أكد مسؤولون أميركيون أن الجهود المستمرة لتعزيز العلاقة مع روسيا ستخفف من قضية تسلم واشنطن فيكتور بوت.


سبب تسليم فيكتور بوت للولايات المتحدة الأميركية بعض المخاوف من أن يؤثر هذا الأمر على الموقف الروسي ويتسبب في ردود أفعال تسيء للعلاقة بين الدولتين، ولكن المسؤولين في إدارة أوباما يؤكدون أن جهودهم الرامية لدعم العلاقات مع موسكو يمكنها الصمود أمام هذه العاصفة.

اعترف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي بأن تسليم بوت من تايلاند للولايات المتحدة الأميركية رغم اعتراضات روسيا من شأنه أن يخلق بعض الإضطرابات في علاقة موسكو مع واشنطن، ولكنه أضاف أن أي مخاوف حول قضية بوت يمكن السيطرة عليها، وأكد أن هذه الإضطرابات لن تكون كبيرة وفسر ذلك بوجود علاقة ناضجة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية يهمها المصالح الوطنية المتداخلة ولا يمكن أن تؤثر عليها هذه القضية، وأضاف بأن هناك أشياء يتفقون فيها مع الجانب الروسي وأمورأخرى يختلفون حولها، وسيقومون بالسيطرة على أي مخاوف قد تثيرها قضية بوت.

من جانبها أعلنت روسيا أن فيكتور بوت رجل أعمال لم يرتكب أي جريمة وينبغي أن يعود إلى روسيا، ولقد جاء تسليم بوت للولايات المتحدة قبل محادثات في مطلع الأسبوع بين حلف الناتو وروسيا حول دور روسيا في أفغانستان وخطة الدفاع الصاروخي المقترح في أوربا وغيرها من القضايا الحرجة.

أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات بثها التليفزيون الروسي إلى أن قرار الحكومة التايلاندية بتسليم فيكتور بوت للولايات المتحدة الأميركية جاء نتيجة ضغوط سياسية أميركية لم يسبق لها مثيل أثرت على قرار المحكمة والحكومة التايلاندية، وقال لافروف في رحلته إلى كينيا أن هذا مثال صارخ للظلم، وأوضح سيرجي ريابكوف نائب لافروف أن موسكو تبحث عن التواصل السريع مع بوت عبر قنصليتها في الولايات المتحدة الأميركية.

يرى الكثيرون أن رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت هو أكبر مهرب أسلحة في العالم قبل أن يتم القبض عليه في تايلاند في عام 2008، ولقد تم القبض عليه أثناء قيامه باتفاق مع مجموعة من المتمردين في كولومبيا على بيع أسلحة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، وكان من المنتظر أن تستخدم هذه الأسلحة في قتل قائدي الطائرات الأميركية الذين ينشون حرباً على المخدرات هناك، ولقد نفى بوت الاتهامات التي وجهت إليه أثناء محاكمته في عام 2009 وقال إنه لا علاقة له بتجارة الأسلحة،وأشار إلى أن تلقى معاملة غير انسانية تماماً في الفترة التي تم احتجازه فيها في تايلاند.

بعد فترة طويلة من شد الحبل بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على فيكتور بوت، قامت الحكومة التايلاندية بتسليمه في هذا الشهر إلى الإدارة الأميركية، وهو ما يمثل خطرا على روسيا خاصة أن دوجلاس فرح وهو أحد المشاركين بتأليف كتاب عن فيكتور بوت قد أكد أن بوت يعرف الكثير عن جهاز المخابرات الروسي الذي تم إعادة هيكلته في السنوات العشر الماضية.

لقد أشارت الشائعات إلى أن مزايدات من روسيا والولايات المتحدة الأميركية قد تمت من أجل الحصول على فيكتور بوت، وقالت الشائعات إن أميركا قدمت لتايوان عرضاً بمعدات عسكرية بينما قدمت روسيا عرضاً بخفض معدلات النفط، ولكن الجانبين الأميركي والروسي قاما بنفي هذه الشائعات،ولقد سقط بوت حينما قام بمفاوضات لبيع أسلحة بمبالغ تصل إلى ملايين الدولارات لرجال استخبارات أميركيين انتحلوا شخصيات متمردين من كولومبيا، وتم القبض عليه في أحد فنادق بانكوك حينما كان يتفق على عملية التسليم.

تقول صحيفة نيويورك تايمز أن فيكتور بوت ضابط سلاح الجو السوفياتي السابق لقب بأنه تاجر الموت وذلك بسبب قيامه بتوفير الأسلحة للكثير من الجماعات الإرهابية في العالم، وأن أسلحته غذت الحروب الأهلية في أميركا الجنوبية والشرق الأوسط وإفريقيا وتضم قائمة عملائه تشارلز تايلور في ليبيريا والزعيم معمر القذافي في ليبيا والأطراف المصارعة في الحرب الأهلية في أنجولا،ويقال إن شخصيته هي التي ألهمت صناع فيلم (إله الحرب) فكرة عمل هذا الفيلم الذي قام ببطولته نيكولاس كيج.