طوابع البريد، تكون بحاجة للفحص والتدقيق بها مرة ثانية.
وقد نشرت اليوم أيضاً صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً على صدر موقعها الإلكتروني، كشفت من خلاله عن أن تنظيم القاعدة في اليمن يبدو أنه يسعى بقوة إلى تجنيد متطرفين أوروبيين وأميركيين قادرين على توفير مدخل للتنظيم يتيح تنفيذ الهجمات في أوطانهم.
وأشارت الصحيفة في هذا الختام إلى أن اليمن يوفر نقطة دخول سهلة بشكل محتمل للمتشددين الأجانب لإقامة روابط مع تنظيم القاعدة، ومع عدد من المدارس الدينية الإسلامية ذات الشعبية التي يُدرَس فيها باللغة العربية وتجذب الطلاب من أنحاء العالم كافة.
التعليقات