لم تستنكف الطالبة الإسرائيلية quot;مايا يحيائيل ndash; فيندquot; إعلان الهجوم على بلادها من داخل حرم جامعة كولومبيا، إذ حرصت من واقع دراستها في نيويورك على المطالبة بحقوق الفلسطينيين. وانضمت إلى منظمة أميركية موالية للفلسطينيين ما أثار ضدها سخط قرنائها الإسرائيليين في الولايات المتحدة.


واشنطن: شنت طالبة إسرائيلية هجوماً عاصفاً على سياسة بلادها حيال الفلسطينيين، وترجمت نشاطها الى تظاهرات جماعية صامتة في جامعة كولومبيا في نيويورك، بمشاركة طلبة من مختلف الجنسيات، تمارس نشاطاً سياسياً مناوئاً لتل أبيب تحت لواء منظمة اميركية تطلق على نفسها quot;طلاب من اجل العدل في فلسطينquot;، على الرغم من ذلك رأت فيند في سياق حديث لصحيفة هاآرتس بنيويورك، ان النشاط الذي تقوم به في الولايات المتحدة، لا يهدف الى تشويه صورة اسرائيل، وانما يلقي الضوء بالأساس على الانشطة القمعية التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بما يتنافى مع حقوق الانسان وكافة الاعراف الدولية.

جانب من التظاهرات المناهضة لاسرائيل

تظاهرات صامتة

وتدرس الطالبة الاسرائيلية مايا يحيائيل ndash; فيند quot;21عاماًquot; العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة كولومبيا في نيويورك، وقامت في سابقة هي الاولى من نوعها داخل الحرم الجامعي في الولايات المتحدة بتنظيم تظاهرات صامتة، شاركها فيها عدد من زملائها في الجامعة، إذ ارتدوا فيها ذات مرة البزات العسكرية الاسرائيلية، في محاولة لالقاء الضوء ndash; بصورة رمزية - على الممارسات القمعية، التي يتبعها الجيش الاسرائيلي مع الفلسطينيين. وفي مرة اخرى ارتدت فيند مع رفاقها زيا، يجسد شباباً فلسطينيين مكبلين بأغلال الجيش الاسرائيلي بعد ان تم تكميم افواههم بلاصقات سوداء، تعبيراً عن الطريقة التي تتعامل بها اسرائيل مع الاسرى الفلسطينيين.

وأثارت الطريقة التي تعرض بها مايا فيند ما يجري على ارض الواقع في بلادها حيال الفلسطينيين ردود فعل ساخطة لدى نظرائها الاسرائيليين، الذين يدرسون في جامعة كولومبيا، ويميلون الى تبني افكار اللوبي اليهودي الموالي لاسرائيل في الولايات المتحدة، إذ اعرب هؤلاء في اكثر من مناسبة عن امتعاضهم من تلك التصرفات التي وصفوها بغير المسؤولة.

وتقول الطالبة الاسرائيلية انها عملت قبل سفرها الى الولايات المتحدة في القدس الشرقية، وفي هذه المنطقة لاحظت مدى امتهان الجيش الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين، وانها ازاء ذلك بذلت كل ما بوسعها للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في تلك الفترة، وعندما سافرت بغرض الدراسة الى نيويورك، قررت استكمال مشوارها عن طريق عرض ما يجري للفلسطينيين، ليعلم الرأي العام الاميركي الحقيقة. واضافت: quot;لن اتخلى عن مبدئي، سأواصل quot;النضالquot; من اجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في اي مكان أتواجد فيه في العالمquot;.

تشويه إسرائيل

وحول انعكاسات نشاطها على تشويه صورة اسرائيل امام الرأي العام العالمي، قالت: quot;ان مشكلتي ليست مع إسرائيل كدولة او مع الجنود، وانما مع المنظومة العسكرية، التي لا تكترث بحقوق الشعب الفلسطيني، واشعر انه من واجبي ان اوصل رسالة بما تفعله اسرائيل مع الفلسطينيين تحت رعاية الولايات المتحدة، ويقتصر هدفنا على ايضاح الصورة لطلبة جامعة كولومبيا التي ندرس بهاquot;.

الى ذلك اعربت مايا يحيائيل فيند عن بالغ اسفها لانها الطالبة الاسرائيلية الوحيدة في جامعة كولومبيا التي تنادي بحصول الفلسطينيين على حقوقهم، إذ ينتمي الطلبة الاسرائيليون في الجامعة الى المعسكر الآخر وهو ذاك المعسكر التابع للوبي اليهودي الـ quot;إيباكquot;، واضافت فيند: quot;تلقيت العديد من الرسائل على بريدي الالكتروني من اسرائيل، اعرب اصحابها عن بالغ غضبهم من النشاط الذي اقوم به، ورغم محاولاتي اقناعهم بهدفي الا انه لا توجد اي استجابة او استعداد للاستماع الى ايديولوجيتي في هذا الصددquot;.

تجسيد للاسرى الفلسطينيين في مظاهرة بنيويورك

ودعت الطالبة الاسرائيلية في حديثها مع صحيفة هاآرتس الى فتح قنوات من الحوار بين الجيل الصاعد من الشباب حول حقوق الانسان سواء تلك الخاصة بالفلسطينيين او بغيرهم من الشعوب، مطالبة بأن يُسمح لأي شخص بالتعبير عن رأيه بحرية، وقالت: quot;انني احاول اصلاح المجتمع الذي نشأت فيه، وايقاظه من غفوته، ففي جميع الدول الديمقراطية يمتلك كل مواطن حق الاعتراض على اي سياسة او تصرف من حكومته وهذا هو ما فعلته، ولا اعتبر ذلك جريمةquot;.

المساواة في الحقوق

ورأت فيند انها جزء من صراع كل شخص يؤمن بالمساواة في الحقوق ومناهض للتمييز على اساس الدين او الجنس او غيرهما من الفروقات، مشيرة الى ان القانون الدولي يحض على احترام حقوق الانسان والعدل، واضافت: quot;كل من يرغب في مشاركتي في هذا النشاط، يعتبر نفسه قد حصل على الدعوة بالفعل، ان ما يزعجني داخل الحرم الجامعي ان الطلبة الاسرائيليين لا يكترثون بحقوق الانسان، الا اذا دار الحديث عن تعرض اسرائيل لموجة من الاضطهاد او معاداة السامية، اما إذا كانت هي المسؤولة عن ارتكاب تجاوزات لحقوق الانسان، لا يهتم اي من الطلبة بمجرد الحديث عن ذلكquot;.

وفي ختام حديثها قالت الطالبة الاسرائيلية انها لن تتردد في العودة الى بلادها بعد انهاء الدراسة في الولايات المتحدة، مشيرة الى انها لم تسئ الى اسرائيل، وانما اسرائيل هى التي تسيء الى نفسها، وقالت: quot;ينبغي ان تدرك اسرائيل ان هناك من التجاوزات والخروقات الصارخة لحقوق الانسان، كان الجيش الاميركي مارسها في افغانستان والعراق، الامر الذي افقد واشنطن جانباً كبيراً من مصداقيتها امام العالم، فلا يجب ان تقع اسرائيل في هذا الشرك حتى لا تفقد هى الاخرى مصداقيتها امام العالمquot;.

واعتبرت فيند انه ليس من المنطقي ان ترفض اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات واخلاء بعضها للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين، واصفة منح الادارة الاميركية حوافز سياسية وعسكرية لاسرائيل، مقابل موافقة حكومة الليكود على التجميد الموقت للاستيطان بالأمر السخيف.